الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
56 - باب المَواشي تُفْسِد زَرْعَ قَوْمٍ
3569 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثابِتٍ المَرْوَزيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ حَرامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ناقَةً لِلْبَراءِ بْنِ عازِبٍ دَخَلَتْ حائِطَ رَجُلٍ فَأَفْسَدَتْهُ عَلَيْهِمْ، فَقَضَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ الأَمْوالِ حِفْظَها بِالنَّهارِ وَعَلَى أَهْلِ المَواشي حِفْظَها بِاللَّيْلِ (1).
3570 -
حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خالِدٍ، حدثنا الفِرْيابيُّ، عَنِ الأوَزاعيِّ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ حَرامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ الأَنْصاريِّ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قال: كانَتْ لَهُ ناقَةٌ ضارِيَةٌ فَدَخَلَتْ حائِطًا فَأَفْسَدَتْ فِيهِ فَكُلِّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيها فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الحَوائِطِ بِالنَّهارِ عَلَى أَهْلِها وَأَنَّ حِفْظَ الماشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِها وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الماشِيَةِ ما أَصابَتْ ماشِيَتُهُمْ بِاللَّيْلِ (2).
* * *
باب المواشي تفسد زرع قوم
[3569]
(حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت) بثاء مثلثة (المَرَوزي) بفتح الميم والواو ثقة من كبار الأئمة، قال:(حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حَرَام) بفتح الحاء والراء المهملتين، وثقه ابن معين وجماعة، تابعي (3).
(1) رواه أحمد 5/ 436، والنسائي في "الكبرى"(5784).
وصححه الألباني.
(2)
رواه وأحمد 4/ 295، النسائي في "الكبرى"(5785).
وصححه الألباني.
(3)
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 258، "تهذيب الكمال" 5/ 520 (1154).
(بن مُحَيّصة) بضم الميم وفتح الحاء مشدد الياء، هكذا ذكره أبو داود وغيره (عن أبيه) وجوده (1) محمد بن إسحاق صاحب المغازي من رواية معمر فقال: عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيصة، عن أبيه، عن جده. ولهذا حكم ابن عبد البر على رواية معمر هذِه ومن تابعه بالإرسال (2). ومحيصة هذا هو ابن مسعود الأوسي الصحابي المشهور.
(أن ناقةً للبراء بن عازب رضي الله عنهما دخلت حائط رجل) أي: بستانه، رواية مالك: دخلت حائط قوم فأفسدت فيه (3). (فأفسدته) فأفسدت (عليهم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال) الزرع والأشجار وغير ذلك.
(حفظها بالنهار) استدل به على أن الدابة إذا كانت وحدها فأتلفت زرعًا أو غيره نهارًا لم يضمن صاحبها؛ فإن صاحب المال قصَّر في حفظ ماله بالنهار من المواشي، فإن صاحبها له أن يطلقها بالنهار لرعي وغيره (و) يجب (على أهل المواشي حفظها) بالحبس والربط وغير ذلك (بالليل) لئلا تفسد على أهل الأموال أموالهم؛ فإن لم يحفظها وأتلفت شيئًا بالليل كان عليه ضمانه بهذا الحديث الذي صححه ابن حبان والحاكم ورواه مالك في "الموطأ" والشافعي (4)،
(1) في (ر): وجوزه.
(2)
"التمهيد" 11/ 78.
(3)
"الموطأ" 2/ 747.
(4)
"الموطأ" 2/ 747، "مسند الشافعي" 2/ 107، "صحيح ابن حبان" 13/ 354 (6008)، "المستدرك" 2/ 48.
وما أفسدته المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها.
قال الشافعي: أخذنا به لثبوته واتصاله ومعرفة رجاله.
قال أصحابنا: لو جرت العادة في ناحية بإرسال البهائم ليلًا للرعي وحفظها نهارًا أو بحفظ الزرع ليلًا فالأصح اتباع ذلك، ولو كانت المراعي متوسطة المزارع أو كانت البهائم ترعى في حريم السواقي ولا يعتاد إرسالها بلا راعٍ فإن أرسلها فيقصر ضامن لما أتلفته وإن كان نهارًا على الأصح، إلا أن لا يفرط في ربطها بأن ربطها وأغلق بابه واحتاط على العادة فانفتح الباب لهن أو انهدم الجدار فخرجت ليلًا وأفسدت، فلا ضمان عليه لعدم التقصير منه.
[3570]
(حدثنا محمد (1) بن خالد) السلمي الدمشقي، ثبت، مات (249)(حدثنا) محمد بن يوسف (الفريابي) بكسر الفاء وسكون الراء بعدها مثناة تحت وبعد الألف باء موحدة، روى له الجماعة (عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيصة) بن مسعود (الأنصاري، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كانت لنا ناقة ضارية) رواية: كانت له، أي: اعتادت الإفساد في الزرع واجترأت عليه (فدخلت حائطًا فأفسدت فيه (2) فكلم) مبني للمفعول (فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى (3) أن حفظ الحوائط) جمع حائط، وأما الحيطان فمختصة بالبناء (بالنهار على أهلها، وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها) لأن
(1) في المطبوع: محمود.
(2)
بعدها في الأصل: نسخة: فأفسدته.
(3)
في (ر): فيقضي.
عادة أهل المواشي يحبسونها في الليل بالمراح.
وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: لا يضمن صاحبها إلا أن يكون معها وأرسلها سواء كانت ليلًا أو نهارًا (وأن على أهل الماشية) ضمان (ما أصاب ماشيتُهم) بالرفع (بالليل) دون النهار، والله أعلم.
آخر كتاب البيوع
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكان انتهاء ذلك في أول القعدة عام 835 ببيت المقدس.
يتلوه في الجزء الرابع بعده كتاب الأقضية.
وكان الفراغ من كتابته يوم الخميس آخر رجب الفرد سنة 845 على يد الفقير يس بن محمد بن عبد الله المقيم يومئذ بالقدس الشريف، علقه لنفسه، عفا الله عنه وعن والديه وعن شيخنا مصنفه وأسكنهم فسيح جناته بمنه وكرمه إنه أرحم الراحمين.
بلغ مقابلة على الأصل المنقول منه وهو نسخة المصنف وقوبلت على نسخة المصنف بحسب الطاقة والإمكان في مجالس آخرها المجلس من جمادى الآخرة سنة 847.