الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع في شدة حر جهنم وزمهريرها وسجرها وتسعيرها وتغيظها وزفيرها أعاذنا اللَّه منها
أما حرها فقال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 81] وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فنفسني فأذِنَ لها في نفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها"(1).
وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ناركم هذه ما يوقد ابن آدم جزءٌ واحدٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم" قالوا: واللَّه إن كانت لكافية قال: "إنها فُضِّلَت عليها بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرِّها"(2).
وخرَّجه الإمام أحمد وزاد فيه: "وضربت بالبحر مرتين ولولا
(1) أخرجه البخاري (537، 3260)، ومسلم (617)، وأحمد 2/ 503 (10538)
(2)
أخرجه البخاري (3265)، ومسلم (2843)، وأحمد 2/ 313 (8126)، وعبد الرزاق في المصنف (20897)، والترمذي (2589)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ذلك ما جعل اللَّه فيها منفعةً لأحد" (1) وتقدم.
وخرَّج الإمام (2) عن أبي هريرة رضي مرفوعًا: "إن النار هذه جزء من مائة جزءٍ من جهنم" وروى الطبراني (3)"أن جبريل عليه السلام قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إِبرةٍ فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعًا من حرِّه".
قال الحافظ (4): وروي عن الحسن مرسلًا من وجهٍ ضعيف، والحديث تُكُلِّم فيه واللَّه تعالى أعلم.
وقال كعب الأحبار رحمه الله (5) لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو فتح من جهنم قدر مِنَخرِ ثَورٍ بالمشرق ورجلٌ بالمغرب لغلى دماغه حتَّى يسيل من حرّها. وقال عبد الملك بن عمير (6): لو أنَّ أهلَ النارِ كانوا في نار الدنيا لقالوا فيها.
وقال بشير بن منصور: قلت لعطاء السلمي رحمه الله: لو أن إنسانًا أُوقِدَت له نارٌ وقيل له: من دخل هذه النار نجا من النار، فقال عطاء: لو قيل لي ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحًا قبل أن أقع فيها (7).
(1) أخرجه أحمد 2/ 244 (7327)، وابن حبان في صحيحه (7463).
(2)
"مسند أحمد" 2/ 378.
(3)
هو جزء من حديث سبق تخريجه.
(4)
"التخويف من النار"94.
(5)
رواه أحمد في "الزهد" ص 151، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 368 - 369.
(6)
رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" برقم (151).
(7)
"التخويف من النار" 93 - 95، ورواه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 216، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 522 - 523 (918) باب: في الخوف من اللَّه تعالى.