الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك مجيئه إلى الأرض قبل يوم القيامة حين يقبض من عليها ولا يبقى بها أحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد - هذا وهو فوق سمواته على عرشه)) اهـ.
البحث الخامس
[هل تموت الروح
؟]
اختلف الناس أيضاً في الروح: هل تموت أم لا؟ فذهبت طائفة إلى أنها تموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت وإذا كانت الملائكة يموتون فالأرواح البشرية أولى.
وقالت طائفة: إنها لا تموت للأحاديث الدالة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد قال في روح المعاني: والصواب أن يقال: موت الروح هو مفارقتها الجسد فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى ثم تعود إلى الجسد وتبفى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين. اهـ.
[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]
وللروح معان أخر ليس هذا موضع ذكرها من أرادها فليرجع إلى كتب التفسير والله سبحانه ولى التوفيق ومن المنظومات في أمر الروح ما قاله أبو على بن سينا وهو قوله: [كامل]
هبطت إليك من المحل الأرفع
…
ررقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف
…
وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما
…
كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت
…
ألفت مجاورة الخراب البلقع
ومنازلاً بفراقها لم تقنع
وأظنها نسيت عهوداً بالحمى
…
عن ميم مركزها بذات الأجرع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها
…
بين المعالم والطلول الخضع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت
…
بمدامع تهمى ولم تتقطع
تبكي وقد ذكرت عهوداً بالحمى
…
درست بتكرارا الرياح الأربع
وتظل ساجعة على الدمن التي
…
نقص عن الأوج الفسيح المربع
إذ عاقها الشرك الكثيف فصدها
…
ودنا الرحيل إلى القضاء الأوسع
حتى إذا قرب المسير عن الحمى
…
ما ليس يدرك بالعيون الهجع
سجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت
…
والعلم يرفع كل من لم يرفع
وغدت تغرد فوق ذروة شاهق
…
عال إلى قعر الحضيض الأوضع
فلأي شيء أهبطت من شامخ
…
طويت على الفذاللبيب الأروع
إن كان أهبطها الإله لحكمة
…
لتكون سامعة لما لم تسمع
فهبوطها إن كان ضربة لازب
…
في العالمين فخرقها لم يرقع
وتعود عالمة بكل خفية
…
حتى لقد غربت المطلع
وهي التي قطع الزمان طريقها
…
ثم انطوى فكأنه لم يلمع
فكأنما برق تألق بالحمى
…
عنه فنار العلم ذات تشعشع
فانعم برد جواب ما أنا فاحص
وقد زد عليه العارف العلامة الشيخ رفيع الدين بن مسند الوقت أحمد ولى الله الدهلوي رحمهما الله تعالى في قصيدة بديعة وهي هذه: [كامل] :
عجباً لشيخ فيلسوف ألمعى
…
خفيت لعينيه منارة مشرع
هلا تقطن أن بعث النفس في الأ
…
بدان ينشأ من مواطن شفع
منها مواطن عاممات الحكم أو
…
مختصة مترتبات الموقع
ولكلها حكم وغايات بها
…
تستوجب التخصيص في المتفرغ
وجميعها للنفس غايات على
…
أن التفاوت ثابت لم أمنع
لتغالب الأشداد في تلك الأنـ
…
ـابيب قارب بفوز الينبع
فأعمم غايات الوجود بروزنا
…
في روضة الإمكان يدخل يرتعى
وشمول أطوار الوقوع مراده
…
إلا الذي قال النظام له دع
والغيض لا يرضى تخلف ما به
…
حفت دواعى كونه بالمجمع
كطوافح الأفلاك في حركاتها
…
ورواشح الأنواع في المستنقع
ومدبرات في معارج نزهة
…
عن صولة التأثير ذات تضلع
ونفوس إنسان وجن أفعمت
…
من همة تطفى شديدة مقرع
ولها سياق ينتشى الجزئى عن الـ
…
أصل الجليل المستمر الأوسع
وكفى كمالاً للفروع بأنه
…
يوفى به حق لأصل أبرع
ووراءه في الخلق دور يعتنى
…
تعميرها عند الإله الأرفع
أو ما ترى لو لم يكن في دارنا
…
هذا أناس كان مثل البلقع
وانظر لكثرة اختلاف هوائهم
…
فبه أقام السوق للمتطلع
أو ليس أسبغ ثم أطول مدة
…
للعيش من دنياك دار المرجع
فانظر لو سعتها وكثرة ما بها
…
من طيب لذات وهول مفظع
ولئن سما العرفان فيك تراهما
…
ملكين قدرهما على الموضع
هل يرتجى جود الحكيم ليحرما
…
متطلبين عن الغذاء المشبع
فمصائب ذابت بها لحياتها
…
طبخ لها للمضغ أو لتجرع
وضروب أعمال عليها أغربت
…
كتوابل مزجت لجودة منجع
ووفاتها من قوة جذابة
…
بهما وترجع لاجترار المبلع
وشدائد لحقت بها بعد البلى
…
كالهضم يعوض في بطون الجوع
أو ليس فيما يغتذى ما يستحيـ
…
ـل بأعين أو ظفرة للأصبع
فكما هناك ذخائر للأنبياء
…
والصالحين وجمع أهل تطوع
ومنائح تعطى بإيمان فأفعال
…
وأحوال كصدق تخشع
فكذا لنفس الساذجين ونيلها
…
من بسط استعدادها المتوقع
وسواهما طبع العناصر يقتضى
…
أن يرتقى عن كل وضع أوضع
فإذا اكتست من اعتدال خلعة
…
جذبت لها نفساً لأجل تمتع
والنفس تسقط نحوها بتعشق
…
لتناسب المعنى العديم المدفع
فتناسب المعنى يهيج مليها
…
بالجسم لا سمع لما لم تسمع
كالطير يهوى إن رأى في فخه
…
حباً ولا يدري مكيد الأخدع
ولقانص فيه منافع جمة
…
كالأكل أو حلب لمال البيع
فإذا رأت يأساً عن المطلوب كـ
…
ـرت وهي ترغب في جوار المبدع
ولها طريف العيش أو مألوفه
…
أو حسرة من فعلها المتصنع
وتقدم النفس المطيعة والعنيـ
…
ـدة كالمعد كمال نفس تبع
وكذا نفوس الضائعين فربما
…
تفضى بقوة لا حق وتمنع
أو ليس جر نوابت الأغصان للتـ
…
ـثمير من عادات قوم زرع
والحر في يوم يضعف في غد
…
تسخين ضوء الشمس عند تقشع
ولربك المتعال منك تقاول
…
ويحب إعذاراً لعذر المدعى
وجميع أنفسنا هنالك لم تزل
…
من حفظها عهد المحبة تدعى
فأثارها دون الحجاب ليبتلى
…
ذا الصدق من ذي الافتنان المبدع
وأتاح فيهم أنفساً مخطوفة
…
لزيادة التفتين أو لتشفع
ولهم بهم ربط متين النسج لا
…
ينفعك طول الدهر بالموت النعى
فتقر أعينهم ويكثر جمعهم
…
بهم وحزنهم على المتضيع
وله خطاب بالتلطف نحوهم
…
في البسط أطنب من كتاب مشبع
ولئن تقل بنزولها لتعدد الـ
…
أعراض لست عن الصواب بمهطع
فلها هناك تكاسف ومواقف
…
ومعاملات شرحها لم يصدع
وحديث إبليس وآدم عبرة
…
لك إن تكن من ذي العيون الهجع
والفكر يرشدك المعارف جملة
…
إن كنت تنظر فيه نظرة أصمع
وله تعالى من صفات كماله
…
ما يقتضي آثارها بتنوع
أو ليس عطلها وكف المشتهى
…
عنها بشر ذي فساد أشيع
فهو الشكور البرذو البطش الشديـ
…
ـد مبادر بالفضل لا عن مطمع
وهو الخبير بظاهر الأشياء والمـ
…
ـبطون فيها دون لب الأروع
فيعامل الأقوام باستعدادهم
…
وغداً فيبدى السر للمتبع
فعسى تراهم كالرقوم على بسا
…
ط ذات ألوان غرائب صوع
أوضاعها بتناسب وجهاتها
…
بتقابل في ضابط كمرصع
أو مثل عد في بيوت الوفق كسـ
…
ـر ثم سير فاستوى بتوزع
فلو انقلبت بواحد بطل النظا
…
م ولا يرى من لم يحط بمرقع
ولئن دريت حياتها ومماتها
…
وإلام نقلتها بسير مسرع
لعرفت أن النفس قبل حلولها
…
بالجسم مثل البذر لما يزرع
والبذر مختلف القوام سلامة
…
وسواءها من كل أوصاف تعى
وثمارها متفاوت وصنوفها
…
متكاثر من جنسها المتنوع
وجميع قوتها بها مكنونة
…
وخدودها عن خالها تتنصع
ما شأنها إلا شعور مجمل
…
بذواتها والمبدأ المترفع
وبها أحاط بها وشاكل لونها
…
وجميعها بتوحد مستجمع
إياك أن ترمى إليها شنعة
…
بنفورها عن أن تحل بمربع
فهناك كانت للقضاء مطيعة
…
كملائك لم تدر غير تخضع أفضى بها الأفراح حين ترعرع
وتجاذب بين القوى ذاك الذي
…
ر غصونها في موطن متوسع
وطباعها لا يقتضي إلا انتشا
…
وجمالها يقوى كمثل البرقع
ومحل هاتيك القوى هي نسمة
…
وحدوثها من إختلاط الأربع
وركوبها متن النسيمة بدؤها
…
وبها الرحيل إلى فضاء المرتع
فيها استعدت للمعاد مخلداً
…
ـتيفاء ما عن وصله لم تمنع
وبهالها السلطان في العقبى على اسـ
…
ل وغيرها عن حده لم يرفع
وهي المطية للترقى في الكما
…
ولو أنه كالبارق المتلمع
فهبوطها في الجسم سنخ كمالها
…
من عيشة تغمى وضر موجع
وانظر لما تبلى به في عمرها
…
بالقصد والأخرى كدفع المضجع
تجد الأمور لشعبتين فشعبة
…
فالقلب لا يهدا بغير تطلع
فإذا أتاها سائح لضرورة
…
بقبوله أو لفظه لتبشع
بل لا يزال يقوم فيها حاكما
…
أو عزمة أو هاجس لم يوقع
وله مراتب مثل فعل نافذ
…
نبه يصير كمثل ثوب مجزع
وله رضا وتلذذ في حكمه
…
أشخاص منثل الندب لم يتقلع
ونقوشها هي لا تزال تلازم الـ
…
ونتائج عن غرسها في المزرع
وجميع ما تلقى تماثيل لها
…
من خلقها وطباعها المتطبع
وجميع هاتيك القضايا أصلها
…
متبجحاً عجباً ولو ذا المبخع
وعسى ترى الإنسان في آرائه
…
يأساً بليغاً مقنطاً عن مفزع
فاعرف بأن الأشقياء إذا رأوا
…
سارت نفوسهم بكل تشجع
فلهم إذن شأن عجيب نحوه
…
أنوار فطرتها بغير تلفع
أما نفوس الساذجين فتشتهى
…
وسلامة عن جذب أيدى النزع
وبلوغها المأوى بغير تعمل
…
وفكاك أسر مثل ما للأخلع
ومقام إدلال على رب الورى
…
هو للنفوس بأسرها كالمنبع
والإرتقاء بعجلة نحو الذي
…
ومن أين انعقدت لكنت بمقنع
والله إن يكشف عليك صميمها
…
كل الطبائع من وفور تشعشع
أو ما سمعت عناية البارى اقتضت
…
قامت به أزلاً بغير تكعكع
فهناك فاضت كلها معقولة
…
وكذا اقتران لوازم لم تنزع
لا يدخل التعليل في تحديدها
…
بل كاندراج الضوء في المتشعشع
وقيامها ما كان شبه عوارض
…
وتوحدت فيه لفرط تمصع
فله مراتب في الفضاء تباينت
…
ـماء على أعلى المراتب سطع
والعارفون يرونها أظلال أسـ
…
حتى اتقلت كالنجوم الطلع
فتعاورت أيدى العقول نظامها
…
فحكى المرائى كل سر مودع
تلقى على لوح النفوس شعاعها
…
أحكامها فبدا الشخوص بأجمع
فتشعبت آثارها وتركبت
…
ترتاده أبداً بغير المقطع
وتميزت أعينانها بجميع ما
…
أرأيتها انتقشت بما لم يطبع
ولها الهيولى مثل شمعة خاتم
…
فيها وكان له الطباع كمولع
وهل الكمال سوى تحصل ما انطوى
…
لا ريب ليس يفوت عند تمزع
فكمال أنواع بدت وصنوفها
…
ل كمثل أعمى ليس يسمع أقطع
إن لم يكن فرد على ذاك الكما
…
قطعاً وإن يطرب له أو يجزع
وكماله الشخصي ليس بفائت
…
أخرى فليست قوة الشعرا معى
وإذا انتهيت إلى هنا فالصمت إلى
…
في صنع رب قاهر متمنع
وهل اللسان يفى بنشر دقائق
…
لأصول مشائية لم أتبع
لا تنكرن على حيث وجدتنى
…
ومرادنا الحق الذي فينا رعى
فالحق أعظم أن يحاط بمسلك
…
بعقال فن واحد كالأضلع
والشيخ قيد نفسه ودهاءه
…
والحمد للهادى الرفيع الأنفع
ثم الصلاة على النبي وآله
تضمنت هذه القصيدة الجواب عن السؤال المذكور بسبعة أوجه: الوجه الأول: بالنظر إلى فيض القضاء. والسابع: بالنظر إلى فيض القدر. والرابع: بالنظر إلى صفات التشريع والكلام، والخامس: بالنظر إلى صفات التدبير