الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جزءاً من الأرباح، فيكون ذلك دافعاً له إلى بذل جهد أكبر، وتقديم خدمة أفضل.
ويناقش هذا الدليل والذي قبله:
بأن حصص التأسيس ليست هبة، ولا مكافأة حتى تصح بالمجهول، بل هي ممنوحة لصاحبها مقابل ما قدمه للشركة من براءة اختراع، أو غير ذلك، ولذلك نصت التشريعات على أنه لا يمكن إلغاؤها إلا بتعويض عادل، وبعد مضي مدة محددة، ولو كانت تبرعاً محضاً لجاز إلغاؤها مطلقاً. كما أنه لا يمكن اعتبارها هبة بعوض؛ لأن الهبة بعوض يطبق عليها أحكام البيع على الصحيح عند جمهور الفقهاء.
الدليل الثالث:
أن ثمرة جهدهم تظل مستمرة ما دامت الشركة قائمة، ولذلك يستحقون عن هذا الجهد نصيباً من الربح.
القول الثاني:
وهو قول أكثر أهل العلم يرى أن حصص التأسيس من المعاملات المحرمة
(1)
.
ويستدلون على ذلك بأنه عقد بيع مجهول الثمن، فيكون فيه غرر.
ومما يدل على خطأ إصدار مثل هذه الحصص أن كثيراً من القوانين الوضعية الغربية والعربية منعتها، فحرمها المشرع الفرنسي في قانون الشركات الصادر
(1)
انظر الشركات في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي - الخياط (2/ 107، 229 - 231)، شركة المساهمة في النظام السعودي - صالح المرزوقي (ص: 380، 382)، الأسهم والسندات وأحكامها - أحمد الخليل (ص: 173)، الأسواق المالية في ميزان الفقه الإسلامي - علي القره داغي، بحث مقدم لمجلة مجمع الفقه الإسلامي (7/ 1/ص:127).
سنة 1966 م، وكذلك فعل المشرع السوري، واللبناني، والأردني، وتجاهلها القانون العراقي والكويتي، وأقرها قانون الشركات بمصر الصادر لسنة 1981 في مادته 34. وكذلك نظام الشركات في السعودية، في مواده: 112، 113، 114، 115
(1)
.
وقد كشفت التجربة على أن المؤسسين اتخذوا حصص التأسيس ذريعة للحصول لأنفسهم على جانب كبير من الأرباح، لا يتناسب مع ما أدوه من خدمة للشركة
(2)
.
ويمكن أن تستبدل هذه الفكرة بفكرة المكافأة النقدية، أو العينية لهؤلاء الذين قدموا خدمات فعلية، أو براءة اختراع، كما يمكن تحويل قيمة هذه المكافأة بعد تحديدها بأسهم عادية ويأخذ حصته من الأرباح كغيره من المساهمين، ويتحمل الخسائر كغيره، ويحق له بيع أسهمه حسب نظام تداول الأسهم كما قلنا في الأسهم العينية
(3)
.
وبهذا نكون قد أنهينا الدراسة فيما يتعلق في الأدوات المتداولة في سوق المال، من أسهم، وسندات، وحصص تأسيس، وتناولنا في أثناء هذه الدراسة: الشركات المساهمة، باعتبار أن السهم يمثل جزءاً من رأس مال الشركة، كما تناولنا البدائل المقترحة للسندات المحرمة، وفي الباب التالي سوف نتناول إن شاء الله طريقة تداول تلك الأسهم والسندات، وحكمها الفقهي، أسأل الله وحده، عونه وتوفيقه.
* * *
(1)
انظر شركات المساهمة في النظام السعودي، صالح بن زابن المرزوقي (ص: 381، 383)، ومجلة مجمع الفقه الإسلامي (7/ 1/ص: 126).
(2)
شركات الأموال. د كمال طه (ص: 106) نقلاً من كتاب الأسهم والسندات وأحكامها - أحمد الخليل (ص: 174).
(3)
انظر المراجع السابقة.