الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"الترغيب"عن الضحاك في قوله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]؛ قال: إنما كانت خيانتهما النميمة؛ يعني: امرأة نوح، وامرأة لوط (1).
وروى عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا، والمفسرون، والحاكم وصححه، والأصبهاني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه قال في قوله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]: لم يكن زنا، ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون، وامرأة لوط كانت تخبر بالضيف إذا نزل (2).
ولا شك أن نمها ذلك كان ضرباً من القيادة على المرد، وذلك كان حال قومها، فالقيادة على المرد من أقبح أعمالهم قاتلهم الله تعالى، وهي من أقبح الحرام، ولعلها أقبح من القيادة على النساء.
12 - ومنها: إقرار المنكر، وترك النهي عنه وترك الأمر بالمعروف، بل كانوا ينهون عنه ويأمرون بالمنكر
.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)} [هود: 78]: ينهاكم. أخرجه أبو الشيخ (3).
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(11120)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق "(50/ 319).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (4/ 458).
ورواه ابن أبي حاتم عن أبي مالك (1).
وذكر الثعلبي في "العرائس" عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: إنما كان الذي عمل الفاحشة من قوم لوط ثلاثين رجلاً ونيفاً لا يبلغون الأربعين، فأهلكهم الله جميعاً؛ أي: لعدم إنكار الباقين على المرتكبين.
وفي قوله: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)} [هود: 78] استفهام إنكاري معناه: لا رشيد فيهم؛ إذ لو كان لنهاهم، فلما تتابعوا في الغي هَلَكوا.
وعن ابن عباس: لو كان في قوم لوط أربعة يصلون رفع عنهم العذاب.
ومن هنا أوحى الله تعالى إلى لوط عليه السلام أن يسري بأهله بقطع من الليل ليتمحضوا للشر، فلا يبقى فيهم من يدفع الله بهم عنهم، وكان أهل لوط أربعة عشر نفسا منهم امرأته، فلما أصابها ما أصاب القوم وهلكت؛ كانوا ثلاثة عشر مؤمناً نجوا بإيمانهم مع لوط عليه السلام، كما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى (2).
وروى عبد بن حميد، وابن المنذر عن وهب بن منبه رحمه الله
(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(6/ 2063).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3313).
تعالى قال: إن الله تعالى ليحفظ بالعبد الصالح القبيل من الناس (1)؛ والله الموفق.
***
(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (5/ 429)، ورواه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص: 102)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 58).