الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
روينا عن أمّ المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: "اللهم اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمدنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت" حديث ضعيف وهو مسلسل بختم المجلس بالدعاء.
وأخرج النسائي عن أبي مريم وأخرجه غيره عن أمّ المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما قالت: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا ولا تلى قرآنا ولا صلى إلا ختم ذلك بكلمات فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس مجلسًا ولا تتلو قرآنا ولا تصلي صلاةً إلا ختمت بهؤلاء الكلمات قال: "نعم من قال خيرًا كن طابعًا له على ذلك الخير ومن قال شرًا كانت كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"(1).
وقال علي رضي الله عنه: من أحب أن يكتال له بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه أو حين يقوم: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وفي صحيح الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه لم يكن
(1) أخرجه النسائي في "الكبرى" 6/ 84، وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" 1/ 118.
يجلس مجلسًا كان عنده أحد، أو لم يكن إلا قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوراث مني، اللهم اجعل ثأري على من ظلمني وانصرني على من عاداني ولا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا مبلغ علمي اللهم لا تسلط عليّ من لا يرحمني، فُسئل عنهن ابن عمر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه والحمد لله أوّلاً وآخرًا وعلى كل حال وفي كل حال اللهم يا من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة أصلح القلب وما وعى، وارزقنا الطاعة والإنابة واستر عوراتنا وآمن روعاتنا، واغفر زلاتنا وضاعف حسناتنا، وعاملنا بجودك ولطفك وإحسانك وكرمك وحلمك، ولا تعاملنا بما نحن أهله يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، اللهم اجعل هذا الكتاب خالصًا لوجهك الكريم، وسببًا للفوز في جنات النعيم، وهذا آخر ما سمحت به القريحة، والأعضاء الجريحة، بتوفيق مَنْ إليه عرجت الأرواح، وسرحت في محبته الأشباح، وقد جاء بحمد الله فوق ما آمله المريد، وأعلى ما تخيله الرأي السديد، فجمع من العلوم دررًا فاخرة، وأحيا من القلوب والرسوم أعظمًا ناخرة، فوافق الاسم المسمى، وأسفر عن مخدرات الفنون كل رمز معمى، فجعله الله على الطاعة موقوفًا، ولوجهه الكريم
مصروفًا، وتأمله بعين الإنصاف وحفظه من كل حسود وسفساف، يغمص الحق لحسده، ويحرف الكلم عن مواضعه بحقده، وما كان في هذا الكتاب من صواب فمن الله ورسوله وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريء منه وهو سبحانه يعامل كل إنسانٍ بنيته، وهو مطلع على أمنيته، وها أنا أسأل بلسان التضرع والخضوع، وأبتهل إلى مولاي بعين التذلل والخشوع، أن يجعل كتابنا هذا مرادًا به وجهه الكريم، مصونًا من شائبة الرياء والتعظيم، وأسأل من تصفح أبوابه، وتأمل ألفاظه وإعرابه، أن يصفح عن شينه، ولا يزدريه في عينه، وأن يبادر إلى إصلاح ما عثر عليه من السقط، وأن يصحح ما وقف عليه من الغلط، فلعل القلم سبق إلى غير المراد، أَوْ تبَادَرَ الذهنُ معان فنقص من ذلك أو زاد، فإنما أنا ناقل من الطروس المتداولة، وليس لي من ذاك إلا أجر المناولة، فهذا اعتذاري لمن تأمله، والمعترف بالذنب كمن لا ذنب له، ومن لا يقبل العذر فقد حرم التوفيق، وعدم اصطناع المعروف وحلاوة التحقيق:
جزا الله خيرًا من تأمل تأليفي
…
وقابل بالإغضاء وضعي وتصنيفي
فما لي شيء غير أني جمعته
…
وحررته من غير شين وتحريفي
وضمتنه علمًا نفيسًا وكنت في
…
مناقشتي كشاف عن كل ذي زيفي
وقمت على ساق التقشف ضارعًا
…
إلى الله في الأسحار بالذل والخوف
عسى خالقي يمحو ذنوبي بمنه
…
ويمنحني الرضوان من غير تعنيفي
والحمد لله أوّلاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا والحمد لله الذي اهدانا
لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله على ينبوع الحكم الربانية، ومعدن الأسرار الروحانية، المنزل عليه في محكم كتابه الحكيم {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4] وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه، ما تصاعدت الأنفاس وما تخالطت الأغلاس، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى الملائكة المقربين، وعلى عباد الله الصالحين، من أهل السماوات وأهل الأرضين، وامنح اللهم أشياخنا الرحمة والرضوان، واجزهم اللهم عنا خيرًا وإحسانا، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، قَالَ مؤلفه ووقت الفراغ من تبييضه نهار الخميس ثلاثة عشر بقيت من ذي القعدة المبارك الذي هو من شهور سنة ثلاثة وأربعين ومائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام على يد فقير رحمة ربه الخائف وخمة ذنبه المعترف بتقصيره وذنوبه الراجي لطف سيده ومطلوبه المفتقر لمولاه العلي مؤلفها، الضعيف محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي عامله الله بلطفه الخفي والجلي إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وذلك بقلم أحقر الورى وأذل الفقراء الراجي عفو مولاه العلي حفيد مؤلفها سعيد السفاريني الحنبلي عفى الله عنه وعن والديه ومؤلفها ومشايخه ولكل المسلمين أجمعين أمين، وذلك لستة عشر مضت من شهر صفر الخير سنة ثلاثة وأربعين ومائتين (1) وألف وصلى الله على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
(1) هكذا وجدت في المخطوطة.
تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات التعليق عليه وتصحيحه وتحقيقه في غرة شهر محرم من عام 1424 هـ بقلم راجي عفو ربه المنان الفقير إليه في جميع أحواله وأطواره في دنياه وآخرته عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن حمود بن على بن حمود المشيقح غفر الله له ولوالديه وذريته وإخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وجزى الله من أعان على نشر هذا الكتاب خير الجزاء من مؤلف وناسخ ومالك وموقف ومحقق وطابع وأخص بذلك كثيراً مؤلفه الذي ألطفنا بهذه الفوائد الفرائد فنسأل الله أن يعفو عن الجميع الذنوب الظاهرة والباطنة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
حرر في مدينة بريدة حرسها الله وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه