الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغزارة علمه وستأتي بعض عباراته في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(ترجمة ابن قاضي الجبل)
(ومنهم) - قاضي القضاة شرف الدين أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي بكر محمد بن أحمد بن قدامة الحنبلي. قال في ((الشذرات)) : هو الشيخ الإمام جمال الإسلام، صدر الأئمة الأعلام شيخ الحنابلة المقدسي الأصل ثم الدمشقي المشهور بابن قاضي الجبل. مولده سنة ثلاث وتسعين وستمائة وكان متفنناً عالماً بالحديث وعلله والنحو واللغة والأصلين والمنطق وله في الفروع القدم العالى. قرأ على الشيخ نقي الدين ابن تيمية عدة تصنيفات في علوم شتى وأذن له في الإفتاء فأفتى في شبيته وسمع من غيره وفي مشايخه كثرة ثم طلب في آخر عمره إلى مصر ليدرس بمدرسة السلطان حسن وأقام بها مدة وأخذوا عنه ورأس على أقرانه إلى أن ولى القضاء بدمشق إلى أن توفي قال الذهبي فيه: هو مفتى الفرق، سيف المناظرين وبالغ ابن رافع وابن حبيب في مدحه. وله اختيارات في المذهب معها بيع الوقف للحاجة وتبعه على ذلك جماعة وكلهم تبع لشيخ الإسلام. توفي بمنزله بالصالحية في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. ومن شعره:
[مجزوء الكامل المرفل]
الصالحية جنة
…
والصالحون بها أقاموا
فعلى الديار أهلها
…
منى التحية والسلام
وقوله رحمه الله تعالى: [وافر]
نبي أحمد وكذا إمامي
…
وسيخي أحمد كالبحر طامى
واسمي أحمد ولذاك أرجو
…
شفاعة أشرف الرسل الكرام
(ترجمة الطوفى الصرصري)
(ومنهم) - البحر العباب، والغيث الذي يقصر عنه السحاب: أبو الربيع سليمان نجم الدين بن عبد القوي الصرصري البغدادي الحنبلي، المعروف
جابن البوقي ولد سنة بضع وستمائة بقرية طوفي من أعمال صرصر قرية تبعد عن بغداد بفرسخين. وتوفي في رجب سنة ست عشرة وسبعمائة في بلد الخليل، وله تفسير يسمى بالإشارات الإلهية والمباحث الأصولية، ليس له في بابه نظير؛ قاله في طبقات الحنابلة وقال في ((الشذرات)) : إنه الحنبلي الأصولي المتفنن، دخل بغداد فحفظ المحرر في الفقه وقرأ العربية والأصول والفرائض والمنطق جالس فضلاء بغداد وحصل منهم فنوناً وسمع منهم الحديث وسافر إلى دمشق وسمع بها الحديث ولقي الشيخ ابا العباس أحمد بن تيمية وغيره ثم سافر إلى مصر فسمع بها الحديث وقرأ على أبي حيان مختصره لكتاب سيبويه وحج وجاور بالحرمين وقرأ بهما كثيراً من الكتب وأقام بالقاهرة مدة، وصنف تصانيف كثيرة منها: الإكسير في قواعد التفسير وشرح مقامات الحريري - في مجلدات، وغير ذلك. قيل: وكان مع ذلك كله شيعياً حتى أنه قال في نفسه: أشعرى حنبلي رافضي هذه إحدى العبر (1) ؛ حتى أنه صنف كتاباً سماه العذاب الواصب على أرواح النواصب وقد حبس وطيف به لأجل ذلك، ثم سافر إلى الجح وجاور ثم تزل إلى الشام. وتوفي في بلد الخليل عليه السلام انتهى ملخصاً.
وإنما ذكرته لشهرة أقواله والإطلاع على غريب حاله؛ وإلا فهو ليس من تلامذة الشيخ المختصين بل من جملة الملاقين الآخذين. والله سبحانه أعلم بحقائق الأمم الغابرين الناقلين.
(1) قوله أشعري.. إلخ ((هكذا بالأصل الذي بأيدينا. والظاهر أنه بيت شعر، واستقامة وزنه هكذا:
أشعري وحنبلي وكذا
…
رافضي هذه إحدى العبر
فليحرر. اهـ مصححه)) . (هـ. ص)