الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكفّي عن معاصي اللَّه حتَّى
…
تفوزي في المعادِ من الجحيم
ولا تدعي البكا أسفا ونوحي
…
وجدي وانصي جزعًا وهيمي
وخافي وارهي ودعي اشتغالي
…
بوصف جآذِرٍ ونعوت ريم
وفيقي من هوى لبنى وَخلي
…
سعاد ونغمة الصوت الرخيم
وروحي إنّ روحي قد نعاها الـ
…
منون عن الأحبّة والنعيم
وبي خوف من التقصير لولا
…
رجاء البرّ الرؤوف بنا الرحيم
وبجاه (1) محمّد المبعوث فينا
…
شفيع المذنبين لدى الكريم
عليه اللَّه صلىَّ كلّ وقت
…
مَدَى الأيام والذكر الحكيم
كذا الآل الكرام وكلَّ صحب
…
ذوي الإخلاص والدين القويم
فصل وأما كسوة أهل النار وثيابهم
فقال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19] وكان إبراهيم التيمي إذا تلى هذه الآية في قصصه يقول: سبحان من خلق من النار ثيابًا.
وروى الحافظ ابن رجب في التخويف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يُقطع للكافر ثيابًا من نار حتَّى ذكر القباء والقميص والكمة.
(1) التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز وطلب الشفاعة منه مباشرة أيضًا لا يجوز دائمًا يسأل الله فيقال: اللهم شفع فينا نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
وخرج أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَن أكلَ برجلٍ مسلم أكلة من الدُّنيا أطعمه اللَّه مثلها في نار جهنم، ومَن كُسِيَ أو اكتسى برجل مسلم ثوبًا كساه اللَّه مثله من جهنم"(1).
وخرج أبو داود، والنّسائي، والترمذي عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه رأى على رجل خاتمًا من حديد فقال:"ما لي أرَى عليك حلية أهل النار"(2).
وخرج الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"أوّل مَن يكسى حلة من النار إبليس يضعها على حاجبيه، ويسحبها من خلفه وذريته خلفه وهو يقول: يا ثبورهم يقولون: يا ثبورهم، فيقال لهم: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدًا وادعوا ثبورا كثيرًا"(3).
وأخرج الطبراني عن عمر رضي الله عنه أنَّ جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثك بالحق لو أن ثوبًا من ثياب أهْلِ
(1) رواه أحمد 4/ 229، والبخاري في "الأدب المفرد"(240)، وأبو داود (4881)، وأبو يعلى (6858)، والحاكم 4/ 127 - 128، وله شواهد والحديث حسن.
(2)
رواه أحمد 5/ 359، وأبو داود (4223)، والترمذي (1875)، والنسائي 8/ 172، وقال الترمذي: هَذَا حديث غريب. أ. هـ، وفيه عبد الله بن مسلم أبو طيبة المروزي، قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
(3)
رواه أحمد 3/ 152، وابن أبي شيبة 13/ 168، والبيهقي في "البعث والنشور"(647)، وفيه على بن زيد وهو ضعيف.
النَّارِ علق بين السماء والأرض لمات مَنْ في الأرض كلهم جميعا من حرّه" (1).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} [إبراهيم: 49 - 50]: هو النحاس الذائب (2). وقال عكرمة: هو من صفر يحمي عليها ولعل هذا التفسير على قراءة من قرأ من "قَطرٍ آن"(3) أي: النحاس المذاب الشديد الحرارة كما خرجه ابن جرير عن ابن عباس، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير (4).
وقال الفخر: السرابيل: جمع سربال وهو القميص والقطران من شجر يسمى الأسل يطبخ، ويطلى به الإبل الجربة فيتحرق الجرب حرارته وقد تصل حرارته إلى داخل الجوف قال: ومن شأنه أنه يسرع فيه اشتعال النار وهو منتن الرائحة أسود اللون فتطلى به جلود أهل النار حتَّى يصير ذلك الطلى كالسرابيل وهو القميص قال: فيحصل بسببها أربعة أنواع من العذاب: لذع الحرقة، وإسراع النار في جلودهم، واللون الوحش، ونتن الريح وقال أيضًا: التفاوت بين قطران الدُّنيا، والآخرة كالتفاوت بين النارين وقال الحسن: قطران الإبل.
(1) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 34، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 139.
(2)
رواه الطبري في تفسيره (20997)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(12319).
(3)
وهي قراءة ابن عباس وأبي هريرة وغيرهم المحتسب لابن جني (1/ 366).
(4)
أورده ابن أبي حاتم في "التفسير"(12320).