الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعنى الذي ما قام معناه به
…
متكلماً إن شاء ذو إحسان
ومنه:
…
بالذات لم يفقد من الرحمن
والآخرون أولو الحديث كأحمد
…
إحسان ايضاً في مكان ثانى
قد قال إن الله حقاً لم يزل
…
أبداً إله الخلق ذا سلطان
جعل الكلام صفات فعل قائم
…
بل فاعلاً ما شاء ذا إحسان
وكذاك نص على دوام الفعل بالـ
…
قلنا صدقتم وهو ذو إمكان
ومنه:
…
هل بين ذينك من فرقان!
إن كان رب العرش حقاً لم يزل
…
نقل ولا نظر ولا برهان!
فكذاك أيضاً لم يزل متكلماً
منه:
فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل
كتسلسل التأثير في مستقبل
والله ما افترقا لذى عقل ولا
أنتهى نقل ما هو المراد منه. وإن أردت تفصيل البحث في ذلك مع الأجوبة والمذاهب المفصلة فارجع إليه.
وقال الشيخ عبد القادر الكيرنى قدس سره والنورانى في كتابه ((الغنية ما نصه)) :
فصل
ونعتقد أن القرآن كلام الله عز وجل
، وكتابه وخطابه، ووحيه الذى نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال:{نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين} [الشعراء 193] هو الذى بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته
أمتثالا لأمر رب العالمين: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة 67] . وروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: ((هل من رجل يحملنى إلى قومه فإن قريشاً منعونى أن أبلغ كلام ربي)) . وقال عز وجل: {وإن أحد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة 6] ، وكلام الله تعالى هو القرآن الشريف غير مخلوق كيفما قرئ وتلى وكتب، وكيفما تفرقت به قراءة قارئ، ولفظ لافظ وحفظ حافظ.
هو كلام الله تعالى وصفه من صفات ذاته، غير محدث، ولا مبدل، ولا مغير، ولا مؤلف، ولا منقوص، ولا مصنوع، ولا مزاد فيه. منه بدأ تنزيله، وإليه يعود حكمه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه:((إن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه)) .
وذلك أن القرآن الشريف منه تبارك وتعالى خرج، وإليه يعود حكمه، فمعناه أن تنزيله وظهوره منه عز وجل، وإليه يعود حكمه الذى هو العبادات من أداء الأوامر وأنتهاء النواهى، لأجله تفعل وتترك، فالأحكام عائدة إليه عز وجل. وقيل: منه بدأ حكماً وإليه يعود علماً.
هو كلام الله تعالى في صدور الحافظين وألسن الناطقين، في اكف الكاتبين وملاحظة الناظرين، ومصاحف أهل الإسلام، وألواح الصبيان حيثما رؤى ووجد. فمن زعم أنه مخلوق أو عبارته، أو التلاوة غير المتلو، أو قال: لفظى بالقرآن مخلوق، فهو كافر بالله العظيم، ولا يخالط، ولا يؤاكل، ولا يناكح، ولا يجاور، بل يهجر ويهان، ولا يصلى خلفه، ولا تقبل شهادته، ولا تصح
ولا يته في نكاح وليه، ولا يصلى عليه إذا مات، فإن ظفر به استتيب ثلاثاُ كالمرتد، فإن تاب وإلا قتل.
سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عمن قال: لفظى بالقرآن مخلوق؟ فقال: كفر.
وقال رحمه الله تعالى: فمن قال القرآن كلام الله ليس بمخلوق والتلاوة مخلوقة كفر. وروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القرآن فقال ((كلام الله غير مخلوق)) . وروى عن عبد الله ابن عبد الغفار - وكان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم عتاقة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ذكر الله (1) فقولوا كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر)) . وقال الله عز وجل: {ألا له الخلق والآمر} [الأعراف 54] ففصل بين الخلق والأمر، فلو كان أمره الذى هو ((كن)) الذى به يخلق الخلق مخلوقاً له كان ذلك تكراراً وعيباً لا فائدة فيه، كأنه قال: ألا له الخلق والخلق، والله تعالى منزه عن ذلك. وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما أنهما فسروا قوله عز وجل:{قرآنا عربياً غير ذى عوج} [الزمر 28] أنه غير مخلوق.
وقد هدد الله تعالى الوليد بن المغيرة المخزومي حين سمى القرآن قول البشر ((بسقر)) فقال: {إن هذا إلا سحر يؤثر. وإن هذا إلا قول البشر. سأصليه سقر} فكل من قال: القرآن عبارة أو مخلوق أو لفظي بالقرآن مخلوق فله سقر، كما قال للوليد إلا أن يتوب. وقال الله تعالى:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة 6] ولم يقل حتى يسمع كلامك يا محمد. وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر 1] .
(1) على هامش الأصل: ((قوله إذا ذكر الله)) هكذا بالأصل، ولعله:((إذا ذكر القرآن أو كلام الله، كما يدل عليه السابق واللاحق)) . أهـ.