الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إحسانا بالقول والفعل، والإنفاق عليهما عند الاحتياج. وَبِذِي الْقُرْبى. أي:
وأحسنوا بكل من كان بينكم وبينه قربى من أخ، أو عم، أو غيرهما وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ. أي: وأحسنوا باليتامى والمساكين. وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى. أي:
وأحسنوا بالجار الذي قرب جواره، أو بالجار القريب النسيب. وَالْجارِ الْجُنُبِ.
أي: وأحسنوا بالجار الجنب وهو: إما الذي جواره بعيد، أو هو الجار الأجنبي.
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ. أي: وأحسنوا بالصاحب بالجنب، ويدخل في ذلك الزوجة، والذي صحبك بأن حصل بجنبك إما رفيقا في سفر، أو شريكا في تعلم علم أو غيره، أو قاعدا إلى جنبك في مجلس أو مسجد. وَابْنِ السَّبِيلِ. الغريب، أو الضيف. وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ. أي: وأحسنوا بالعبيد والإماء. إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا. أي: متكبرا، يأنف عن قرابته، وجيرانه، فلا يلتفت إليهم.
فَخُوراً. أي: يعدد مناقبه كبرا. فإن عدها اعترافا، كان شكورا.
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ. أي: الذين يبخلون بذات أيديهم وبما في أيدي غيرهم، فيأمرونهم بأن يبخلوا به مقتا للسخاء. وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. أي: ويخفون ما أنعم الله عليهم به من المال وسعة الحال. وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً. أي: وهيأنا للكافرين عذابا يهانون به في الآخرة.
وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ. أي: للفخار، وليقال: ما أجودهم لا لابتغاء وجه الله. وهم المنافقون، أو الكافرون، بدليل. وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً. أي: صاحبا، ومرافقا. فَساءَ قَرِيناً.
حيث حملهم على البخل، والرياء، وكل شر. ويمكن أن يفهم منه الوعيد بأن الشيطان يقرن بهم في النار.
وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ. أي: وأي تبعة ووبال عليهم في الإيمان والإنفاق في سبيل الله؟ والمراد بالاستفهام، الذم، والتوبيخ. وإلا فكل منفعة ومصلحة في ذلك. وهذا كما يقال للعاق: ما ضرك لو كنت بارا، وقد علم أنه لا مضرة في البر. ولكنه ذم وتوبيخ وَكانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً. هذا وعيد لهم بأنهم إن لم يؤمنوا، ولم ينفقوا، بأن الله مطلع عليهم، وعالم بهم.
فوائد:
1 -
قال النسفي: قيل: العبودية أربعة: الوفاء بالعهود، والرضا بالموجود،
والحفظ للحدود، والصبر على المفقود. وقال: قيل: البخل أن يأكل بنفسه، ولا يؤكل غيره. والشح: ألا يأكل ولا يؤكل. والسخاء: أن يأكل، ويؤكل. والجود: أن يؤكل، ولا يأكل.
2 -
فسر نوف البكالي: الجار الجنب بأنه اليهودي والنصراني. نفهم من ذلك، أن الجار، ولو لم يكن مسلما، فقد أمرنا بالإحسان إليه. وفي الحديث الذي رواه البزار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقا. فأما الجار الذي له حق واحد، فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم، له حق الإسلام، وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق، فجار مسلم ذو رحم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق الرحم» .
3 -
مما ورد من أحاديث في الوصية بالجار:
أ- في الصحيحين: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» .
ب- وروى الإمام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله، خيرهم لجاره» .
ج- وروى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «لا يشبع الرجل دون جاره» .
د- وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود: قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟. قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟. قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت: ثم أي؟. قال: أن تزاني حليلة جارك» .
هـ- روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟. قال: «إلى أقربهما منك بابا» .
4 -
كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض الموت: «الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم» . فجعل يرددها، حتى ما يفيض بها لسانه.
وروى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك، فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك، فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك، فهو لك صدقة» . ورواه النسائي، وإسناده صحيح.