الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب في كَسْبِ الإِماء
3425 -
حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعاذٍ، حدثنا أبِي، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبا حازِمٍ، سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ قال: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْب الإِماءِ (1).
3426 -
حدثنا هارُونُ بْن عَبْدِ اللهِ، حدثنا هاشِمُ بْنُ القاسِمِ، حدثنا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَني طارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشيُّ قال: جاءَ رافِعُ بْن رِفاعَةَ إِلَى مَجْلِسِ الأَنْصارِ فَقالَ: لَقَدْ نَهانا نَبيّ اللهِ صلى الله عليه وسلم اليَوْمَ، فَذَكَرَ أَشْياءَ وَنَهانا عَنْ كَسْبِ الأمَةِ إِلا ما عَمِلَتْ بِيَدِها. وقالَ هَكَذا بِأَصابِعِهِ نَحْوَ الخَبْزِ والغَزْلِ والنَّفْشِ (2).
3427 -
حَدَّثَني أَحْمَدُ بْن صالِحٍ، حدثنا ابن أَبي فدَيْكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ -يَعْني: ابن هُرَيْرٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رافِعٍ - هُوَ ابن خَدِيجٍ- قال: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الأمَةِ، حَتَّى يُعْلَمَ مِنْ أَيْنَ هُوَ (3).
باب في كسب الإماء
[3425]
(حدثنا عبيد الله) بالتصغير (ابن معاذ، حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري (حدثنا شعبة، عن محمد بن جحادة) بضم الجيم (قال: سمعت أبا حازم) بالحاء المهملة والزاي [سلمة بن دينار مولى الأسود، من مشاهير التابعين](4).
(1) رواه البخاري (2283).
(2)
رواه أحمد 4/ 341، والحاكم 2/ 42، والبيهقي 6/ 126. وحسنه الألباني.
(3)
رواه الحاكم 2/ 42، والبيهقي 6/ 127. وحسنه الألباني في "الصحيحة" (3275).
(4)
كذا قال، والصواب: سلمان الأشجعي مولى عزة الأشجعية. انظر: "تهذيب الكمال" 33/ 216.
(سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب) هو في الأصل مصدر، تقول: كسبت المال، أكسبه، كسبًا. وقد وقع الكسب في هذا الحديث موضع المكسوب؛ فإنه أخبر عنه بالنهي (1)(الإماء) بكسر الهمزة والمد، جمع أمة، كانت لأهل المدينة، ولأهل مكة إماء عليهن ضرائب (2) يأتين بها على ما يؤاجروا عليه، وكان هذا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام نهى عن ذلك، على ما سيأتي في الحديث بعده.
[3426]
(حدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي الحافظ شيخ مسلم (حدثنا هاشم (3) بن القاسم) أبو النضر، الحافظ، تفتخر به بغداد، روى له الجماعة (حدثنا عكرمة، حدثني طارق بن عبد الرحمن) [بن القاسم (القرشي) حجازي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4).
(قال: جاء رافع بن رفاعة) الصحابي] (5)(إلى مجلس الأنصار رضي الله عنهم فقال: ) والله (لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم) في هذا (اليوم، فذكر أشياء (6)، ونهانا (7) عن كسب الأمة) روى مالك في "الموطأ" عن عمه أبي سهيل ابن مالك، عن أبيه أنه سمع عثمان بن عفان يخطب، وهو يقول: لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب؛ فإنكم متى كلفتموها ذلك، كسبت بفرجها، ولا تكلفوا الصغير الكسب؛ فإنه إذا لم يجد سرق،
(1) انظر: "المفهم" 4/ 445.
(2)
في (ر): صوابت.
(3)
في (ر): هارون. والمثبت من (ل).
(4)
"الثقات" 4/ 395.
(5)
سقط من (ر).
(6)
بعدها في (ل): في نسخة: شيئا.
(7)
في المطبوع: ونهى.
وعفّوا إذا عفكم (1) الله، وعليكم من المطاعم بما طاب منها (2). ومعنى بما طاب: يعني: من الحلال.
وروى الإمام أحمد (3) -بسند صحيح، وهو مرسل- عن [يحيى بن أبي سليم، قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج](4) يحدث أن جده حين مات، فترك جارية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجارية فنهى عن كسبها، مخافة أن تبغي (5).
(إلا ما عملت بيدها)(6) وروى الطبراني في "الأوسط" عن أنس بن مالك يرفعه: "لا تستغلوا الأمة إلا أمة صناع اليدين"(7). (وقال هكذا بأصابعه) يعني: الثلاثة (نحو الخبز) بفتح الخاء المعجمة، يعني: عجن العجين وخبزه (والغزل) غزل الصوف والقطن والكتان والشعر؛ ففي الصحيح عن عائشة: "كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم"(8).
ومما يليق بصناعة المرأة ما في "صحيح مسلم": " رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها"(9)، والمعس هو الدلك، يقال: معس الأديم إذا دلكه، والمنيئة على وزن فعيلة: الجلد أول ما يدبغ.
(1) في المطبوع من "الموطأ": إذا أعفكم. وخطأه القاضي في "المشارق" 2/ 98.
(2)
"الموطأ" 2/ 981.
(3)
سقط من (ل).
(4)
ما بين المعقوفين ورد هكذا في (ل): (عمير بن سليم عباية بن رفاعة).
(5)
"المسند" 4/ 141، وجملة: مخافة أن تبغي. من كلام شعبة.
قال الألباني في "الصحيحة" 3/ 390: هذا إسناد جيد رجاله ثقات.
(6)
بعدها في (ل): بيديها. وفوقها علامة نسخة.
(7)
"المعجم الأوسط" 8/ 88 (8053).
(8)
رواه البخاري (5246) ومسلم (1321).
(9)
"صحيح مسلم"(1403) عن جابر.
وقال صلى الله عليه وسلم لخالة جابر وهي في العدة: "اخرجي [فجدي نخلك] (1) لعلك أن تصدقي أو تفعلي خيرًا"(2). وقالت أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير أخت عائشة: كنت أعلف فرسه -يعني: فرس الزبير- وأسقي الماء وأخرز (3) غربه -يعني: دلوه- وأعجن، ولم أكن أحسن (4) أخبز (5)، وكن يخبزن (6) لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق (7). وجرَت فاطمة بالرحى حتى أثرت في يدها وقمَّت البيت -يعني: كنسته- حتى اغبرت ثيابها، واستقت بالقربة حتى [أثرت في نحرها] (8). وقال سهل رضي الله عنه: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة- وهي الشملة- فقالت: يا رسول الله إني نسجت لك هذِه بيدي؛ لأكسوكها، فقبلها (9) منها (10).
وجاء رجل إلى عمر ليشكو إليه زوجته، فلما بلغ بابه سمع زوجة عمر تتطاول عليه فقال لعمر: كنت أردت أن أشكو إليك زوجتي فلما سمعت من زوجتك ما سمعت تركت زوجتي. فقال عمر: إني أتجاوز لها ذلك؛ لحقوق لها عليَّ: إنها سترت بيني وبين النار، والثاني: إنها خازنة مالي إذا خرجت حفظته، والثالث: إنها تغسل ثيابي، والرابع: إنها ظئر أولادي، والخامس: إنها خبازة وطحانة. فقال الرجل: إن لي مثل ذلك. فتجاوز عنها.
(1) في (ر): فخذي نجلك.
(2)
رواه مسلم (1483).
(3)
في (ر): أجرر.
(4)
في (ر): أحسب.
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): بحيرن.
(7)
رواه البخاري (5224) ومسلم (2182).
(8)
في (ر): أقرت في بحرها. وسلف برقم (2988)، ويأتي برقم (5063)، ورواه أحمد 1/ 153.
(9)
في (ر): قبلها.
(10)
رواه البخاري (1277).
وعلى هذا فخير أعمالهن الغزل؛ لما روى الطبراني في "الأوسط" عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن الغزل وسورة النور"(1). لكن في سنده محمد بن إبراهيم الشامي. قال الدارقطني: كذاب (2).
وفي "الأوسط" أيضا (3): عن زياد بن عبد الله القرشي قال: دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة -وهي امرأة الحجاج بن يوسف- وبيدها مغزل تغزل به، فقلت لها: تغزلين وأنت امرأة أمير؟ ! فقالت: سمعت أبي يحدث عن جدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (4): "أطولكن طاقة أعظمكن أجرًا"(5). لكن في سنده يزيد بن مروان الخلال (6) قال ابن معين: كذاب (7). والمراد بالطاقة: طاقة الغزل من القطن أو الكتان. وعن إبراهيم النخعي أنه مر بامرأة تغزل على بابها فقال لها: يا أم فلان أما كبرت؟ أما أن لك أن تلقي هذا؟ قالت: كيف ألقيه وقد سمعت عليَّا يقول: إنه من طيبات الرزق؟ ! (8).
وعن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة: "إذا قشرت المرأة البصل، فدمعت عيناها، فكأنما بكت من خشية الله، يا بنية ليس
(1)"المعجم الأوسط" 6/ 34 (5713).
(2)
"سؤالات البرقاني للدارقطني"ص 58، وانظر:"تهذيب الكمال" 24/ 325.
(3)
سقطت من (ر).
(4)
سقط من (ر).
(5)
"المعجم الأوسط" 4/ 329 (4345).
(6)
في (ر): الجلال.
(7)
انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 9/ 291 (1246).
(8)
ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" 2/ 267.
للمرأة عمل أفضل من الغزل" (1).
وروي عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة:"إذا حركت المرأة المغزل، كانت كأنها تسبح وثلاثة أصوات تبلغ إلى تحت العرش: قسي الغزاة المجاهدين، وصرير أقلام العلماء، وأضراب مغازل النساء"(2). قال صاحب "الغريبين"(3): وفي الحديث: "خيركن أذرعكن بالغزل"(4) أي: أخفكن (5) يدًا بها. ويقال: امرأة ذراع: خفيفة (6) اليدين بالغزل (7).
وفي "تفسير الثعلبي"(8): أن عليًّا انطلق إلى يهودي يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف، تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم، بثلاثة آصع من شعير؟ قال: نعم. فأعطاه الصوف والشعير، فقبلت فاطمة، وقامت إلى صاع تطحنه، وخبزت منه خمسة أقراص. . الحديث بطوله (9).
(والنفش) نفش الصوف أو الشعر، وندف القطن والصوف، ونحو ذلك رواية النقش بالقاف لعله التطريز؛ قيل: خرج عمر رضي الله عنه ليلة
(1) لم أعثر عليه.
(2)
لم أعثر عليه.
(3)
في (ر): العرنيين.
(4)
ذكره ابن الجوزي في "غريب الحديث" 1/ 359، وابن الأثير في "النهاية" 2/ 159 وغيرهما. ولم أجده مسندًا.
(5)
في (ر): أحقكن.
(6)
في (ر): حقيقة.
(7)
"الغريبين في القرآن والحديث" ص 673.
(8)
في الأصل: الثعالبي. وهو يلقب باللقبين.
(9)
انظر: "الكشف والبيان" 10/ 99.
يحرس (1)، فرأى مصباحًا في بيت عجوز تنفش صوفها وهي تقول:
على محمد صلاة الأبرار
صلى عليه الطيبون الأخيار
قد كان قوامًا بُكًا بالأسحار (2)
يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
تعني: النبي صلى الله عليه وسلم. فجلس عمر يبكي (3).
[3427]
(حدثنا أحمد بن صالح) الطبري الحافظ، شيخ البخاري (حدنا) محمد بن إسماعيل (ابن أبي فديك، عن عبيد الله) بالتصغير (بن هرير) بضم الهاء وفتح الراء المكررة هرير (عن أبيه) هرير بن عبد الرحمن بن رافع (عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة) أي من الزنا وغيره (حتى يعلم من أين هو) فإن كان مما يحل له أخذه أو كان (4) مما لا يحل له تركه.
(1) في (ر): يحرص.
(2)
سقط من (ر).
(3)
انظر: "الزهد" لابن المبارك ص 362 (1024).
(4)
سقط من (ر).