الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
-]
إذا أشرف على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج أو بعده فليقل ما تقدم، فإذا دخل استجب له أن يغتسل - نص عليه الإمام أحمد - فإذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى. وقال: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم أغفر لى دنبي، وأفتح لي ابواب رحمتك. ثم يأتى الروضة بين القبر والمنبر فيستقبل جدار القبر ولا يمسه، ولا يقبله، ويجعل القنديل الذى في القبلة عند القبر على رأسه ليكون قائماً وجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف متباعداً كما يقف لو ظهر في في حياته بخشوع، وسكون، منكس الرأس غاض الطرف، مستحضراً جلالة موقفه.
ثم يقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك با نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين. أشهد أن لا إله إلا الله، ،أشهد أنك رسول الله، واشهد أنك بلغت رسالات ربك، ونصحت الأمة، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته.
اللهم أته الوسيلة والفضيلة، وأبعثه مقاماً محموداً الذى وعدته، يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صلى الله عليه وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ىل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم أحشرنا في زمرته وتوفنا على سنته، واوردنا حوضه، وأسقنا بكأسه مشرباً روياً لا نظمأ بعده أبداً.
ثم يأتى أبا بكر وعمر رضي الله عنه فيقول: السلام عليك يا ابا بكر، السلام عليك يا عمر الفاروق، السلام عليكما يا صاحبي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعيه، ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاكما الله تعالى عن صحبة نبيكما وعن الإسلام خيراً، سلام الله عليكما بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
قال: ويزور أهل البقيع، وقبور الشهداء إن أمكن. هكذا كلام الشيخ بحروفه، وكذلك سائر كتبه، وذكر فيها استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر القبور، ولم ينكر زيارتها في موضع من المواضع، ولا ذكر في ذلك خلافاً إلا نقلاً عن غريبا ذكره في بعض كتبه عن بعض التابعين.
وإنما تكلم في مسألة ((شد الرحال وإعمال المطي)) إلى مجرد زيارة القبور، وذكر في ذلك قولين للعلماء المتقدمين والمتأخرين:
أحدهما - القول بإباحة ذلك مما يقوله بعض أصحاب الشافعي وأحمد.
والثاني - أنه منهي عنه كما نص عليه إمام دار الهجرة مالك بن انس: ولم ينقل عن أحد من الأئمة الثلاثة خلافة، وإليه ذهب جماعة من اصحاب الشافعي وأحمد.
هكذا ذكر الشيخ الخلاف في ((شد الرحال وإعمال المطى إلى القبور)) ولم يذكره في الزيارة الخالية عن شد رحل وإعمال مطى. والسفر إلى زيارة القبور مسألة، وزيارتها من غير سفر مسالة أخرى، ومن خلط هذه المسألة بهذه المسألة، وجعلها مسألة واحدة، وحكم عليهما بحكم واحد، وأخذ في التشنيع على من فرق بينهما، وبالغ في التنفير عنه فقد حرم التوفيق، وحاد عن سواء الطريق.
وأحتج الشيخ لمن قال بمنع شد الرحال بالحديث المشهور المتفق على صحته من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدرى ((لا تشدوا الرحال إلا لإلى ثلاثة مساجد: مسجدى هذا، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)) هذا هو