الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحاصل: أنَّ أصحابَ الأعراف على كلِّ قول هم سعداء ناجون من أهل الجنة وإنها مآلهم وأرجح هذه الأقوال أنهم قوم اْستوت حسناتهم وسيئاتهم كما قال القرطبي (1)، وجمع العلامة في "بهجته" بين هذه الأقوال بأنَّه يجوز أن الجميع ممن ورد فيهم أنهم أصحاب الأعراف يجلسون على ذلك الجسر مع تفاوت منازلهم على أن جملةً من هذه الأقوال متداخلة كما لا يخفى، والله تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: في أطفال المشركين
أما أطفال المسلمين فقد تقدم الكلام عليهم أنهم في الجنةِ على الصحيح المعتمد، والمقصود هنا أولاد المشركين فقيل: هم في النار وهذا قول جمهور أصحابنا كذا في "البهجة"(2).
وقال الإمام العلامة ابن مفلح الراميني في "فروعه "(3): أطفال الكفار في النارِ. وعنه الوقف، واختار ابن عقيل، وابن الجوزي في الجنة كأطفال المسلمين ومن بلغ منهم مجنونًا قال: واختار شيخنا يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه تكليفهم في القيامة للأخبار ومثلهم من بلغ منهم مجنونًا فإن جن بعد بلوغه فوجهان: قلت: أصحهما عندي أنه في النار قال: ومن لم تبلغه الدعوة لا
(1)"تفسير القرطبي" 7/ 211.
(2)
ورد في هامش الأصل: قوله: جمهور أصحابنا وحجتهم في ذَلِكَ الأحاديث الواردة في هَذَا المعنى لكنها ضعيفة لا تقوم بها حجة أو مؤولة أو محمولة عَلىَ من علم الله منه الكفر لو عاش أ. هـ في البهجة.
(3)
"الفروع" 6/ 183.
يعاقب، ذكره في "الفنون" عن الأصحاب قال: وإذا منع حائل البعد شروط التكليف فأولى فيهما.
وفي اْختيارات شيخ الإسلام رضي الله عنه (1): أطفال المشركين أصح الأجوبة فيهم ما ثبت في الصحيحين أنه سئل عنهم رسول الله فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين"(2) قال: فلا يحكم على معين منهم بجنة ولا نار، ويروى أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاعَ دَخَلَ الجنة ومَنْ عمى دخَل النارَ وهذا حسن والله أعلم (3).
وقال الحافظ جلال الدين السيوطي: لا تنافي بين الحديثين بل نقول بما دل عليه حديث أنهم في المشيئة فيمتحنون في الآخرة فمَن كتبت له السعادة أطاع بدخول النار فيردوا إلى الجنة، ومن كتب له الشقاوة اْمتنع فيسحب إلى النار وهذا الذي ذكرنا هو الصحيح المعتمد وثم ستة أقوال أو أكثر:
أحدها: أنَّهم في النارِ.
الثاني: يصيرون ترابا.
الثالث: أنَّهم خدم (4) أهل الجنة وقد مرّ الكلامُ على هذا القول،
(1)"مجموع فتاوى ابن تيمية" 4/ 246.
(2)
رواه البخاري من حديث أبي هريرة (1384، 6598، 6600)، ومسلم (2658)(23).
(3)
كما سيأتي في ص 1505 ت (1) ص 1506 ت (3).
(4)
قَالَ المناوي: عند قوله صلى الله عليه وسلم: "أطفال المشركين خدم أهل الجنة" هَذَا ما عليه الجمهور.