الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التسخير والقهر والسلطان العظيم، الذي لا يخالف ولا يمانع وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ.
أي: يوم المعاد فيجازي كلا بعمله.
فوائد:
1 -
قال علي بن أبي طالب وابن عباس: «ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه» .
2 -
روى الإمام أحمد، عن عبد الله بن ثابت قال: «جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إني مررت بأخ لي يهودي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن ثابت:
قلت ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، قال: فسري عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين».
3 -
روى أبو يعلى والبزار عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما أن تكذبوا بحق، وإنه والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني» .
قال ابن كثير: وفي بعض الأحاديث: «لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي» .
كلمة في السياق:
1 -
في القسم السابق على هذا القسم، يقرر الله بشرية المسيح عليه السلام، ثم يأتي هذا القسم، فيأمر الله رسوله أن يدعو أهل الكتاب إلى التوحيد، ونبذ ربوبية البشر، وفي حالة توليهم أن نشهد أننا مسلمون، وجاءت بعد ذلك فقرة، تقيم الحجة عليهم من خلال مناقشتهم في دين إبراهيم، وأننا نحن على دينه، وفقرة حول رغبات أهل الكتاب في إضلالنا، وتخطيطهم لذلك وأسبابه، وتواصيهم بالباطل فيما بينهم، والرد عليهم في هذه الاتجاهات التى تنافي التوحيد. ثم تأتي فقرة تبين بعضا من أخلاقهم التي تتنافى مع دين الله، مما يدلل على عدم توحيدهم الله في الألوهية والربوبية، ثم تأتي
الفقرة التي مرت معنا أخيرا لتبين: أن دعوة الرسل إنما هي التوحيد، وهذا ينافي اتخاذهم المسيح ربا. وتبين أن دعوة الرسول السابق، تكملها رسالة الرسول اللاحق، وعلى السابق أن يتابع اللاحق وأن هذا هو الإسلام.
2 -
بعد أن عرفنا من السياق ماهية الإسلام، تأتي الفقرة الخامسة آمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلن إيمانه بالله، وبرسله، وبكل وحي، وأن يعلن إسلامه لله، ثم يمضي السياق كما سنرى، ليبين أن الله- عز وجل لا يقبل إلا الإسلام دينا، فلنتذكر على ضوء ذلك ما مر معنا من قبل: في القسم الأول من سورة آل عمران أن الدين عند الله هو الإسلام.
وإذا كان بعض أهل الكتاب يتمسكون بمعان باطلة فى شأن المسيح عليه الصلاة والسلام، تصرفهم عن الدخول في الإسلام فقد جاء القسم الثاني مبينا حقيقة شأن المسيح عليه السلام، ثم جاء القسم الثالث ليفتح حوارا شاملا مع أهل الكتاب ليدخلوا فى الإسلام، ومن ثم قلنا إن القسم الأول، والقسم الثاني جاءا بمثابة مدخلين للقسم الثالث.
3 -
قلنا: إن سورة آل عمران تفصل في مقدمة سورة البقرة وامتداداتها في السورة، وقد رأينا أنه قد ورد في مقدمة سورة البقرة قوله تعالى وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ورأينا في سورة البقرة قوله تعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ ....
ونلاحظ أن الفقرة الخامسة من القسم الثالث، مبدوءة بقوله تعالى قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ
…
فإذا رفض بنو إسرائيل الأمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يقيمونه. وهكذا تمضي السورة في سياقها الخاص مفصلة لمحورها في سورة البقرة.