الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بينهما من التناسب. وذكر بعض أكابر الصوفية ما يقرب من هذا.
ثم اعلم أن المشهور أن الرؤيا الصادقة جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة ووجه ذلك عند جمع: أنه صلى الله عليه وسلم بقي ستة أشهر يرى الوحي مناماً ثم جاءه الملك يقظة وستة أشهر بالنسبة إلى ثلاث وعشرين سنة جزء من ست وأربعين وروى جزء من خمسة وأربعين جزءاً وروى أنها جزء من أربعين وروى أنه جزء من سبعين فلعله إشارة إلى كثرة أجزاء النبوة. اهـ ملخصاً.
ثم اعلم أن الناس اختلافاً في النفس وكذا في
الروح
فلنذكر ما يتعلق بذلك إن شاء الله تعالى تتميما إن شاء الله تعالى للفائدة في أبحاث مختصرة:
البحث الأول
[الروح]
اختلف الناس في الروح والنفس وهل هما شيء واحد أم شيئان؟ فحكى ابن يزيد عن أكثر العلماء أنهما شيء واحد فقد صح في الأخبار إطلاق كل منها على الآخر.
قال الوالد في (روح المعاني) : وما أخرجه البراز بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه: ((أن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين يود لو خرجت نفسه والله تعالى يحب لقاءه وأن المؤمن تصعد روحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين ستخبرونه عن معارفه من أهل الدنيا. .)) الحديث - ظاهر في ذلك وقال ابن حبيب:هما شيئان فالروح هو النفس المتردد في الإنسان والنفس أمر غير ذلك لها يدان ورجلان ورأس وعينان وهي التي تلتذ وتتألم وتفرح وتحزن وأنها هي التي تتوفى في المنام وتخرج وتسرح وترى الرؤيا والجسد دونها بالروح فقط لا يلتذ ولا يفرح حتى تعود واحتج بقوله تعالى
{الله يتوفى الأنفس} الآية.
وحكى ابن منده عن بعضهم: أن النفس طينية نارية والروح نوريه روحانية وعن آخر: أن النفس ناسوتية والروح لا هوتية وذكر أن أهل الأثر على المغايرة وأن أقوام النفس بالروح والنفس صورة العبد والهوى والشهوة والبلاء معجون فيها ولا عدو أعدي لابن آدم من نفسه لا تريد إلا الدنيا.
وقال الوالد عليه الرحمة: روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن في ابن آدم نفساً وروحاً بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس هي التي بها العقل والتمييز والروح هي التي بها النفس والتحرك فيتوفيان عند الموت وتتوفى النفس وحدها عند النوم وهو قول بالفرق بين النفس والروح.
ونسبة بعضهم إلى الأكثرين ويعبر عن النفس بالنفس الناطقة وبالروح الأمرية وبالروح الإلهية وعن الروح بالروح الحيوانية وكذا بالنفس الحيوانية والثانية كالعرش للأولى.
قال بعض الحكماء المتأهلين: إن القلب الصنوبري فيه بخار لطيف هو عرش للروح الحيوانية وحافظ لها وآلة يتوقف عليها آثارها والروح الحيوانية عرش ومرآة للروح الإلهية التي هي النفس الناطقة وواسطة بينها وبين البدن بها يصل حكم تدبير النفس إليه - إلى أن قال الوالد -: وأخرج ابن أبي حاتم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((العجب من رؤيا الرجل إنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الريا فلا تكون رؤياه شيئاً؟)) فقال علي كرم الله وجهه: ((أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} [الزمر 42] فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهي عنده سبحانه في السماء