الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في نداء أهل النار أهل الجنة، وأهل الجنة أهل النار، وكلام بعضهم بعضا
وهذا من جملة أنواع عذاب أهل النار، قال تعالى:{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} [الأعراف: 44] الآيات إلى قوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} [الأعراف: 50].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ينادي الرجل أخاه إني قد احترقت فأفض عليّ من الماء فيقال: أجبه. فيقول: إن الله حرمهما على الكافرين (1).
وقال أبو بكر بن عبد الله ينادون يعني: أهل النار أهل الجنة أن يا أهل الجنة فلا يجيبونهم ما شاء الله، ثم يُقال: أجيبوهم وقد قطع الرحم والرحمة فيقول أهل الجنة: يا أهل النار لا لبيكم، ولا سعديكم ماذا تقولون؟ فيقولون: ألم نكن في الدنيا آباءكم، وأبناءكم، وإخوانكم، وعشيرتكم فيقولون: بلى فيقولون: أفيضوا علينا من الماء
(1) أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن جرير وإبن المنذر، وأبو الشيخ عن ابن عباس كما في "الدر المنثور" 3/ 166.
أو مما رزقكم الله قالوا: إن الله حرمهما على الكافرين.
وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء كلاهما في صفة النار عن زيد بن ربيع رفعه: "إن أهل النار إذا دخلوا النار بكوا الدموع زمانا، ثم بكوا القيح زمانا فيقول لهم الخزنة: يا معاشر الأشقياء تركتم البكاء في الدُّنيا هل تجدون اليوم من تستغيثون به؟ فيرفعون أصواتهم: يا أهل الجنة يا معاشر الآباء، والأمهات، والأولاد خرجنا من القبور عطاشا، وكنا طول الموقف عطاشٌ، ونحن اليوم عطاشا فأفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فيدعون أربعين سنة، ثم يجيبهم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] فييأسون من كل خير"(1). وتقدم الكلام على قوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)} [الصافات: 27]. والله تعالى الموفق.
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" ص 133 (211) بكاء أهل النار.