الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وروى مسكين أبو فاطمة قال: حدَّثني اليمان بن يزيد عن محمد بن حمير، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها إذا ماتوا على كبائرهم كير نادمين ولا تائبين، من دخل النار منهم في الباب الأول من أبواب جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم، ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ولا يجرعون الحميم، ولا يلبسون القطران في النار، حرم الله تعالى أجسامهم على الخلود من أجل التوحيد وصورهم على النار من أجل السجود منهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم من يمكث فيها شهرًا ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى، فإذا أراد الله تعالى أن يخرجوا منها قالت اليهود والنصارى ومَن في النار مِن أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد: آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن اليوم وأنتم في النار سواء فيغضب الله تعالى لهم غضبًا لم يغضبه لشيء مما مضى فيخرجهم إلى عين في الجنة وهو قوله عز وجل: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر: 2] "(1) خرجه ابن أبي حاتم وغيره وخرّجه الإسماعيلي مطولاً.
(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" 7/ 225 (12328).
وقال الدارقطني في كتاب المختلف: هو حديث منكر واليمان مجهول ومسكين ضعيف ومحمد بن حمير لا أعرفه إلا في هذا الحديث (1) ذكره الحافظ ابن رجب.
وأخرج أبو نعيم والضياء عن كعب قال: يقول الله للزبانية أنطلقوا بالمصرِّين أهل الكبائر من أمّة محمد إلى النار، فتأخذ الزبانية بلحى الرجال وذوائب النساء فتنطلق بهم إلى النار، وما من عبد يساق إلى النار من غير هذه الأمَّة إلا مسودٌ وجهه وقد وضعت الأنكال في قدميه والأغلال في عنقه إلا من كان من هذه الأمَّة فإنهم يساقون بألوانهم فإذا وردوا على مالك قال لهم: من أي أمّة أنتم فما وردت عليَّ أمّة أحسن وجوهًا منكم فيقولون: نحن من أمة القرآن فينادي يا مالك لا تسوِّد وجوهَهم فقد كانوا يسجدون في دار الدنيا يا مالك لا تغلهم بالأغلال فقد كانوا يغتسلون من الجنابة يا مالك لا تقيدهم بالأنكال، فقد طافوا حول البيت الحرام، يا مالك لا تلبسهم القطران فقد خلعوا ثيابهم للإحرام، يا مالك قل للنار تأخذهم على قدر أعمالهم فالنار أعرف بهم وبمقادير استحقاقهم من الوالدة بولدها، فمنهم من تأخذه إلى كعبه ومنهم من تأخذه إلى ركبته ومنهم من تأخذه إلى سرته ومنهم من تأخذه إلى صدره (2).
(1)"المؤتلف والمختلف" 2/ 667.
(2)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 373.
وأخرج مسلم والحاكم عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته"(1).
وخرج الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عبدًا في جهنم لينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل لجبريل عليه السلام: اْذهب فائتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين فيرجع إلى الله عز وجل فيخبره فيقول: اْئتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجيء به فيقفه على ربه فيقول: يا عبدي كيف وجدت مكانك فيقول: يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول: ردوا عبدي فيقول: ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني (2) فيقول ردوا (3) عبدي"(4).
(1) رواه مسلم (2845)، وأحمد 5/ 10 و 18، والحاكم 4/ 586.
(2)
ورد بهامش الأصل: تردني من خطه.
(3)
كذا في الأصل: (ردوا)، وفي المسند وغيره (دعوا) وهو المعنى الذي أوله المصنف لاحقًا.
(4)
رواه أحمد 3/ 230، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 749، وأبو يعلى (4210)، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 84، وفي "البعث والنشور"(57)، وابن الجوزي في " الموضوعات "3/ 267.
وفيه أبو ظلال واسمه هلال قال الحافظ ابن رجب: ضعفوه (1).
قلت: أورده الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" وهو تساهل منه ومن ثَمّ تعقبه الجلال السيوطي والحافظ ابن حجر العسقلاني في "القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد"(2) وقد أخرجه الإمام أحمد، وابن خزيمة في "صحيحه"، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(3).
وقال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد": أبو ظلال علق له البخاري حديثًا وقال فيه: مقارب الحديث وحسن له الترمذي بعض حديثه وله شاهد من حديث الحسن (4) أخرجه الآجري في آخر الإفك.
وبما ذكرنا عُلِمَ أن ذكر الإمام ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات"(5) ليس بصواب والله أعلم.
وقوله: "ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيقول: ردوا عبدي " أي: من أخذكم له إلى النار إلى الجنة أي: ردوه إلى الجنة لأنه ترجّاني فظنّ بي خيرًا وأنا عند ظنّ عبدي بي.
وقال الحافظ ابن رجب في التخويف (6): روينا من طريق محمد
(1)"التخويف من النار"ص 210.
(2)
"القول المسدد" ص 48.
(3)
"مسند أحمد" 3/ 230، "الأسماء والصفات" ص 84.
(4)
"القول المسدد" ص 48.
(5)
"الموضوعات" 3/ 267.
(6)
"التخويف من النار" ص 259.