الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه أنه مبتدع ضال وجاهل غال. عامله الله تعالى بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين.
أقول: هذا مبدأ كلام ابن حجر في فتاواه، وسيأتي إن شاء الله تعالى تكملة ما زبره وأملاه.
ومما يلزم قبل الشروع في البيان، ترجمة هؤلاء الأعيان، ومن يلتحق بهم ويتقوى المقصد بذكرهم على قد الإمكان. ولنذكر بحوله تعالى ما حرره العلماء في حق ابن تيمية من
معاصريه والمتأخرين الفضلاء.
فاعلم: أنه ما في تاريخ مؤرخ الإسلام ((الحافظ الذهبي)) الشافعي، وتاريخ الحافظ ((ابن حجر العسقلاني)) شارح البخاري، وتاريخ ((الحافظ ابن كثير)) وتاريخ ((فوات الوفيات)) للفاضل الكتبي، وتاريخ العالم ابن العماد المسمى بـ ((شذرات الذهب)) وتاريخ الشيخ عمر بن الوردى وغيرهم.
[ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية]
هو شيخ الإسلام (1) ، وحافظ الأنام، المجتهد في الأحكام: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي. وفي ((تاريخ إربل)) : أن جده سئل عن اسم تيمية، فأجاب: أن جده حج وكانت امرأته حاملاً، فلما كان بتيماء - بلدة قرب تبوك - رأى جارية حسنة الوجه قد خرجت من خباء، فلما رجع وجد امرأته قد وضعت جارية، فلما رفعوها إليه قال: ياتيمية ياتيمية، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء فسمى بها. انتهى (2) .
وقد ولد بحران يوم الإثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة.
(1) وانظر الأعلام ط4 جـ1 ص144 ففيه ترجمة ومراجع أخرى.
(2)
وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة محمد بن أبي القاسم ابن تيمية بعد حكاية القصة أنه كان ينبغي أن تكون تيماوية لأن النسبة إلى تيماء: تيماوي لكنه هكذا قال واشتهر كما قال. انتهى (هـ. ص)
وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة سبع وستين وستمائة.
فأخذ الفقه والأصول عن والده، وسمع عن خلق كثيرين، منهم الشيخ شمس الدين زين ن المنجا، والمجد بن عساكر.
وقرأ العربية على ابن عبد القوى، ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله وفهمه.
وعنى بالحديث ن وسمع الستة والمسند مرات.
وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرز فيه، وأحكم أصول الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك من سائر العلوم.
ونظر في الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، ورده على رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذه الفضائل. وتأهل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة، وتضلع في علم الحديث وحفظه حتى قالوا: إن كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فهو ليس بحديث.
وأمده الله تعالى بكثرة الكتب، وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم وبطء النسيان، حتى قال غير واحد: إنه لم يكن يحفظ شيأ فينساه.
وألف في أغلب العلوم والتأليفات العديدة وصنف التصانيف المفيدة في التفسير والفقه والأصول والحديث والكلام والردود على الفرق الضالة والمبتدعة، وله الفتاوى المفصلة وحل المسائل المعضلة.
ومن تصنيفاته التي تبلغ ثلثمائة تصنيف: ((تعارض العقل والنقل)) أربع مجلدات، ((والجوا الصحيح)) - رداً على النصارى - أربع مجلدات و ((وشرح عقيدة الأصفهاني)) مجلد، و ((الرد على الفلاسفة)) أربع مجلدات، وكتاب ((إثبات المعاد)) والرد على ابن سينا. وكتاب ((ثبوت النبوات عقلاً ونقلاً)) و ((المعجزات والكرامات)) وكتاب ((إثبات الصفات)) مجلد وكتاب ((العرش)) وكتاب ((رفع الملام عن الأئمة الأعلام)) وكتاب ((الرد على الإمامية)) رداً