الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كتاب للإمام أحمد عن السنة]
قال الشيخ جمال الدين أبو الفتوح عبد الرحمن بن على الحوزي: أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم قال: ثنا عبد الله بن محمد الأنصاري، قال ثنا أبو يعقوب الحافظ قال: ثنا محمد بن أحمد بن الفضيل، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر، قال: ثنا أبو بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي، قال: لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء، كتب إلى أحمد بن حنبل: أكتب لي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ورد الكتاب على أحمد بكي وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون!! بزعم هذا البصري أنه أنفق في العلم مالاً عظيماً وهو لا يهتدي إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه:
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد لله لذى جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، وينهون عن الردى، ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس! ينفون عن دينه الله تعالى تحريف الغالين، وأنتحال المبطلين، الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا أعنه الفتنة، مختلفين في الكتاب ويقولون على الله وفي الله - تعالى الله عما يقولون الظالمون علواً كبيراً -! وفي كتابه بغير علم، فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة! وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليماً.
أما بعد: وفقنا الله تعالى وإياكم لكل ما فيه رضاه، وجنبنا وإياكم كل ما فيه سخطه، وأستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به، فإنه المسئول ذلك. وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة،
فقد علمنا ما حل بمن خالفها فيمن أتبعها، فإنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها)) فأذكركم أن لا تؤثروا على القرىن شيئاً، فإنه كلام الله، وما تكلم الله تعالى به فليس بمخلوق، وما أخبر به عن القرون الماضية فغير مخلوق، وما في اللوح فغير مخلوق، ون قال مخلوق فهو كافر بالله عز وجل، ومن لم يكفرهم فهو كافر.
ثم من بعد كتاب الله سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عنه وعن المهديين من صحابة النبيو التابعين من بعدهم، والتصديق بما جاءت به الرسل.
وأتباع السنة والنجاة، وهي التى نقلها أهل العلم كابراً عن كابر: واحذروا رأى جهم، فإنه صاحب رأى وخصومات. وأما الجهمية فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: أفترقت الجهمية على ثلاث فرق، فقال بعضهم: القرآن كلام الله وهو مخلوق. وقال بعضهم: القرآن كلام الهل وسكت، وهم الواقفة.
وقال بعضهم: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، فهؤلاء كلهم جهمية، وأجمعوا على أن من كان هذا قوله فحكمه إن لم يتب لم تحل ذبيحته، ولا تجوز قضاياه.
والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، زيادته إذا أحسنت ونقصانه إذا أسأت. ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، فإن تاب رجع إلى الإيمان، ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله العظيم، أو برد فريضة من فرائض الله تعالى جاحداً لها، فإن تركها تهاوناً أو كسلاً كان في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.
واما المعتزلة - فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفرون بالذنب
فمن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كافر، وأن إخوة يوسف كفار حين كذبوا أباهم. وأجمعت المعتزلة أن من سرق حبة فهو في النار، تبين منه امرأته، ويستأنف الحج إن كان حج، فهؤلاء الذين يقولون هذه المقالة كفار، وحكمهم أن لا يكلموا، ولا تؤكل ذبائحهم حتى يتوبوا.
وأم الرافضة - فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: إن علياً أفضل من أبي بكر، وإن إسلام علي أقدم من إسلام أبي بكر، فمن زعم أن علياً أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة، لقول الله عز وجل:{محمد رسول الله والذين معه} [الفتح 29] فقدم أبا بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقدم علياً، وقال:((لو كنت متخذاً خليلاً لأتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن الله قد أتخذ صاحبكم خليلاً)) يعني نفسه.
ومن زعم أن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فقد أخطأ، لأنه أسلم أبو بكر وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة، وعلي يومئذ ابن سبع سنين، لم تجر عليه الأحكام والحدود والفرائض. ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومرة من الله، وأن الله خلق الجنة قبل خلق الخلق، وخلق للجنة أهلاً،ونعيمها دائم فمن زعم أنه يبيد من الجنة شئ فهو كافر، وخلق النار وخلق للنار أهلاً وعذابها دائم، وأن الله تعالى يخرج قوماً من النار بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة، وأن الله كلم موسى تكليماً، وأتخذ إبراهيم خليلاً.
والميزان حق، والصراط حق، والأنبياء حق، وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان بالعرش والكرسي، والإيمان بملك الموت أنه يقبض الأرواح،ثم ترد الأرواح إلى الأجساد ويسألون عن الإيمان والتوحيد، والرسل. والإيمان بالنفخ في الصور والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل.
وان القبر الذى في المدينة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر وعمر. وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله عز وجل والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة، وينزل عيسى ابن مريم
إلى الأرض فيقتله بباب لد (1) . وأما أنكرته العلماء من أهل السنة فهو منكر.
وأحذروا البدع كلها، ولا عين تطرف بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبي بكر، ولا بعد أبي بكر عين تطرف من افضل من عمر، ولا بعد عمر عين تطرف أفضل من عثمان.
قال أحمد: كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان، ونسكت عن علي حتى صح لنا حديث ابن عمر بالتفصيل. قال أحمد: هم والله الخالفاء الراشدين المهديون، وان نشهد للعشرة أنهم في الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وصلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة ابن الجراح.
فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بالجنة: ورفع اليدين في الصلاة زيادة في الحسنات، والجهر بآمين عند قول الإمام ((ولا الضالين)) والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا تخرج عليهم بالسيف، ولا تقاتل في الفتنة، ولا تتأل على أحد من المسلمين أن تقول: فلان في الجنة، وفلان في النار إلا العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وصفوا الله بما وصف الله به نفسه، واتقوا عن الله سبحانه ما نفاه عن نفسه واحذروا الجدل مع أصحاب الأهواء، والكف عن مساوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتحدث بفضائلهم، والإمساك عما شجر بينهم.
ولا تشاور أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك. ولا نكاح إلا
(1) لد: بلدة فلسطين.
بولي وخاطب وشاهدي عدل، والمتعة حرام إلى يوم القيامة، والصلاة خلف كل بر وفاجر: صلاة الجمعة وصلاة العيدين، الصلاة على من مات من أهل القبلة وحسابهم على الله. والخروج مع كل إمام خرج في غزوة أو حجة والتكبير على الجنازة أربع، فإن كبر الإمام خمساً فكبر معه، كفعل على ابن أبي طالب. قال عبد الله بن مسعود: كبر ما كبر إمامك. قال أحمد: خالفني الشافعي، فقال: إن زاد على أربع تكبيرات تعاد الصلاة. واحتج على بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فكبر أربعاً. والمسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة. وصلاة الليل والنهار مثنى مثنى. ولا صلاة قبل العيد.
وإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلى ركعتين تحية المسجد. والوتر ركعة، والإقامة فرد أحب إلى أهل السنة. امامنا الله تعالى وإياكم على الإسلام والسنة، ورزقنا وإياكم العلم، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
أنا أبو البركات بن علي البزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الطرنئبي قال: ثنا هبة الله بن الحسن الطبري، واخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، ثنا الحسن ابن أحمد الفقيه قال ثنا على بن محمد، ثنا سليمان المنقري، قال ثنا عبدوس بن مالك العطار قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإقتداء بهم، وترك البدع، كل بدعة فهي ضلالة، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
والسنة عندنا: آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسير القرآن، وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول والأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.
ومن السنة اللازمة التى من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها يكون من أهلها -: الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه. والإيمان بها لا يقال لم، ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها. ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفى ذلك واحكم له فعليه الإيمان به والتسليم له مثل حديث الصادق المصدوق، ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها وإن نبت عن الأسماع وأستوحش منها المستمع، فإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفاً واحداً، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات.
وألا تخاصم أحداً ولا تناظره، ولا تتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، منهي عنه.
لا يكون صاحبه وإن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة، حتى بدع الجدال. ونسلن ونؤمن بالآثار. والقرآن كلام الله وليس بمخلوق، ولا نضعف أن نقول ليس بمخلوق، فإن كلام الله سبحانه ليس ببائن منه، وليس منه شئ مخلوقاً. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدرى مخلوق أو ليس بمخلوق، إنما هو كلام الله عز وجل وليس بمخلوق.
والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح.وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ورواه على ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس.
والحديث عندنا على ظاهرة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم -
والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به على ظاهرة، ولا تناظر فيه أحداً.
والإيمان بالميزان يوم القيامة، كما جاء ((يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة)) وتوزن أعمال العباد كما جاء في الآثر، والتصديق به والإعراض عمن رد ذلك وترك مجادلته، وان الله تعالى يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان، والإيمان به والتصديق والإيمان بالحوض، وان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة ترد عليه امته عرضه مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه والإيمان بعذاب القبر، وان هذه الأمة تفتن في قبورها، وتسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه ومن نبيه، ويأتيه منكر ونكير كيف يشاء الله وكيف أراد، والإيمان به والتصديق به، والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوم يخرجون من النار بعد ما أحترقوا وصاروا فحماً، فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاءفي الآثر كيف يشاء وكما يشاء، إنما هو الإيمان والتصديق به.
والإيمان بالمسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه كافر، والأحاديث التى جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لد. والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، كما جاء في الخبر:((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)) . ومن ترك الصلاة فقد كفر. وليس من الأعمال شئ تركه كفر إلا الصلاة، ومن تركها فهو كافر، وقد أحل الله تعالى قتله.
والنفاق هو الكفر أن يكفر بالله وبعبد غيره ويظهر الإسلام في العلانية مثل المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه فهو منافق)) على التغليظ نرويها كما جاءت ولا نفسرها وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً ضلالاً يضرب
بعضكم رقاب بعض)) ، ومثل:((إذا ألتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) ، ومثل:((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) ، ومثل:((من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)) ، ومثل:((كفر بالله من تبرأ من نسب وإن دق)) ، ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحفظ، فإنا نسلم له وإن لم نعلم تفسيرها، ولا نتكلم فيه ولا نجادل فيه، ولا نفسر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت، ولا نردها إلا بأحق منها. وارجم حق على من زنى وقد أحصن إذا أعترف أو قامت عليه بينه، قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمت الأئمة الراشدون. قال: ولا نشهد على أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح ونخاف على المسئ المذنب، ونرجو له رحمة الله تعالى، ومن لقى الله بذنب تجب له به النار تائباً غير مصر عليه، فإن الله سبحانه يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ومن لقيه وقد أقيم عليه حد في الدنيا من الذنوب التى أستوجب بها العقوبة فأمره إلى الله تعالى، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ومن لقيه من كافر عذبه ولم يغفر له.
قال: ومن الإيمان الاعتقاد أن الجنة والنار مخلوقتان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:((دخلت الجنة فرأيت قصراً ودخلت في النار فرأيت كذا)) فمن زعم أنهما لم يخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار.
ومن مات من اهل القبلة موحداً يصلى عليه ويستغفر له، ولا يحجب عنه الاستغفار، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيراً كان أو كبيراً وأمره إلى الله عز وجل.
وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله ويدفع عنهما بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم
ولا يتبع آثارهم، ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين، إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوى بجهده أن لا يقتل أحداً، فإن أتى على يديه في دفعه عن نفسه وماله رجوت له الشهادة، كما جاء في الأحاديث وجميع الآثار في هذا، إنما أمر بقتاله ولم يؤمر بقتله ولا أتباعه، ولا يجهز عليه إن صرع وإن كان جريحاً، وغن أخذه أسيراً فليس له أن يقتله ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله تعالى فيحكم فيه.
والسمع والطاعة للأئمة وامير المؤمنين البر والفاجر. ومن ولي الخلافة فاجتمع عليه الناس ورضوا به ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمى أمير المؤمنين. والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك.
وقسمة الفئ وإقامة الحدود إلى الأئمة ماضٍ، ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم. ورفع الصدقات إليهم جائزة نافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه براً كان أو فاجراً.
وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولي جائزاً إمامته - ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك الآثار مخالف للسنة، ليس له من فضل الجمعة شئ إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا، برهم وفاجرهم، فالسنة أن يصلى معهم ركعتين ويدين بأنها تامة - ولا يسكن في صدرك شك، ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس أجمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو الغلبة - فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.
أخبرنا المحمدان بن عبد الملك وابن ناصر، قالا حدثنا أحمد بن الحسن المعدل، قال حدثنا المبارك بن عبد الجبار، وأحمد بن المظفر، الثمار، قالوا: