الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة
في سبب النزول:
ذكر البزار بإسناد جيد عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا، فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أي وماتوا كافرين. فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أي لن يقبل منهم فدية. أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي مؤلم. وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ أي معينين يرفعون عنهم العذاب.
فائدة:
روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شئ أكنت مفتديا به؟
قال: فيقول: نعم، فيقول الله: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك».
وروى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل فيقول: سل وتمن، فيقول ما أسأل ولا أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة. ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا رب شر منزل، فيقول له: أتفتدي مني بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول: أي رب نعم فيقول: كذبت، وقد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار» .
كلمة في السياق:
1 -
أثناء الكلام عن سياق سورة البقرة، قلنا: إن الحوار مع بني إسرائيل ينتهي بآية البر مرورا بمقطع إبراهيم عليه السلام، ومقطع القبلة، ومقطع الصبر والصلاة والتوحيد، ثم بالمقطع الثاني من القسم الثاني من سورة البقرة، وهو المقطع الذي نهايته آية البر، ونلاحظ هنا أن الفقرة التي ستأتي وهي الفقرة الأخيرة في هذا القسم من سورة آل عمران، والتي سيغلق في نهايتها الحوار مع بني إسرائيل، تبدأ بالكلام عن البر، وتثني بالكلام عما أحله الله لبني إسرائيل، وتثلث بالكلام عن البيت، ثم تنتهي
بآيتين كل منهما مبدوءة بقوله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ* وهي نفس البداية التي بدئت بها الآية الأولى من هذا القسم.
2 -
قلنا أثناء الكلام عن سورة البقرة: إن آية البر لخصت كل ماله علاقة في التقوى مما سبق الحديث عنه، لتكون جسرا للكلام عن معان جديدة في التقوى، ثم جاء بعدها أمور منها الحج، ونلاحظ هنا أن آيات الحج تأتي في الفقرة المبدوءة بالكلام عن البر، وهكذا يدلنا السياق الخاص لسورة آل عمران على الروابط التي تربط بين آيات سورة البقرة.
3 -
إنه كامتداد لقوله تعالى في مقدمة سورة البقرة وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ جاء الحوار في سورة البقرة مع بني إسرائيل، وكان من شبه بني إسرائيل قضية النسخ، وقضية القبلة، ويأتي في هذه الفقرة هنا ما يدل على أن النسخ كان موجودا من قبل، وأن البيت الذي بناه إبراهيم عليه السلام هو الأول.
وهكذا نرى كيف أن سورة آل عمران تفصل من خلال سياقها الخاص فى مقدمة سورة البقرة، وامتدادات معاني هذه المقدمة في سورة البقرة، وبالنسبة للسياق الخاص لسورة آل عمران نقول بين يدي الفقرة السادسة والأخيرة من القسم الثالث:
4 -
إنه بعد الأمر بالإيمان، وتهديد من يرتد، وتبيان جزاء من يموت على الكفر تأتي فقرة فيها حض على الإنفاق، وارتباط الإنفاق بالإيمان واضح، وفيها حديث عن الحج وفرضيته، والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فالصلة بينه وبين الإنفاق واضحة، ويأتي بين الكلام عن الإنفاق والكلام عن الحج حديث حول ما أحل الله لبني إسرائيل في الأصل، من قبل أن يحرم يعقوب- عليه السلام على نفسه ما حرم، وتلك هي شريعة إبراهيم عليه السلام التي جاءت هذه الشريعة موافقة لها مما يؤكد أننا أولى بإبراهيم عليه السلام.