الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22 - باب تَفْسير العَرايا
3365 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهَمْداني، حدثنا ابن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني عَمْرُو بْن الحارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الأنصاريِّ أَنَّهُ قال: العَرِيَّة الرَّجُلُ يُعْري الرَّجُلَ النَّخْلَةَ أَوِ الرَّجُلُ يَسْتَثْني مِنْ مالِهِ النَّخْلَةَ أَوْ الاثنَتَيْنِ يَأْكُلُها فَيَبِيعُها بِتَمْرٍ (1).
3366 -
حدثنا هَنّادُ بْن السَّريِّ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنِ ابن إِسْحاقَ قال: العَرايا أَنْ يَهَبَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ النَّخَلاتِ فَيَشُقَّ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ عَلَيْها فَيَبِيعَها بِمِثْلِ خَرْصِها (2).
* * *
باب في تفسير العرايا
[3365]
(حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، حدثنا ابن (3) وهب، أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري أحد الأعلام.
(عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري) أخي يحيى وسعد (4)، حجة (أنه قال: العرية) وهي عنده فعيلة بمعنى فاعلة، ولام الكلمة [ياء كهدية](5)، وجمعه فعائل كصحيفة وصحائف، وكذلك عرية وعرائي
(1) رواه أبو عوانة في "مستخرجه" 3/ 296 (5048)، والبيهقي 5/ 310 كلاهما من طريق أبي داود.
وقال الألباني: صحيح الإسناد مقطوع.
(2)
رواه أبو عوانة في "مستخرجه" 3/ 297 (5049)، والبيهقي 5/ 310 كلاهما من طريق أبي داود.
وقال الألباني: صحيح الإسناد مقطوع.
(3)
سقطت من (ر).
(4)
في الأصول: سعيد، والمثبت هو الصواب، انظر:"تهذيب الكمال" 16/ 476.
(5)
في (ل) و (ر): فالهدية، والمثبت من "المجموع".
-بهمزة بعد المدة مكسورة وبعدها ياء- فتحت هذِه الهمزة العارضة في الجمع فصار (1): عرائى (2)، وتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت عراءا (3)، ثم إنهم كرهوا اجتماع ألفين بينهما همزة مفتوحة؛ لأن الهمزة كأنها ألف فكأنه اجتمع ثلاث ألفات فأبدلوا من الهمزة ياء فقالوا: عرايا وليس وزنها فعالى؛ لأن هذِه الياء (4) ليست أصلية، وإنما وزنه (5) فعائل، وهذا الإبدال والعمل واجب، وكل هذِه القواعد محكمة (6) في علم التصريف.
ومثل ذلك هدية وهدايا، وقد قالوا في جمعه أيضًا: هداوا، وأكثر النحويين جعلوا ذلك شاذًّا، والأخفش قاس عليه، وردوا عليه بأنه لم ينقل منه إلا هذِه اللفظة، أعني هداوا، فلم (7) يأت مثل (8) عداوى (9) وشبهه، وإنما كُسِرَ (10) بالياء كحنية (11) وحنايا ومنية ومنايا.
قال أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي: ولو ذهب إلى أن وزن
(1) سقط من الأصل، وأثبتها من "المجموع".
(2)
في الأصل (عراى).
(3)
في الأصل (عراا).
(4)
في الأصل (همزته). والمثبت من "المجموع".
(5)
في (ع): وزنها.
(6)
في (ر): بحكمة.
(7)
في (ع): ولم.
(8)
في الأصل (منه). والمثبت من "المجموع".
(9)
في الأصل (عداوى). والمثبت من "المجموع".
(10)
في "المجموع"(كتب).
(11)
في (ر): كخبية.
هذا المجمع كله فعالى (1) لكان مذهبًا حسنًا بعيدًا من التكلف (2). وهو أن (الرجل يعري) بضم الياء أوله وسكون العين (الرجل) الذي عراه أي أتاه وقصده أي يطعمه تمر (النخلة) التي له، كما يقال: طلب إلى فأطلبته، وأصله متعد إلى واحد، فلما دخلت عليه الهمزة تعدى إلى اثنين، وهذا قول أبي عبيد الهروي (3).
قال الشافعي في باب العرايا: الصنف الثاني من العرايا أن يخص (4) رب الحائط القوم فيعطي الرجل ثمر (5) النخلة وثمر النخلتين وأكثر، هدية (6) يأكلها، وهذِه في معنى المنحة (7) من الغنم، يمنح الرجل الرجل الشاة أو الشاتين وأكثر ليشرب لبنها وينتفع به، وللمعرى (8) أن [يبيع ثمرها](9) وبتمره (10) وبصنع فيه ما يصنع في ماله؛ لأنه قد ملكه (11)(أو) أن (الرجل يستثني من ماله النخلة أو) النخلتين (الاثنتين) ويخرجها من نخله كي (يأكلها) ليأكلها رطبًا فيبدو له (فيبيعها بتمر)
(1)"غريب الحديث" 1/ 231.
(2)
في (ر): يقال:
(3)
انظر: "المجموع" 10/ 334 - 335.
(4)
في (ر): يحضر.
(5)
في (ر): تمر. والمثبت من "المجموع".
(6)
في (ر): عرية. والمثبت من "المجموع".
(7)
في (ر): المحنة.
(8)
في (ر): وللمعري وهو خطأ إنما اسم مفعول. والمثبت من "المجموع".
(9)
في (ر): ينقع تمرها.
(10)
في (ر): يثمره. والمثبت من "المجموع".
(11)
انظر: "المجموع" 10/ 335 - 336.
على الأرض رخص له ذلك للحاجة إليه.
[3366]
(حدثنا هناد بن السري، عن عبدة) بن سليمان الكلابي (عن) محمد (بن إسحاق) رضي الله عنه أنه (قال: العرايا أن يهب) بفتح الياء والهاء (الرجل للرجل) النخلة أو (النخلات) بفتح الخاء (فيشق عليه أن يقوم عليها) ويعجز عنها (فيبيعها) للواهب أو لغيره (بمثل خرصها) بخرصها كخرصها، أي: بقدر ما يخرص به تمرًا.
وفي "معجم الطبراني" عن زيد بن ثابت: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في العرايا النخلة والنخلتين توهبان للرجل فيبيعهما بخرصهما تمرًا (1).
(1)"المعجم الكبير" 5/ 100 (4770).