الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ترجمة الإمام ابن الجوزي)
(قوله ابن الجوزي) - هو أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد وينتهى نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ الحافظ.
قال ابن خلكان: كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنف في فنون عديدة وكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك يقولوا: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس.
وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل: ويقال: إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به ففعل ذلك فكفت وفضل منها وله أشعار لطيفة منها قوله يخاطب أهل بغداد: [متقارب]
عذيرى من فتية بالعراق
…
قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب
…
وقول القريب فلا يعجب
ميازيبهم إن تندت بخير
…
إلى غير جيرانهم تقلب
وعذرهم عند توبيخهم
…
مغنية الحى لا تطرب
وله أجوبة نادرة منها: أنه وقع النزاع بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فرضى الكل بما يجيب به.
فسألوه وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال أفضلهما من كانت ابنته تحته ونزل وله محاسن كثيرة يطول شرحها.
ولد تقريباً سنة ثمان وخمسمائة وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب حرب. انتهى
قلت: وسمعت من بعض الناس أن قبره في بعض البساتين التي هي شرق مسجد السيد سلطان على. والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك. قيل: وأوصى أن يكتب على قبره: [رمل]
يا كثير الصفح عن من
…
كثير الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو الـ
…
ـعفو عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء الضـ
…
ـيف إحسان إليه
ومن تصنيفاته تفسير القرآن الكريم المسمى: (بزاد المسير) أتى فيه بأشياء غريبة والتبصرة في المواعظ وكتاب الصفات وترجمة وترجمة الإمام أحمد والتاريخ الكبير ومختصر الإحياء وصفوة الصفوة والموضوعات في الحديث أربعة أجزاء وغير ذلك.
والجوزي - بفتح الجيم وواو وزاي معجة - نسبه إلى فرضة الجوز وهو موضع مشهور وقيل: إن جده كان مشرعه الجوزى مكان من جانب الغربي ببغداد وكان أبوه يعمل الصفر بنهر القلائين في الجانب الغربي منها.
ومع فضائله المشهورة ومناقبه المسطورة لم يسلم أيضاً من تنقير أقلام المعترضين على كلامه في البعض وبعض مسائل الدين فقد انتقده ابن الأثير بسبب انتقاده للإمام الغزالي الشهير.
وقال أيضاً ابن رجب الحنبلي، كما نقله عنه في الشذرات بما نصه: نقم عليه جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم لميلة إلى التأويل في بعض كلامه واشتد نكيرهم عليه في ذلك ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف وهو وإن كان مطلعاً على الأحاديث والآثار فلم يكن بذاك.
يحل شبه المتكلمين ويبين فسادها وكان معظما لأبي الوفاء ابن عقيل متابعاً لأكثر ما يجده من كلامه وإن كان قد رد عليه في بعض المسائل.