الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الرابع
تقسيم الأسهم من حيث الاستهلاك وعدمه
تنقسم الأسهم من حيث الاستهلاك وعدمه إلى قسمين:
(أ) أسهم رأس المال:
وهي الأسهم التي يقدمها المساهم للشركة، ولا تعود إليه إلا عند فسخ الشركة، أو انقضائها بأي سبب من أسباب الانقضاء.
[ن-154] وهذا النوع جائز شرعاً من حيث المبدأ، فهو الأصل والقاعدة في الشركات، وقد استقر الاجتهاد الفقهي المعاصر على جوازها بالشروط التي سوف نذكرها في حكم تداول الأسهم، والله أعلم
(1)
.
(ب) أسهم تمتع:
وهي الأسهم التي تعطى للمساهم بعد رد القيمة الاسمية لأسهمه في أثناء قيام الشركة.
ويسمى رد قيمة الأسهم الاسمية لصاحبها بالاستهلاك، أو إطفاء الأسهم
(2)
.
(1)
شركات المساهمة في النظام السعودي - المرزوقي (ص: 361)، الأسواق المالية في ميزان الفقه الإسلامي - القره داغي، بحث منشور في مجلة مجمع الفقه الإسلامي (7/ 1/ص:121)، بورصة الأوراق المالية من منظور إسلامي - شعبان البرواري (ص: 97)، الأسهم والسندات وأحكامها في الفقه الإسلامي - أحمد الخليل (ص: 59 - 60)، سوق الأوراق المالية بين الشريعة الإسلامية والنظم الوضعية - خورشيد إقبال (ص: 136)، بحوث فقهية معاصرة - محمد الشريف (ص: 83).
(2)
انظر المراجع السابقة.
وتعود قيمة الأسهم إلى المساهم إما تدريجياً، أو مرة واحدة إلى أن يسترد جميع ما دفعه من أسهم أثناء قيام الشركة.
ولا يكون استهلاك الأسهم إلا من الأرباح، أو من الاحتياطي، ولا يجوز أن يكون الاستهلاك من رأس المال إذ يجب أن يكون رأس المال كاملاً لضمان حقوق الدائنين.
ولا يتم الاستهلاك إلا إذا كان منصوصاً عليه في نظام الشركة، أو تقره الجمعية العامة غير العادية لما لها من حق في تعديل نظام الشركة، فلها أن تنص على استهلاك الأسهم ولو لم يكن منصوصاً عليه في نظام الشركة
(1)
.
الحامل على الاستهلاك:
الأصل أن الأسهم لا تستهلك ما دامت الشركة قائمة؛ لأن من حق الشريك البقاء في الشركة إلا أن الاستهلاك قد يكون حتمياً كما لو كان مشروع الشركة يهلك تدريجياً، أو يقوم على حقوق مؤقتة.
فيحدث الاستهلاك مثلاً:
(أ) إذا كانت موجودات الشركة مما يستهلك بالاستعمال بعد مدة من الزمن،
(1)
انظر القانون التجاري، د. مصطفى كمال طه (ص: 296)، الشركات التجارية محمد بابللي (ص: 187)، القانون التجاري - علي البارودي محمد فريد العريني (ص: 541)، شركة المساهمة في النظام السعودي - المرزوقي (ص: 363)، أحكام التعامل في الأسواق المالية المعاصرة - الشيخ مبارك آل سليمان (1/ 156).
وقد نص نظام الشركات السعودي في مادته (104) على ذلك، وفيها: «يجوز أن ينص في نظام الشركة على استهلاك الأسهم أثناء قيام الشركة إذا كان مشروعها يهلك تدريجياً، أو يقوم على حقوق مؤقتة
…
ويجوز أن ينص في نظام الشركة على إعطاء أسهم تمتع لأصحاب الأسهم التي تستهلك بالقرعة، ويحدد نظام الشركة الحقوق التي ترتبها لأصحابها».
كأن يكون موضوع الشركة استغلال منجم، أو محجر، أو سفن بحرية بحيث يفنى المنجم، أو المحجر، أو تبلى السفن.
(ب) إذا كان مشروع الشركة يقوم على حقوق مؤقتة، كما إذا كانت حاصلة على امتياز حكومي تؤول بانتهائه جميع منشآتها إلى الدولة، مثل شركات الكهرباء والبترول والماء وسكك الحديد
(1)
.
الطرق التي يتم بها عملية الاستهلاك:
يتم الاستهلاك بطرق منها:
(أ) الاستهلاك الشامل، وذلك باستهلاك جميع الأسهم استهلاكاً تدريجياً، وذلك بأن يرد إلى المساهمين كل سنة جزء من القيمة الاسمية حتى تستهلك جميعها عند انتهاء الشركة.
(ب) الاستهلاك الجزئي. وذلك يكون بطريق القرعة السنوية لعدد من الأسهم، فترد على ملاك هذه الأسهم قيمة أسهمهم الاسمية.
(ج) الاستهلاك بشراء الشركة لأسهمها، وإعدامها
(2)
.
(1)
سوق المال - عبد الله الرزين (ص: 142)، الربا والمعاملات المصرفية - عبد الله السعيدي (1/ 708)، الأسواق المالية في ميزان الفقه الإسلامي - القره داغي، بحث منشور في مجلة مجمع الفقه الإسلامي (7/ 1/ص: 121)، المعاملات المالية المعاصرة - محمد شبير (ص: 204).
(2)
شركة المساهمة في النظام السعودي - المرزوقي (ص: 363)، سوق المال - عبد الله الرزين (ص: 143).
ما يترتب على الاستهلاك:
خروج المساهم الذي تستهلك أسهمه من الشركة، وانقطاع علاقته بها، ويجوز أن يعطى المساهم الذي يستهلك سهمه سهم تمتع يخوله حقاً في الأرباح السنوية التي تحققها الشركة، وحقاً في موجودات الشركة عند تصفيتها، كما يكون له الحق في حضور الجمعية العامة للمساهمين، والتصويت على قراراتها، إلا أن إعطاء من استهلكت أسهمه سهم تمتع ليس بلازم، وإذا أعطي ذلك فلا بد أن يكون ما يأخذه صاحب سهم التمتع أقل مما يأخذه صاحب السهم الذي لم يستهلك
(1)
.
أوجه الشبه والاختلاف بين أسهم التمتع وبين أسهم رأس المال:
أما أوجه الشبه: فإن سهم التمتع يمنح صاحبه صفة الشريك، والحقوق المتصلة بهذه الصفة، فيعطي سهم التمتع لحامله حق التصويت في الجمعيات العامة، وحقاً في الأرباح السنوية، وحقاً في موجودات الشركة عند تصفيتها بعد استيفاء أصحاب الأسهم التي لم تستهلك حقوقهم من الشركة.
وأما أوجه الاختلاف: فهي أن نظام الشركة ينص في العادة على إعطاء أسهم رأس المال نسبة معينة من الأرباح (5% من قيمتها مثلاً) وهو ما يسمى بالربح الثابت، ثم يوزع فائض الربح بالتساوي بين أسهم رأس المال، وأسهم التمتع.
كما أن صاحب أسهم التمتع لا يشتركون في قسمة موجودات الشركة عند حلها إلا بعد أن يستوفي أصحاب أسهم رأس المال قيمة أسهمهم، نظراً لأن القيمة الاسمية لأسهم التمتع قد دفعت من قبل
(2)
.
* * *
(1)
الوجيز في النظام التجاري السعودي (ص: 238 - 239)، أحكام التعامل في الأسواق المالية المعاصرة - مبارك آل سليمان (1/ 158).
(2)
انظر الأسهم والسندات وأحكامها في الفقه الإسلامي - أحمد الخليل (ص: 60).