المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[رأى المؤلف في الصفات] - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

[ابن الألوسي]

فهرس الكتاب

- ‌[سبب تأليف الكتاب]

- ‌[ابن حجر ينال من ابن تيمية]

- ‌[ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية]

- ‌[الحافظ الذهبي يتحدث عن ابن تيمية]

- ‌[الحافظ ابن كثير أيضاً]

- ‌[ما كتبه الزملكاني]

- ‌[كلام للسيوطي في ابن تيمية]

- ‌[رأى الحافظ ابن سيد الناس في ابن تيمية]

- ‌[رأى ابن الوردى]

- ‌[رأى الواسطى]

- ‌[رأى ابن دقيق العيد]

- ‌[رأى العلامة السبكي]

- ‌[رأى الحافظ ابن حجر العسقلاني]

- ‌[المؤمنون يفتنون]

- ‌فصل:في تبرئة الشيخ مما نسب إليه وثناء المحققين المتأخرين عليه

- ‌[شهادة الكورانى]

- ‌[شهادة السويدي البغدادي]

- ‌[شهادة الآلوسي والد المؤلف]

- ‌فصل: (في قول العلامة ابن حجر المتقدم سابقاً)

- ‌(ترجمة الإمام السبكي)

- ‌(في رد اليافعي على السبكي)

- ‌(مطلب كلام السبكي)

- ‌(الجواب من اليافعي)

- ‌(ترجمة القاضي تاج الدين السبكي)

- ‌(ترجمة العز بن جماعة)

- ‌(ترجمة الزملكاني)

- ‌(ترجمة أبي حيان)

- ‌(ترجمة ابن حجر الهيتمي)

- ‌(ترجمة ابن حجر العسقلاني)

- ‌فصل: يشتمل على مقصدين

- ‌المقصد الأول: في تراجم بعض آباء الشيخ ابن تيمية وأقربائه

- ‌(ترجمة المجد ابن تيمية)

- ‌(ترجمة عبد الحليم بن تيمية)

- ‌(ترجمة عبد الغني بن تيمية)

- ‌(ترجمة شرف الدين بن تيمية)

- ‌(ترجمة محمد بن تيمية)

- ‌(ترجمة زينب بنت تيمية)

- ‌المقصد الثاني: في ترجمة بعض تلامذته الكرام المشهورين وترجمة المثنين عليه من العلماء المتأخرين

- ‌(ترجمة الإمام ابن القيم)

- ‌(ترجمة الحافظ الذهبي)

- ‌(ترجمة شمس الدين ابن قداه)

- ‌(ترجمة ابن قاضي الجبل)

- ‌(ترجمة الطوفى الصرصري)

- ‌(ترجمة ابن الوردى)

- ‌(ترجمة زين الدين الحراني)

- ‌(ترجمة ابن مفلح)

- ‌(ترجمة شرف الدين ابن المنجا)

- ‌[ترجمة بعض تلامذة الإمام الذين تأثروا به ولم يعاصروه]

- ‌(ترجمة ابن ناصر)

- ‌(ترجمة الشيخ إبراهيم الكوراني)

- ‌(ترجمة منلا على القارئ)

- ‌(ترجمة العلامة السويدي البغدادي)

- ‌(ترجمة شهاب الدين مفتى الحنفية ببغداد الألوسي البغدادي)

- ‌(ترجمة مسند الوقت أحمد ولى الله الدهلوي)

- ‌(ترجمة العلامة الشوكاني)

- ‌(ترجمة الإمام الأجر أبي الطيب)

- ‌فصل: (في الجرح والتعديل)

- ‌(لا يؤخذ بقول العلماء في طعن بعضهم بعضاً)

- ‌(فيمن طعن في معاصروه)

- ‌[لغرض أو مرض هوجم ابن تيمية]

- ‌فصل: (في كلام العلامة ابن حجر فيما يتعلق بكتب الصوفية)

- ‌الفصل الأول: (في عقيدة الإمام ابن تيمية)

- ‌[إجلاله للصحابة]

- ‌[ابن تيمية والشاذلي]

- ‌(ترجمة أبي الحسن الشاذلي)

- ‌الفصل الثالث: [المعترضون على الصوفية كثيرون]

- ‌(ترجمة الإمام محي الدين بن العربي)

- ‌[الناس في ابن عربي أقسام ثلاثة]

- ‌(ترجمة ابن الفارض)

- ‌(ترجمة ابن سبعين)

- ‌(ترجمة الحلاج)

- ‌[رأى ابن حجر العسقلاني في الحلاج ومن على شاكلته]

- ‌[ابن تيمية يرد القول بولاية الحلاج من وجوه]

- ‌(مكتوب شيخ الإسلام ابن تيمية)

- ‌الفصل الرابع: في الكلام على ما نقله الشيخ ابن حجر من عبارة شيخ الإسلام

- ‌[ابن حجر لا يلتزم أدب المناظرة في النقل]

- ‌[الصوفى المثالى]

- ‌[الصوفى المنحرف]

- ‌[ابن تيمية كان يتشدد في سد ذرائع البدع]

- ‌[رأى ابن تيمية في الولاية والأولياء]

- ‌[لم يكن ابن تيمية وحده هو الذي حارب الفلاسفة]

- ‌[الغزالي يرمى الفلاسفة بالكفر]

- ‌فصل: [في أصنافهم وشمول سمة الكفر كافتهم]

- ‌[رأى لابن تيمية في الفلاسفة]

- ‌[هل يعلم الولى بلغيب

- ‌(ترجمة ابن سينا)

- ‌(ترجمة الإمام أبي حامد الغزالي)

- ‌[مما أخذ عن الغزالي]

- ‌[ليس ابن تيمية أول من انتقد الغزالي]

- ‌[فرق الشيعة وعقائدهم]

- ‌(ترجمة الفضيل بن عياض)

- ‌(ترجمة القشيرى)

- ‌[عقيدة المعتزلة وفرقهم]

- ‌[عقيدة الجهمية]

- ‌[مناظرة شعرية بين أهل السنة والمعتزلة حول رؤية الله]

- ‌[علم الكلام بين مادحيه وقادحيه]

- ‌[رأى ابن تيمية في المتكلمين]

- ‌[التعريف برسائل إخوان الصفا]

- ‌[ترجمة أبي حيان التوحيدى]

- ‌[ابن سينا يرى أن علم الغيب بالنسبة للبشر جار على السنن الطبيعي]

- ‌[بحث في الرؤيا]

- ‌ الروح

- ‌[في الإنسان]

- ‌[الروح حادثة أم هي قديمة

- ‌[مستقر الأرواح في البرزخ]

- ‌[هل تموت الروح

- ‌[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]

- ‌(ترجمة الإمام أبي بكر بن العربي)

- ‌[الدس في بعض الكتب]

- ‌(ترجمة الإمام المازرى)

- ‌(ترجمة الإمام الطرطوشي)

- ‌(ترجمة الإمام ابن الجوزي)

- ‌(ترجمة ابن عقيل)

- ‌فصل: وأما قول الشيخ ابن حجر:

- ‌[أكاذيب تدفعها حقائق]

- ‌[تعريفه وشروطه]

- ‌[هل يتجزأ الاجتهاد

- ‌[هل يجوز أن يخلو الزمان عن مجتهد

- ‌[فتوى للإمام ابن تيميه عن التقليد]

- ‌[فتوى للإمام ابن تيمية حول جواز تقليد غير الأربعة]

- ‌[هل يجوز الانتقال من مذهب إلى مذهب

- ‌[التقليد في أصول الدين]

- ‌(ترجمة الإمام أحمد بن حنبل)

- ‌[كتاب للإمام أحمد عن السنة]

- ‌[محنة القول بخلق القرآن]

- ‌[نقلة فقه الإمام أحمد]

- ‌((وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل))

- ‌[ترجمة الإمام أبو الحسن الأشعري]

- ‌[من أتباع الأشعري]

- ‌[عقيدة الأشعري]

- ‌[ترجمة الإمام البيهقي]

- ‌فصلوقد آن الشروع في أجوبة ما عزاه الشيخ ابن حجر عليه الرحمة إلى الشيخ ابن تيمية

- ‌[رأى ابن تيمية في يمين الطلاق]

- ‌[الطلاق المخالف للسنة]

- ‌[تارك الصلاة عمداً هل يقضى]

- ‌[هل يباح للحائض الطواف بدون كفارة]

- ‌[هل يرد الطلاق الثلاث إلى واحدة]

- ‌[حكم المكوس وهل تقوم مقام الزكاة

- ‌فصل: [في المظالم المشتركة]

- ‌[هل تنجس المائعات بموت حيوان]

- ‌[هل للجنب أن يصلى التطوع ليلاً قبل أن يغتسل

- ‌[شرط الواقف هل يعتبر أو لا

- ‌[اختيارات أخرى ذهب إليها ابن تيميه]

- ‌[رأى ابن تيميه في الحسن والقبح]

- ‌[أفعال العباد]

- ‌[حكم مخالف الإجماع]

- ‌[عقيدة ابن تيميه في كلام الله]

- ‌[فتوى لابن تيميه عن كلام الله]

- ‌[كلام نفيس لابن القيم في الموضوع]

- ‌فصل: [عقيدة ابن القيم وشيخه في القرآن]

- ‌[مقتطفات من نونية ابن القيم]

- ‌فصل: في مذهب الاقترانية

- ‌فصل: في مذهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة

- ‌فصل: في مذهب الكرامية

- ‌فصل: في ذكر مذهب أهل الحديث

- ‌فصلوأتى ابن حزم بعد ذاك

- ‌فصلونعتقد أن القرآن كلام الله عز وجل

- ‌فصلونعتقد أن القرآن حروف مفهومة

- ‌فصل: [حروف المعجم أمخلوقة هي أو قديمة

- ‌فصل[البيهقي يستدل لكون القرآن غير مخلوق]

- ‌[القول والكلام يتواردان على معنى واحد]

- ‌[ما جاء في إثباته صفة التكليم والتكلم والقول سوى ما مضى]

- ‌[كيف يكلم الله البشر

- ‌[إسماع الرب ملائكته]

- ‌[الفرق بين التلاوة والمتلو]

- ‌[هل كان ابن تيمية دهرياً يقول بقدم العالم

- ‌[وهل كان يقول بالحسمية والجهة والانتقال]

- ‌[تبرئة ابن تيمية مما نسبه إليه ابن حجر من التجسيم]

- ‌[فوقية الخالق سبحانه]

- ‌[قول الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء} [الملك 16]]

- ‌[قول الله عز وجل لعيسى ابن مريم]

- ‌[مجئ الله]

- ‌[مذهب السلف. تنزيه. وتفويض. وتصديق]

- ‌[ليس الاستواء بمعنى الاستيلاء]

- ‌[أنتصار الرازى لتأويلات الخلف]

- ‌[الصفات بين المفوضين والمعطلين]

- ‌[رأى المؤلف في الصفات]

- ‌[مذهب ابن تيمية في الصفات]

- ‌[كلام ابن تيمية في العرش وإحاطة الله بمخلوقاته]

- ‌[أسماء الله وصفاته توقيفية دون زيادة ولا نقصان]

- ‌[ما روى في الحجر الأسود أنه يمين الله وتأويله]

- ‌[عقيدة الشيخ عبد القادر الكيلاني]

- ‌[عقيدة الأشعري]

- ‌[ابن تيمية لم يكن بدعاً من الأئمة حينما رأى ما رأى]

- ‌[لازم المذهب ليس بمذهب]

- ‌[الأقوال في آيات الصفات وأحاديثها]

- ‌[القول في فناء النار]

- ‌[هل الجنة والنار موجودتان؟ وأين؟ وهل هما ابديتان

- ‌[أدلة القائلين بعدم فناء النار]

- ‌[صاحب الكبيرة]

- ‌[عصمة الأنبياء]

- ‌[كلام في التوسل والوسيلة والاستغاثة]

- ‌[أدلة المجوزين للتوسل والإستغاثة]

- ‌[أدلة المانعين للتوصل]

- ‌[حقيقة الشفاعة]

- ‌[سقوط الاستدلال بحديث الأعمى]

- ‌[توسل عمر بالعباس]

- ‌[حديث آدم]

- ‌[حديث الأعرابي]

- ‌[حديث مالك]

- ‌[التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[قيمة المنامات والحكايات في الاستدلال]

- ‌[الحياة البرزخية]

- ‌[مذهب ابن تيمية في التوسل]

- ‌[لا يعبد الله إلا بما شرع]

- ‌[نوعا الشفاعة]

- ‌[هل تنعقد اليمين بغير الله]

- ‌[الوسيلة الجائزة والممنوعة]

- ‌[الاستغاثة بالمشايخ والموتى]

- ‌[إسراف بغيض]

- ‌[هل يشد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[فتوى لابن تيمية في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم

- ‌[حكم زيارة القبور بلا شد الرحال]

- ‌[السنن والبدع في زيارة القبور]

- ‌[كيف بدلت التوراة والإنجيل]

- ‌[ابن حجر لا يعدل في القضية]

- ‌[ارتفاع الحدث بماء الورد]

- ‌[حكم المسح على النعلين وما جرى مجراهما]

- ‌[هل يتوقت المسح على الخفين

- ‌[التيمم لخشية فوات الوقت]

- ‌[اختيار لابن تيمية في التيمم]

- ‌[مدة الحيض]

- ‌[مسافة القصر]

- ‌[هل تستبرأ البكر

- ‌[هل يقضى من أكل في وقت الصوم يظنه بليل]

- ‌[المسابقة]

- ‌استبراء المختلعة

- ‌[وطء الوثنيات بملك اليمين]

- ‌[بيع الأصل بالعصير]

- ‌[بيع الفضل بالمصنوع متفاضلاً]

- ‌[تفصيل مسائل الربا]

- ‌[ابن القيم يرى أن ربا الفضل حرم سداً للذرائع]

- ‌[هل يجوز إهداء ثواب القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[هل للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره]

- ‌[مطلب في إرسال العذبة]

- ‌[حكم بيع المسجد إذا خرب]

- ‌كلمة المطبعة

الفصل: ‌[رأى المؤلف في الصفات]

وأما ما عليه القائلون بالظواهر مع نفى اللوازم فقد قيل: إن فيه تاويلاً أيضاً لما فيه من نفى اللوازم، وظاهر الألفاظ أنفسها تقتضيها ففيه إخراج اللفظ عما يقتضيه الظاهر، وإخراج اللفظ عن ذلك لدليل لو مرجوحاً تأويل.

ومعنى كونهم قائلين بالظواهر أنهم قائلون بها في الجملة.

وقيل: لا تأويل فيه، لأنهم يعتبرون اللفظ من حيث نسبته إليه عز شأنه وهو من هذه الحيثية لا يقتضى اللوازم، فليس هناك إخراج اللفظ عما يقتضيه الظاهر.

ألا ترى أن أهل السنة والجماعة أجمعوا على رؤية اله تعالى في الآخرة مع نفى لوازم الرؤية في الشاهد من المقابلة والمسافة المخصوصة وغيرها، مع أنه لم يقل أحد إن ذلك من التأويل في شئ.

وقال بعض الفضلاء: كل من فسر فقد أول، وكل من لم يفسر لم يؤول، لأن التأويل هو التفسير، فمن عدا المفوضة مؤولة، وهو الذى يقتضيه ظاهر قوله تعالى:{وما يعلم إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} بناء على أن الوقف على {إلا الله} ولا يخفى أن القول بأن القائلين بالظواهر مع نفى اللوازم الغير الداخلين في الراسخين في العلم، بناء على الوقف المذكور لا يتسنى مع القول بأنهم من السلف الذين هم هم.

وقد يقال: إنهم داخلون في الراسخين، والتأويل بمعنى آخر يظهر بالتتبع والتأمل. وقد تقدم الكلام في المراد بالمتشابهات وذكرنا ما يفهم منه الاختلاف في معنى التأويل.

[رأى المؤلف في الصفات]

وأنا أميل إلى التأويل وعدم القبول بالظواهر مع نفى اللوازم في بعض ما ينسب إلى الله تعالى، مثل قوله سبحانه:{سنفرغ لكم أيها الثقلان}

ص: 430

وقوله عز وجل: {يا حسرتا على العباد} كما في بعض القراءات، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم إن صح:((الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن قبله أو صافحه فكأنما صافح الله تعالى وقبل يمينه)) فأجعل الكلام فيه خارجاً مخرج التشبيه لظهور القرينة، ولا أقول الحجر الأسود من صفاته تعالى كما قال السلف في اليمين. وأرى من يقول بالظواهر ونفى اللوازم في الجمع بينه وبين القول بوحدة الوجود على الوجه الذى قاله محققو الصوفية مثل ما بين سواد العين وبياضها.

وأميل ايضاً إلى القول بقبيب العرش، لصحة الحديث في ذلك، والأقرب إلى الدليل العقلى القول بكريته. ومن قال بذلك أجاب عن الأخبار السابقة بما لا يخفى على الفطن.

وقال الشيخ الكبر محيى الدين قدس سره في الباب الحادى والسبعين والثلثمائة من الفتوحات: إنه ذو أركان أربعة، ووجوه أربعة هي قوائمه الصلية، وبين كل قائمتين قوائم وعددها معلوم عندنا ولا أبينها - إلى آخر ما قال. وبفهم كلامه أن قوائمه ليست بالمعنى الذى يتبادر إلى الذهن، وصرح بأنه أحد حملته، وأنه أنزل عند أفضل القوائم وهي خزانة الرحمة، وذكر أن العماء محيط به، وأن صورة العالم بجملته صورة دائرة فلكية - وأطال الكلام في هذا الباب، وأتى فيه بالعجب العجاب.

وليس له في أكثر ما ذكره فيه مستند نعلمه من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومنه ما لا يجوز لنا ان تقول بظاهرة والظاهر أن العرش واحد.

وقال: من قال من الصوفية بتعدده. ولا يخفى ما في نسبة الاستواء إليه تعالى بعنوان الرحمانية مما يزيد قوة الرجاء به جل وعلا، وسبحان من وسعت رحمته كل شئ. أنتهى. وإنما سقته بطوله لأنه قلما تجده في كتاب.

ص: 431

وقال الوالد عليه الرحمة في كتابه النزهة من كلام طويل ما نصه: وأنت تعلم أ، القول بالظواهر مع التنزيه خال عن ذلك، وإلا أن تفويض العلم بالمراد فيه إلى الله تعالى لا يخلو عن خفاء لما أن فيه الجزم بأن المراد هو الظاهر، غاية ما في الباب أنه مجرد عن اللوازم كرؤيته تعالى مصدر المبنى للفاعل ومصدر المبنى للمفعول، فإن لوازمها بالمعنيين في الشاهد منفية فيه تعالى.

وحيث إنى من المفوضين فيما عدا ما سمعت بالتفويض على حد ما عليه جمهور السلف، إلا أنى أعد الظاهر الذى جزموا – كما أشار غليه الجلال المحلى وغيره – بأنه غير مراد هو المعنى المستدعى للوازم، فأقول في الاستواء مثلاً: ليس المراد به المعنى الحقيقى بلوازمه قطعاً، لإباء قوله تعالى:{ليس كمثله شئ} مع الدليل العقلى عنه. بل المراد معنى لائق به عز وجل لا أعلمه هو سبحانه وتعالى يعلمه، وأقطع بذلك من غير تعيين. نعم، أقول هو محتمل لأن يكون المعنى المجرد عن اللوازم، ومحتمل لأن يكون غيره مما يليق به جل شانه وعز سلطانه.

وربما ارجح الأول من الاحتمالين بان عليه جملة من السلف الصالح، وطائفة عظيمة من الصوفية الذين لا يؤثر بعلو شأنهم قدح قادح، لكن لا أجزم لأن مراد الله تعالى كما أجزم بأن الطاهر بلوازمه غير مراد له تعالى – فأنا والحمد لله تعالى مؤمن بما ورد في الله تعالى على المعنى أراده جل جلاله.

ومن أين لعنكبوت العقل العروج بلعابه إلى رفيع قدس العرش وما حواه أدنى من ذرة بالنسبة إلى جنابه، وأقول بالوقف على قوله تعالى:{إلا الله} فقد حكاه محيى السنة البغوى في المعالم، وغيره في غيره عن أكثر الصحابة والتابعين والنحويين رضي الله تعالى عنهم اجمعين.

وقال الأستاذ أبو منصور: إنه الأصح، وبالغ ابن السمعاني وغيره من

ص: 432

الأجلة في نصرته، ولا يثنينى عن ذلك حكاية إمام الحرمين في البرهان: الوقف على ((العلم)) عن أكثر القراء والنحاة، ولا نقله ذلك فيه عن ابن عباس رضي الله عنه، وابن مسعود رضي الله عنه، ولا مبالغته في تأييده في التلخيص حتى قال: إن مقابلة قول باطل، لما أنه خلاف مقتضى مادان الله تعالى به في الرسالة النظامية كما قدمناه لك، وهى أبعد البرهان تأليفاً، وخلاف مقتضى ما نقله الألوف عن ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين.

وقد أخرج عبد الرزاق في تفسيره والحاكم في المستدرك عن ابن عباس أنه كان يقرأ: وإن تأويله إلا عند الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به.

وكذا لا يثنينى قول النووى عليه الرحمة في شرح صحيح مسلم: إنه الأصح، لأنه يبعد أن يخاطب اله تعالى عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته.

فإنه خلاف مقتضى ما ذهب إليه إمامه الشافعي رضي الله عنه مما أخرجه ابن أبي حاتم في مناقبه عن يونس بن عبد الأعلى عنه، ونقله العلامة الكوراني في تنبيه العقول، والبعد الذى ذكره ممنوع حيث كان الخطاب بذلك للابتلاء، وقد أبتلى سبحانه عباده بتكالبف كثيرة وعبادات وفيرة لم يعرف أحد السر فيها والسر في هذا الابتلاء قص جناح العقل، وكسر سورة الفكر، وإذهاب عجب طاوس النفس، ليتوجه القلب بشراشرة تجاه كعبة العبودية، ويخضع تحت سرادقات الربوبية، ويعترف بالقصور ويقر بالعجز عن الوصول إلى الحور المقصورات في هاتيك القصور.

وفي ذلك غاية التربية ونهاية المصلحة. وكذا لا يثنينى وجوده ذكرها الخلف في ترجيح الوقف على ((العلم)) فقد رددتها والحمد لله تعالى في تفسيرى روح المعاني.

وذكر مما يرجح الوقف على ((إلا الله)) ما فيه مقنع لمن أوتى قلباً سليماً

ص: 433

وفهماً مستقيماً.

(بقى شئ) وهو أن ابن السبكى قال في جمع الجوامع ما نصه: ولا يجوز ورود ما لا معنى له في الكتاب والسنة خلافاً للحشوية، أنتهى.

وكتب عليه شيخ الإسلام (1) ما نصه: المراد بما لا معنى له ما يتعذر التوصل إلى معناه ليصح محلاً للنزاع إذ لم يقل أحد بظاهر ذلك. أنتهى. فيلزم من ذلك وكون السلف قائلين إن المتشابه ما يتعذر التوصل إلى معناه كما أفصح به تعريف الحنفية إياه بما استأثر الله تعالى بعلمه دون ما لم يتضح معناه، كما عرفه به معظم الشافعية مخالفين لمقتضى ما روى عنه من قوله: إن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، كون أولئك الأجلة الذين هم سادات الملة. كالحشوية الذين قال الحسن البصرى لما وجد قولهم ساقطاً وكانوا يجلسون في حلقتة أمامه: ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة أى جانبها. أو الطعن في الحسن البصرى الذى هو أفضل التابعين عند اهل البصرة حيث رأى سقوط قول هو عين قول السلف القائلين بقولهم. وقد أخرج - كما قال الحافظ ابن حجر في شرح البخارى - أبو القاسم اللالكائى في كتاب السنة من طريق الحسن عن امه عن أم سلمة أنها قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.

وقد كنت سالت شيخى علاء الدين الموصلى عن ذلك أثناء الدرس فقال: الفرق بيم مذهب السلف ومذهب الحشوية: أن مذهب الحشوية ورود ما يتعذر التوصل إلى معناه الرماد مطلقاً، فالاستواء مثلاً عندهم له معنى يتوصل إليه بمجرد سماعه من يعرف المعلومات اللغوية، إلا أنه غير مراد لأنه

(1) قوله شيخ الإسلام: الظاهر أنه القاضى زكريا. أنتهى منه. من هامش الأصل.

ص: 434

خلاف ما يقتضيه دليل العقل والنقل، ومعنى آخر يليق به تعالى لا يعلمه إلا هو عز وجل.

وقد يقال: الأولى في الجواب إبقاء كلام ابن السبكى على ظاهرة وعدم الالتفات إلى كلام شيخ الإسلام، وقوله: أنه لم يقل به أحد، فالمثبت لا سيما إذا كان كابن السبكى الإمام ابن الإمام - مقدم على النافي ولو كان كشيخ الإسلام، فتأمل جميع ما تلوناه عليك وهو يغنيك عن مراجعة كثير من الكتب إن أخذت العناية بيديك.

وبقيت في هذا المقام أبحاث كثيرة يضيق عنها نطاق الكلام. وفي كتب الحنابلة من ذلك ما يجلو غياهب الأوهام، ويروى الغلل ويبرئ العلل والأسقام فمتى أشكل عليك أمر فارجع إليها ينشرح بإذن الله تعالى منك الصدر. أنتهى كلام الوالد، لا زال بنعيم متزايد. وقد مر عليك غير مرة أن كثيراً من المؤولة يسمى غالب السلفيين بالحشوية ولا سيما المعتزلة. وذكر الوالد في سبب التسمية ما تقدم.

والشيخ ابن القيم نسبها في النونية إلى غير من تعلم كعمرو بم عبيد والله تعالى أعلم - بما نصه: [كامل]

ومن العجائب قولهم لمن اقتدى

بالوحي من أثر ومن قرآن

ويظن يعنون حشوا في الوجو

د وفضله من أمه الإنسان

ويظن جاهلهم بأنهم حشوا

رب العباد بداخل الأكوان

إذ قولهم فوق العباد وفي السما

ء الرب ذو الملكوت والسلطان

ظن الحمير بأن في للظرف والر

حمن محوى بظرف مكان

والله لم يسمع بذا من فرقة

قالته في زمن من الأزمان

لا تبهتوا أهل الحديث به فما

ذا قولهم تباً لذى البهتان

بل قولهم إن السماوات العلا

في كف خالق هذه الأكوان

ص: 435

حقاً كخردلة ترى في كف ممـ

سكها تعالى الله ذو السلطان

أتونه المحصور بعد أم السما

يا قومنا ارتدعوا عن العدوان

كم ذا مشبهة وذا حشوية

فألبهت لا يخفى على الرحمن

يا قوم إن كان الكتاب وسنة الـ

مختار حشوا فاشهدوا ببيان

أنا بحمد إلهنا حشوية

صرف بلا جحد ولا كتمان

تدرون من سمت شيوخكم بهـ

ذا الاسم في الماضي من الأزمان

سمى به عمرو لعبد الله ذا

ك ابن الخليفة طارد الشيطان

فورثتموا عمرً كما ورثوا لعبد

الله أنى يستوى الإرثان

تدرون من أولى بهذا الاسم وهو

مناسب أحواله بوزان

من قد حشى الأوراق والأذهان من

بدع تحالف موجب القرآن

هذا هو الحشوى لا أهل الحديـ

ث أئمة انثلام والإيمان

أنتهى. ويمكن التوفيق فتدبر.

وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن قتيبة المتوفى سنة 271 في تأويل مختلف الأحاديث ما نصه: إن أصحاب البدع سموا أهل الحديث بالحشوية، والناتية والمجبرة والجبرية، وسموهم الغثاء، وهذه كلها أنباز لم يأت بها خير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما أتى في القدرية أنهم مجوس هذه الأمة، فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا يشهدوا جنائزهم. وفي الرافضة برواية ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكون قوم في آخر الزمان يسمون الرافضة، يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون)) وفي المرجئة: ((صنفان من أمتى لا تنالهم شفاعتى لعنوا على لسان سبعين نبياً المرجئة والقدرية)) (1)

(1) لم يصح في الرافضة ولا المرجئة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 436