الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه: إنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كان يُوقِظُ أهْلَهُ فى العَشْرِ الأوَاخِر (20). وقالت عائشةُ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يجاوِرُ فى العَشْرِ الأَوَاخِرِ من رمضانَ (21). وفى لَفْظٍ لِلْبُخَارىِّ: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فى الوَتْرِ، فى العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ"(22). وكُلُّ هذه الأحادِيثِ صَحِيحَةٌ.
فصل:
واخْتَلَفَ أهْلُ العِلْمِ فى أرْجَى هذه اللَّيَالِى، فقال أُبَىُّ بنُ كَعْبٍ، وعبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: هى ليلةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ. [قال زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: قلتُ لأُبَىّ بن كَعْبٍ: أما عَلِمْتَ أبا المُنْذِرِ، أنَّها لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ؟ ](23) قال: بَلَى أخْبَرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّها لَيْلَةٌ صَبِيحَتُها تَطْلُعُ الشَّمْسُ ليس لَها شُعاعٌ. فعَدَدْنا، وحَفِظْنَا، واللهِ لقد عَلِمَ ابنُ مسعودٍ أنَّها فى رمضانَ، وأنَّها لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، ولكِنَّه كَرِهَ أن يُخْبِرَكُم، فتَتَّكِلُوا. قال التِّرْمِذِىُّ (24): هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ورَوَى أبو ذَرٍّ فى حَدِيثٍ فيه طُولٌ، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لم يَقُمْ فى رمضانَ حتى بَقِىَ سَبْعٌ، فقامَ بهم، حتى مَضَى نَحْوٌ من ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثم قامَ بهم فى لَيْلَة خَمْسٍ
(20) أخرجه الترمذى، فى: باب منه [ما جاء فى ليلة القدر]، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى 4/ 10. والإمام أحمد، فى: المسند 1/ 98، 128، 132، 133، 137.
(21)
أخرجه البخارى، فى: باب تحرى ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر، من كتاب ليلة القدر. صحيح البخارى 3/ 61. والترمذى، فى: باب ما جاء فى ليلة القدر، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى 4/ 6.
(22)
أخرجه البخارى، فى الباب السابق. صحيح البخارى 3/ 60. والإمام أحمد، فى: المسند 6/ 73.
(23)
سقط من: أ.
(24)
فى: باب ما جاء فى ليلة القدر، من أبواب الصوم. وفى: باب من سورة القدر، من أبواب التفسير. عارضة الأحوذى 4/ 9، 12/ 254.
كما أخرجه مسلم، فى: باب فضل ليلة القدر. . .، من كتاب الصيام. صحيح مسلم 2/ 828، وأبو داود، فى: باب فى ليلة القدر، من كتاب الصلاة. سنن أبى داود 1/ 318. والإمام أحمد، فى: المسند 5/ 130 - 132.
وعِشْرِينَ، حتى مَضَى نحوٌ من شَطْرِ اللَّيْلِ، حتى كانتْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، فجَمَعَ نِسَاءَهُ وأَهْلَه، واجْتَمَعَ النّاسُ، قال: فقامَ بهم حتى خَشِينَا أن يَفُوتَنَا الفَلَاحُ. يَعْنِى السَّحُورَ. مُتَّفَقٌ عليه (25). وحُكِىَ عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّه قال: سُورَةُ القَدْرِ ثَلَاثُونَ كَلِمَةً، السَّابِعَةُ والعِشْرُونَ منها {هِىَ} (26). ورَوَى أبو دَاوُدَ (27)، بإسْنَادِه عن مُعاوِيَةَ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فى لَيْلَةِ القَدْرِ، قال:"لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ". وقيل: آكَدُها لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ؛ لأنَّه رُوِىَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ عبدَ اللهِ بن أُنَيْسٍ، سَأَلَهُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّى أكُونُ بِبَادِيَةٍ يقال لها الوَطَاة (28)، وإنِّي بِحَمْدِ اللَّه أُصَلِّى بهم، فمُرْنِى بِلَيْلَةٍ من هذا الشَّهْرِ أنْزِلُها فى المَسْجِدِ، فأُصَلِّيها فيه. فقال:"انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ، فَصَلِّها فِيهِ، وإنْ أحْبَبْتَ أن تَسْتَتِمَّ آخِرَ هذَا الشَّهْرِ فَافْعَلْ، وإنْ أحْبَبْتَ فَكُفَّ". فكان إذا صَلَّى العَصْرَ دَخَلَ المَسْجِدَ، فلم يَخْرُجْ إلَّا فى حَاجَةٍ، حتى يُصَلِّىَ الصُّبْحَ، فإذا صَلَّى الصُّبْحَ كانت دَابَّتُه بِبابِ المَسْجِدِ. رَوَاهُ أبو دَاوُدَ مُخْتَصَرًا (29). وقيل: آكَدُها لَيْلَةُ أرْبَعٍ وعِشْرِينَ؛ لأنَّه رُوِىَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال:"لَيْلَةُ القَدْرِ أوَّلُ لَيْلَةٍ من السَّبْعِ الأَوَاخِرِ"(30). ورُوِىَ عن بعضِ الصَّحابَةِ، أنَّه قال: لم نَكُنْ نَعُدُّ
(25) تقدم تخريجه فى 2/ 603 ولم نجده عند البخارى ولا مسلم كما ذكره المصنف. انظر تحفة الأشراف 9/ 157.
(26)
أشار ابن حجر إلى هذا بقوله: "وزعم ابن قدامة أن ابن عباس استنبط ذلك من عدد كلمات السورة، وقد وافق قوله فيها هى سابع كلمة بعد العشرين، وهذا نقله ابن حزم عن بعض المالكية، وبالغ فى إنكاره. نقله ابن عطية فى تفسيره، وقال: إنه من ملح التفسير وليس من متين العلم" فى كلام كثير. انظره فى: فتح البارى 4/ 265.
(27)
فى: باب من قال: سبع وعشرون، من كتاب الصلاة. سنن أبى داود 1/ 320.
(28)
فى عون المعبود 1/ 523 أنه يقال لها الوطاءة. ولم يحدد موضعها.
(29)
فى: باب فى ليلة القدر، من كتاب الصلاة. سنن أبى داود 1/ 318.
كما أخرجه البيهقى، فى: باب الترغيب فى طلبها ليلة ثلاث وعشرين، من كتاب الصيام. السنن الكبرى 4/ 310.
(30)
أخرج البيهقى معناه، فى: باب الترغيب فى طلبها ليلة ثلاث وعشرين، من كتاب الصيام، السنن الكبرى 4/ 310.
عَدَدَكُمْ هذا، وإنَّما (31) نَعُدُّ من آخِرِ الشَّهْرِ. يعنى أنَّ السَّابِعَةَ والعِشْرِينَ هى أوَّلُ لَيْلَةٍ من السَّبْعِ الأواخِرِ. ورَوَى أبو ذَرٍّ، قال: صُمْنَا مع رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهرَ رمضانَ، فلم يَقُمْ بِنا حتى كانت لَيْلَةُ سَبْعٍ بَقِيَتْ، فقام بِنا نَحْوًا من ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثم لم يَقُمْ لَيْلَةَ سِتٍّ، فلما كانت لَيْلَةُ خَمْسٍ قام بِنا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا من نِصْفِ اللَّيْلِ، فقُلْنا: يا رسولَ اللَّه، لو نَفَلْتَنَا قِيامَ هذه اللَّيْلَة؟ فقال:"إنَّ الرَّجُلَ إذَا صَلَّى مَعَ الإمَامِ حتى يَنْصَرِفَ، كُتِبَ له قِيَامُ لَيْلَةٍ". فلمَّا كانتْ لَيْلَةُ ثلاثٍ، قامَ بِنا حتى خَشِينَا أن يَفُوتَنا الفَلاحُ. فقلتُ: وما الفَلاحُ؟ قال: السَّحُورُ. وأيْقَظَ فى تلك اللَّيْلَةِ أهْلَهُ ونِسَاءَهُ وبَناتَهُ. رَوَاهُ سَعِيدٌ (32). وقيل: آكَدُهَا لَيْلَةُ إحْدَى وعِشْرِينَ؛ لما رَوَى أبو سعيدٍ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال:"رَأَيْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فى العَشْرِ الأوَاخِرِ، فى الوَتْرِ، وإنِّى رَأيْتُ أَنِّى أسْجُدُ فى صَبِيحَتِهَا فى مَاءٍ وطِينٍ". قال: فجاءَتْ سَحَابَةٌ، فمَطَرَتْ حتى سالَ سَقْفُ المَسْجِدِ، وكان من جَرِيدِ النَّخْلِ، فأُقِيمَتِ الصلاةُ، فرأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فى الماءِ والطِّينِ، حتى رَأيْتُ أثَرَ الماءِ والطِّينِ فى جَبْهَتِه. وفى حديثٍ:"فى صَبِيحَةِ إحْدَى وعِشْرِينَ". مُتَّفَقٌ عليه (33). قال التِّرْمِذِىُّ (34): قد رُوِىَ أنَّها لَيْلَةُ
(31) فى م زيادة: "كنا".
(32)
تقدم تخريجه فى 2/ 603.
(33)
أخرجه البخارى، فى: باب الاعتكاف فى العشر الأواخر. . .، وباب الاعتكاف وخرج النبى صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين، وباب من خرج من اعتكافه عند الصبح، من كتاب الاعتكاف. وفى: باب التماس ليلة القدر فى السبع الأواخر، وباب تحرى ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر فيه، من كتاب ليلة القدر. صحيح البخارى 3/ 59، 60، 62، 64 - 66. ومسلم، فى: باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها، من كتاب الصيام. صحيح مسلم 2/ 824، 825.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب فى من قال: ليلة إحدى وعشرين، من باب تفريع أبواب شهر رمضان، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود 1/ 319. والنسائى، فى: باب ترك مسح الجبهة بعد التسليم، من كتاب السهو 3/ 67. والإمام مالك، فى: باب ما جاء فى ليلة القدر، من كتاب الاعتكاف. الموطأ 1/ 319. والإمام أحمد، فى: المسند 3/ 7، 24، 60.
(34)
فى: باب ما جاء فى ليلة القدر، من أبواب الصوم 4/ 7، 8. وفيه كلام أبى قلابة والشافعى.