الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
احْتَلْتَ لِلدُّنْيا وَلَذَّاتِها
…
بِحِيْلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّيْنِ
وَعُدْتَ مَجْنُوناً بِها بَعْدَ ما
…
كُنْتَ دَواءً لِلْمَجانِيْنِ
تَفَكَّرَ النَّاسُ جَمِيْعاً بِأَنْ
…
زَلَّ حِمارُ الْعِلْمِ فِي الطيْنِ (1)
*
تَنْبِيْهٌ:
إنما طلب أحبار يهود ورهبان النصارى الدنيا ليسودوا بها، فدخلوا في طلبها كل مدخل حتى تجاوزوا الحق إلى الباطل، فنودي عليهم في كتاب الله تعالى بقوله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34].
ولو تركوها بغضاً لها وإعراضًا عنها لسادوا بتركها، وعزوا برفضها لأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فطالبها أحقر الطالبين همة، وأرذلهم طريقة.
دخل محمد بن علقمة على عبد الملك بن مروان فقال له: من
(1) رواه ابن عساكر في "تاريح دمشق"(54/ 61)، وروى ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص: 37) الأبيات مع قصة نحوها.
سيد الناس بالبصرة؟
قال: الحسن.
قال: مولى أم عربي؟
قال: مولى.
قال: ثكلتك أمك، مولى سادَ العرب؟
قال: نعم.
قال: بم؟
قال: استغنى عما في أيدينا من الدنيا، وافتقرنا إلى ما عنده من العلم.
قال: صفه لي.
قال: آخذ الناس بما أُمر به، وأتركهم لما نُهي عنه. ذكره ابن حمدون في "تذكرته"(1).
ثم قال: وروي أن بدوياً قدم البصرة فقال لخالد بن صفوان: أخبرني عن سيد هذا المِصْر؟
قال: هو الحسن بن الحسن.
قال: عربي أم مولى؟
قال: مولى.
قال: وبم سادهم؟
(1) انظر: "التذكرة الحمدونية" لابن حمدون (2/ 93)، و"ربيع الأبرار" للزمخشري (1/ 129).