الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنو تيمية كانوا فبانوا
…
نجوم العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامة حابسيه
…
فشك الشرك كان به يماط
ويا فرح اليهود بما فعلتم
…
فإن الضد يعجبه الخباط
ألم يك فيكمو رجل رشيد
…
يرى سجن الإمام فيستشاط
إمام لا ولاية كان يرجو
…
ولا وقف عليه ولا رباط
ولا جاراكمو في كسب مال
…
ولم يعهد له بكم اختلاط
ففيم سجنتموه وغظتموه
…
أما لجزا أذيته اشتراط
وسجن الشيخ لايرضاه مثلي
…
ففيه القدر مثلكم انحطاط
أما والله لولا كتم سرى
…
وخوف الشر لانحل الرباط
وكنت اقول ما عندي ولكن
…
بأهل العلم ما حسن اشتطاط
فما أحد إلى الإنصاف يدعو
…
وكل في هواه له انخراط
سيظهر قصدكم يا حابسيه
…
ونبئكم إذا نصب الصراط
فها هو مات عنكم واسترحتم
…
فعاطوا ما أدرتم أن تعاطوا
وحلوا واعقدوا من غير رد
…
عليكم وانطوى ذاك البساط
اهـ
مطلب
فيمن ابتلى وأوذى من العلماء
[المؤمنون يفتنون]
قلت: وما زال الناس ولا سيما الكبراء والعلماء يبتلون في الله تعالى ويصبرون. وقد كانت الأنبياء عليهم السلام يقتلون، وأهل الخير في الأمم السالفة يقتلون ويحرقون وينشر أحدهم بالمنشار وهو ثابت على دينه ولولا كراهية التطويل لذكرت من ذلك ما يطول.
وقد سُم أبو بكر وقتل عمر وعثمان وعلي وسُم الحسن وقتل الحسين
وابن الزبير، وصُلب حبيب بن عدي، وقتل الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن خبير وغيرهما وقتل زيد بن على.
وأما من ضُرب من كبار العلماء فكثيرون، منهم: عبد الرحمن بن أبي ليلى - ضربه الحجاج أربعمائة سوط ثم قتله.
وسعيد بن المسيب - ضربه عبد الملك بن مروان مائة سوط، وصب عليه جرة ماء في يوم شات، وألبس جبة صوف.
وخبيب بن عبد الله بن الزبير، ضربه عمر بن عبد العزيز بأمر الوليد مائة سوط، وذلك أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دُولاً. فكان عمر إذا قيل له: أبشر. قال: كيف بخبيب على الطريق! ؟
وأبو عمرو بن العلاء، ضربه بنو أمية خمسمائة سوط.
والإمام موسى الكاظم - سجنه هرون حتى مات.
والإمام أبو حنيفة - توفي في السجن بعد أن ضرب. وقيل: أُوجر سماً.
والإمام مالك بن أنس، ضربه المنصور (1) أيضاً سبعين سوطاً في يمين المكره وكان مالك يقول: لا يلزمه اليمين.
والإمام أحمد، امتحن وسجن وضرب في أيام بني العباس.
وللشيخ ابن تيمية في هؤلاء الأئمة أسوة. لو أردنا استقصاء ما ذكره معاصره من الثناء عليه وبيان سيرته ومفصل أحواله لأفضى بنا إلى الطول، والقلم - لا مللت - ملُول، ويكفى من القلادة ما أحاط بالجيد.
(1) كذا بالأصل وهو غير صحيح والذي في كتب التاريخ: أن الذي ضرب الإمام مالكاً هو جعفر بين سليمان والي المدينة من قبل المنصور وابن عمه ولما علم المنصور بضرب الإمام وما نزل به أعظم من ذلك إعظاماً شديداً وأنكره على ابن عمه وكتب بعزله واعتذر للإمام مالك (م)