الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت في المنام أنه جاءني ملكان وفي يد كل منهما مقمعةٌ من حديد، ثم لقيني ملك في يده مقمعةٌ من حديد فقال: لن تُرع نِعْم الرجلُ أنت لو كنتَ تكثر الصلاة من الليل، فانطلقوا بي حتَّى وقفوا على شفير جهنم فإذا هي مطويَة كطي البئر وإذا لها قرون كقرون البئر بين كلِّ قرنين ملكٌ بيدِه مقمعةٌ من حديد وإذا فيها رجالٌ معلقون بالسلاسل والأغلال رءوسهم أسفلهم، وعرفت فيها رجالًا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين. فقصصتها على حفصة، فقصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إن عبد الله رجل صالح"(1).
فصل
وأمَّا صفة النارِ ونعوت دار البوار فهي أفظع من أن توصفَ وأقبحُ من أن تعرف أعَدَّها اللَّه لكلِّ عاصٍ وكافرٍ إلا من رحم سبحانه وتعالى وما بالك بدارٍ هي آثار غضب الجبار فهي حَرِيَّةٌ بأن تُسمى الجحيم لأنها أثر نقمة العزيز الحكيم.
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "جاء جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل ما لي أراك متغير اللون قال: ما
(1) صحيح رواه أحمد 2/ 164، وعبد الرزاق (1645) ومن طريقه رواه البخاري (1121، 1122، 3738، 3739)، ومسلم (2479)، وابن حبان (7070).
جئتك حتَّى أمر اللَّه بمنافيخ النار فقال: يا جبريل صف لي النار. قَالَ: إن اللَّه أمر بجهنم فأوُقِد عليها ألفُ عام حتَّى أبيضَّت، ثم أُوقدِ عليها ألفُ عام حتَّى احمرَّت، ثم أوُقِد عليها ألفُ عامِ حتَّى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يُطفأُ لهيبها، والذي بعثك بالحق لو أنَّ قدر ثقب إبرةٍ فُتِحَ من جهنم لمات من في الأض كلهم جميعًا من حرِّه، ولو أنّ خازنًا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه، ومن نتن ريحه، ولو أنّ حلقةً من حلق سلسلة أهل النار التي نعت اللَّه في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرْفَضَتْ، وما تقارَّت حتَّى تنتهي إلى الأرض السفلى" (1).
وأخرج الإمامُ أحمدُ بسندٍ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "هذه النار جزء من مائة جزء من نار جهنم"(2) فنسأل اللَّه سبحانه من فضله أن يعافينا من النار ومن غضبه بمنه وكرمه.
(1) رواه الطبراني في "الأوسط"(2582)، قَالَ الهيثمي 10/ 387: فيه سلام الطويل وهو مجمع عَلَى ضعفه.
(2)
مسند أحمد 2/ 379، ورواه الطبراني في "الأوسط"(2879)، قَالَ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 387: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.