الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد:
1 -
روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ذكر الله- عز وجل أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر» .
2 -
روى الإمام أحمد عن أم كلثوم بنت عقبة- وهي من المهاجرات- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا، أو يقول خيرا، وقالت: لم أسمعه يرخص في شئ مما يقوله الناس إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها» .
3 -
وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء قال: قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، قال: وفساد ذات البين هي الحالقة» . رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً. أي: عن الصواب، إذ ضل عن الهدى، وعطل قوانين العقل، وأفسد تصوراته، فانحرف سلوكه، وفاتته سعادة الدنيا والآخرة.
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً والإناث جمع أنثى: وهي اللات والعزى ومنات، ولم يكن حي من العرب إلا ولهم صنم يعبدونه، يسمونه أنثى بني فلان. وحتى ملحدو عصرنا يخلعون على الطبيعة كل صفات الإله، وخصائصه فمعبودهم أنثى، وحتى الوجوديون الذين يعبدون أنفسهم يبقون في إطار عبادة الإناث. ومن عبد الملائكة من العرب كان يعتبر الملائكة أنهم بنات الله. وبعضهم فسر الأنثى بأنه الذي لا روح له، من حجر أو خشب يابس. فالمشركون لا يعبدون إلا أمواتا لا حياة فيها. وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً. أي: وما يعبدون في الحقيقة إلا الشيطان الخارج عن الطاعة، العاري عن الخير وهو المريد. لأنه هو الذي أغراهم على عبادة الأصنام، فأطاعوه، فجعلت طاعتهم له عبادة، وكيف يعبدون الشيطان وقد جمع الله عليه صفتين: لعنة الله، وأخذه على نفسه أن يضل بني آدم.
قال تعالى: لَعَنَهُ اللَّهُ.
أي: طرده، وأبعده عن رحمته، وأخرجه من جواره. وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً. أي: نصيبا معينا مقدرا معلوما، مقطوعا واجبا لي. قال قتادة:
من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار.
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ. أي: بأن يدعوهم إلى الضلالة والتزين والوسوسة. وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ. أي: يلقي في قلوبهم الأماني
الباطلة، من طول الأعمار وبلوغ الآمال، ودخول الجنة بلا عمل، وتحقيق الأهداف بلا أخذ بالأسباب. وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ. البتك: القطع.
والتبتيك: للتكثير والتكرير. والمعنى ولأحملنهم على أن يقطعوا آذان الأنعام، كانوا يشقون آذان الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرا، وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها. قال قتادة والسدي وغيرهما في تفسير التبتيك: يعني تشقيقها وجعلها سمة وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة، وسيمر تفسيرها في سورة المائدة.
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ من مثل فقء عين الحامي، وإعفائه عن الركوب، والخصاء، وهو مباح في البهائم محظور في بني آدم. والوشم، والنمص، والتنمص، والتفليج للحسن، وتغيير الشيب بالسواد، والتحريم والتحليل، والتخنث، وتشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال. وأهم من ذلك تبديل فطرة الله التي هي دين الإسلام بصرف الناس عنها. وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ أي: مجيبا إلى ما دعاه إليه. فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً. أي: واضحا، وأي خسارة أعظم من خسارة الهدى في الدنيا، وخسارة الآخرة بدخول النار.
يَعِدُهُمْ. أي: يوسوس إليهم أن لا جنة ولا نار، ولا بعث، ولا حساب.
وَيُمَنِّيهِمْ. أي: يجعلهم يتمنون ما لا ينالون. وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً. أي: يريهم الأمر على خلاف ما هو، وهذا هو الغرور، رؤية الإنسان نفسه على خلاف ما هو.
أُولئِكَ. أي: أولياء الشيطان المستجيبون له، مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً. أي: معدلا ومفرا، أو مندوحة، أو مصرفا، أو خلاصا، أو مناصا. وبعد أن ذكر الله- عز وجل حال أولياء الشيطان، ذكر حال السعداء، والأتقياء، وما لهم من الكرامة التامة.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فخالفوا الشيطان، فلم يتبعوه بالكفر أو بعمل السوء سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً. أي: بلا زوال ولا انتقاص وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا. أي: هذا وعد من الله، ووعد الله معلوم حقيقة أنه واقع لا محالة. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا. أي: لا أحد أصدق منه.
وفائدة هذه التوكيدات مقابلة مواعيد الشيطان الكاذبة لقرنائه، بوعد الله الصادق لأوليائه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته:«إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» .