المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها] - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

[ابن الألوسي]

فهرس الكتاب

- ‌[سبب تأليف الكتاب]

- ‌[ابن حجر ينال من ابن تيمية]

- ‌[ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية]

- ‌[الحافظ الذهبي يتحدث عن ابن تيمية]

- ‌[الحافظ ابن كثير أيضاً]

- ‌[ما كتبه الزملكاني]

- ‌[كلام للسيوطي في ابن تيمية]

- ‌[رأى الحافظ ابن سيد الناس في ابن تيمية]

- ‌[رأى ابن الوردى]

- ‌[رأى الواسطى]

- ‌[رأى ابن دقيق العيد]

- ‌[رأى العلامة السبكي]

- ‌[رأى الحافظ ابن حجر العسقلاني]

- ‌[المؤمنون يفتنون]

- ‌فصل:في تبرئة الشيخ مما نسب إليه وثناء المحققين المتأخرين عليه

- ‌[شهادة الكورانى]

- ‌[شهادة السويدي البغدادي]

- ‌[شهادة الآلوسي والد المؤلف]

- ‌فصل: (في قول العلامة ابن حجر المتقدم سابقاً)

- ‌(ترجمة الإمام السبكي)

- ‌(في رد اليافعي على السبكي)

- ‌(مطلب كلام السبكي)

- ‌(الجواب من اليافعي)

- ‌(ترجمة القاضي تاج الدين السبكي)

- ‌(ترجمة العز بن جماعة)

- ‌(ترجمة الزملكاني)

- ‌(ترجمة أبي حيان)

- ‌(ترجمة ابن حجر الهيتمي)

- ‌(ترجمة ابن حجر العسقلاني)

- ‌فصل: يشتمل على مقصدين

- ‌المقصد الأول: في تراجم بعض آباء الشيخ ابن تيمية وأقربائه

- ‌(ترجمة المجد ابن تيمية)

- ‌(ترجمة عبد الحليم بن تيمية)

- ‌(ترجمة عبد الغني بن تيمية)

- ‌(ترجمة شرف الدين بن تيمية)

- ‌(ترجمة محمد بن تيمية)

- ‌(ترجمة زينب بنت تيمية)

- ‌المقصد الثاني: في ترجمة بعض تلامذته الكرام المشهورين وترجمة المثنين عليه من العلماء المتأخرين

- ‌(ترجمة الإمام ابن القيم)

- ‌(ترجمة الحافظ الذهبي)

- ‌(ترجمة شمس الدين ابن قداه)

- ‌(ترجمة ابن قاضي الجبل)

- ‌(ترجمة الطوفى الصرصري)

- ‌(ترجمة ابن الوردى)

- ‌(ترجمة زين الدين الحراني)

- ‌(ترجمة ابن مفلح)

- ‌(ترجمة شرف الدين ابن المنجا)

- ‌[ترجمة بعض تلامذة الإمام الذين تأثروا به ولم يعاصروه]

- ‌(ترجمة ابن ناصر)

- ‌(ترجمة الشيخ إبراهيم الكوراني)

- ‌(ترجمة منلا على القارئ)

- ‌(ترجمة العلامة السويدي البغدادي)

- ‌(ترجمة شهاب الدين مفتى الحنفية ببغداد الألوسي البغدادي)

- ‌(ترجمة مسند الوقت أحمد ولى الله الدهلوي)

- ‌(ترجمة العلامة الشوكاني)

- ‌(ترجمة الإمام الأجر أبي الطيب)

- ‌فصل: (في الجرح والتعديل)

- ‌(لا يؤخذ بقول العلماء في طعن بعضهم بعضاً)

- ‌(فيمن طعن في معاصروه)

- ‌[لغرض أو مرض هوجم ابن تيمية]

- ‌فصل: (في كلام العلامة ابن حجر فيما يتعلق بكتب الصوفية)

- ‌الفصل الأول: (في عقيدة الإمام ابن تيمية)

- ‌[إجلاله للصحابة]

- ‌[ابن تيمية والشاذلي]

- ‌(ترجمة أبي الحسن الشاذلي)

- ‌الفصل الثالث: [المعترضون على الصوفية كثيرون]

- ‌(ترجمة الإمام محي الدين بن العربي)

- ‌[الناس في ابن عربي أقسام ثلاثة]

- ‌(ترجمة ابن الفارض)

- ‌(ترجمة ابن سبعين)

- ‌(ترجمة الحلاج)

- ‌[رأى ابن حجر العسقلاني في الحلاج ومن على شاكلته]

- ‌[ابن تيمية يرد القول بولاية الحلاج من وجوه]

- ‌(مكتوب شيخ الإسلام ابن تيمية)

- ‌الفصل الرابع: في الكلام على ما نقله الشيخ ابن حجر من عبارة شيخ الإسلام

- ‌[ابن حجر لا يلتزم أدب المناظرة في النقل]

- ‌[الصوفى المثالى]

- ‌[الصوفى المنحرف]

- ‌[ابن تيمية كان يتشدد في سد ذرائع البدع]

- ‌[رأى ابن تيمية في الولاية والأولياء]

- ‌[لم يكن ابن تيمية وحده هو الذي حارب الفلاسفة]

- ‌[الغزالي يرمى الفلاسفة بالكفر]

- ‌فصل: [في أصنافهم وشمول سمة الكفر كافتهم]

- ‌[رأى لابن تيمية في الفلاسفة]

- ‌[هل يعلم الولى بلغيب

- ‌(ترجمة ابن سينا)

- ‌(ترجمة الإمام أبي حامد الغزالي)

- ‌[مما أخذ عن الغزالي]

- ‌[ليس ابن تيمية أول من انتقد الغزالي]

- ‌[فرق الشيعة وعقائدهم]

- ‌(ترجمة الفضيل بن عياض)

- ‌(ترجمة القشيرى)

- ‌[عقيدة المعتزلة وفرقهم]

- ‌[عقيدة الجهمية]

- ‌[مناظرة شعرية بين أهل السنة والمعتزلة حول رؤية الله]

- ‌[علم الكلام بين مادحيه وقادحيه]

- ‌[رأى ابن تيمية في المتكلمين]

- ‌[التعريف برسائل إخوان الصفا]

- ‌[ترجمة أبي حيان التوحيدى]

- ‌[ابن سينا يرى أن علم الغيب بالنسبة للبشر جار على السنن الطبيعي]

- ‌[بحث في الرؤيا]

- ‌ الروح

- ‌[في الإنسان]

- ‌[الروح حادثة أم هي قديمة

- ‌[مستقر الأرواح في البرزخ]

- ‌[هل تموت الروح

- ‌[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]

- ‌(ترجمة الإمام أبي بكر بن العربي)

- ‌[الدس في بعض الكتب]

- ‌(ترجمة الإمام المازرى)

- ‌(ترجمة الإمام الطرطوشي)

- ‌(ترجمة الإمام ابن الجوزي)

- ‌(ترجمة ابن عقيل)

- ‌فصل: وأما قول الشيخ ابن حجر:

- ‌[أكاذيب تدفعها حقائق]

- ‌[تعريفه وشروطه]

- ‌[هل يتجزأ الاجتهاد

- ‌[هل يجوز أن يخلو الزمان عن مجتهد

- ‌[فتوى للإمام ابن تيميه عن التقليد]

- ‌[فتوى للإمام ابن تيمية حول جواز تقليد غير الأربعة]

- ‌[هل يجوز الانتقال من مذهب إلى مذهب

- ‌[التقليد في أصول الدين]

- ‌(ترجمة الإمام أحمد بن حنبل)

- ‌[كتاب للإمام أحمد عن السنة]

- ‌[محنة القول بخلق القرآن]

- ‌[نقلة فقه الإمام أحمد]

- ‌((وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل))

- ‌[ترجمة الإمام أبو الحسن الأشعري]

- ‌[من أتباع الأشعري]

- ‌[عقيدة الأشعري]

- ‌[ترجمة الإمام البيهقي]

- ‌فصلوقد آن الشروع في أجوبة ما عزاه الشيخ ابن حجر عليه الرحمة إلى الشيخ ابن تيمية

- ‌[رأى ابن تيمية في يمين الطلاق]

- ‌[الطلاق المخالف للسنة]

- ‌[تارك الصلاة عمداً هل يقضى]

- ‌[هل يباح للحائض الطواف بدون كفارة]

- ‌[هل يرد الطلاق الثلاث إلى واحدة]

- ‌[حكم المكوس وهل تقوم مقام الزكاة

- ‌فصل: [في المظالم المشتركة]

- ‌[هل تنجس المائعات بموت حيوان]

- ‌[هل للجنب أن يصلى التطوع ليلاً قبل أن يغتسل

- ‌[شرط الواقف هل يعتبر أو لا

- ‌[اختيارات أخرى ذهب إليها ابن تيميه]

- ‌[رأى ابن تيميه في الحسن والقبح]

- ‌[أفعال العباد]

- ‌[حكم مخالف الإجماع]

- ‌[عقيدة ابن تيميه في كلام الله]

- ‌[فتوى لابن تيميه عن كلام الله]

- ‌[كلام نفيس لابن القيم في الموضوع]

- ‌فصل: [عقيدة ابن القيم وشيخه في القرآن]

- ‌[مقتطفات من نونية ابن القيم]

- ‌فصل: في مذهب الاقترانية

- ‌فصل: في مذهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة

- ‌فصل: في مذهب الكرامية

- ‌فصل: في ذكر مذهب أهل الحديث

- ‌فصلوأتى ابن حزم بعد ذاك

- ‌فصلونعتقد أن القرآن كلام الله عز وجل

- ‌فصلونعتقد أن القرآن حروف مفهومة

- ‌فصل: [حروف المعجم أمخلوقة هي أو قديمة

- ‌فصل[البيهقي يستدل لكون القرآن غير مخلوق]

- ‌[القول والكلام يتواردان على معنى واحد]

- ‌[ما جاء في إثباته صفة التكليم والتكلم والقول سوى ما مضى]

- ‌[كيف يكلم الله البشر

- ‌[إسماع الرب ملائكته]

- ‌[الفرق بين التلاوة والمتلو]

- ‌[هل كان ابن تيمية دهرياً يقول بقدم العالم

- ‌[وهل كان يقول بالحسمية والجهة والانتقال]

- ‌[تبرئة ابن تيمية مما نسبه إليه ابن حجر من التجسيم]

- ‌[فوقية الخالق سبحانه]

- ‌[قول الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء} [الملك 16]]

- ‌[قول الله عز وجل لعيسى ابن مريم]

- ‌[مجئ الله]

- ‌[مذهب السلف. تنزيه. وتفويض. وتصديق]

- ‌[ليس الاستواء بمعنى الاستيلاء]

- ‌[أنتصار الرازى لتأويلات الخلف]

- ‌[الصفات بين المفوضين والمعطلين]

- ‌[رأى المؤلف في الصفات]

- ‌[مذهب ابن تيمية في الصفات]

- ‌[كلام ابن تيمية في العرش وإحاطة الله بمخلوقاته]

- ‌[أسماء الله وصفاته توقيفية دون زيادة ولا نقصان]

- ‌[ما روى في الحجر الأسود أنه يمين الله وتأويله]

- ‌[عقيدة الشيخ عبد القادر الكيلاني]

- ‌[عقيدة الأشعري]

- ‌[ابن تيمية لم يكن بدعاً من الأئمة حينما رأى ما رأى]

- ‌[لازم المذهب ليس بمذهب]

- ‌[الأقوال في آيات الصفات وأحاديثها]

- ‌[القول في فناء النار]

- ‌[هل الجنة والنار موجودتان؟ وأين؟ وهل هما ابديتان

- ‌[أدلة القائلين بعدم فناء النار]

- ‌[صاحب الكبيرة]

- ‌[عصمة الأنبياء]

- ‌[كلام في التوسل والوسيلة والاستغاثة]

- ‌[أدلة المجوزين للتوسل والإستغاثة]

- ‌[أدلة المانعين للتوصل]

- ‌[حقيقة الشفاعة]

- ‌[سقوط الاستدلال بحديث الأعمى]

- ‌[توسل عمر بالعباس]

- ‌[حديث آدم]

- ‌[حديث الأعرابي]

- ‌[حديث مالك]

- ‌[التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[قيمة المنامات والحكايات في الاستدلال]

- ‌[الحياة البرزخية]

- ‌[مذهب ابن تيمية في التوسل]

- ‌[لا يعبد الله إلا بما شرع]

- ‌[نوعا الشفاعة]

- ‌[هل تنعقد اليمين بغير الله]

- ‌[الوسيلة الجائزة والممنوعة]

- ‌[الاستغاثة بالمشايخ والموتى]

- ‌[إسراف بغيض]

- ‌[هل يشد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[فتوى لابن تيمية في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم

- ‌[حكم زيارة القبور بلا شد الرحال]

- ‌[السنن والبدع في زيارة القبور]

- ‌[كيف بدلت التوراة والإنجيل]

- ‌[ابن حجر لا يعدل في القضية]

- ‌[ارتفاع الحدث بماء الورد]

- ‌[حكم المسح على النعلين وما جرى مجراهما]

- ‌[هل يتوقت المسح على الخفين

- ‌[التيمم لخشية فوات الوقت]

- ‌[اختيار لابن تيمية في التيمم]

- ‌[مدة الحيض]

- ‌[مسافة القصر]

- ‌[هل تستبرأ البكر

- ‌[هل يقضى من أكل في وقت الصوم يظنه بليل]

- ‌[المسابقة]

- ‌استبراء المختلعة

- ‌[وطء الوثنيات بملك اليمين]

- ‌[بيع الأصل بالعصير]

- ‌[بيع الفضل بالمصنوع متفاضلاً]

- ‌[تفصيل مسائل الربا]

- ‌[ابن القيم يرى أن ربا الفضل حرم سداً للذرائع]

- ‌[هل يجوز إهداء ثواب القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[هل للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره]

- ‌[مطلب في إرسال العذبة]

- ‌[حكم بيع المسجد إذا خرب]

- ‌كلمة المطبعة

الفصل: ‌[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]

وكذلك مجيئه إلى الأرض قبل يوم القيامة حين يقبض من عليها ولا يبقى بها أحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد - هذا وهو فوق سمواته على عرشه)) اهـ.

البحث الخامس

‌[هل تموت الروح

؟]

اختلف الناس أيضاً في الروح: هل تموت أم لا؟ فذهبت طائفة إلى أنها تموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت وإذا كانت الملائكة يموتون فالأرواح البشرية أولى.

وقالت طائفة: إنها لا تموت للأحاديث الدالة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد قال في روح المعاني: والصواب أن يقال: موت الروح هو مفارقتها الجسد فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى ثم تعود إلى الجسد وتبفى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين. اهـ.

[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]

وللروح معان أخر ليس هذا موضع ذكرها من أرادها فليرجع إلى كتب التفسير والله سبحانه ولى التوفيق ومن المنظومات في أمر الروح ما قاله أبو على بن سينا وهو قوله: [كامل]

هبطت إليك من المحل الأرفع

ررقاء ذات تعزز وتمنع

محجوبة عن كل مقلة عارف

وهي التي سفرت ولم تتبرقع

وصلت على كره إليك وربما

كرهت فراقك وهي ذات تفجع

أنفت وما أنست فلما واصلت

ألفت مجاورة الخراب البلقع

ص: 172

ومنازلاً بفراقها لم تقنع

وأظنها نسيت عهوداً بالحمى

عن ميم مركزها بذات الأجرع

حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها

بين المعالم والطلول الخضع

علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت

بمدامع تهمى ولم تتقطع

تبكي وقد ذكرت عهوداً بالحمى

درست بتكرارا الرياح الأربع

وتظل ساجعة على الدمن التي

نقص عن الأوج الفسيح المربع

إذ عاقها الشرك الكثيف فصدها

ودنا الرحيل إلى القضاء الأوسع

حتى إذا قرب المسير عن الحمى

ما ليس يدرك بالعيون الهجع

سجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت

والعلم يرفع كل من لم يرفع

وغدت تغرد فوق ذروة شاهق

عال إلى قعر الحضيض الأوضع

فلأي شيء أهبطت من شامخ

طويت على الفذاللبيب الأروع

إن كان أهبطها الإله لحكمة

لتكون سامعة لما لم تسمع

فهبوطها إن كان ضربة لازب

في العالمين فخرقها لم يرقع

وتعود عالمة بكل خفية

حتى لقد غربت المطلع

وهي التي قطع الزمان طريقها

ثم انطوى فكأنه لم يلمع

فكأنما برق تألق بالحمى

عنه فنار العلم ذات تشعشع

فانعم برد جواب ما أنا فاحص

وقد زد عليه العارف العلامة الشيخ رفيع الدين بن مسند الوقت أحمد ولى الله الدهلوي رحمهما الله تعالى في قصيدة بديعة وهي هذه: [كامل] :

عجباً لشيخ فيلسوف ألمعى

خفيت لعينيه منارة مشرع

هلا تقطن أن بعث النفس في الأ

بدان ينشأ من مواطن شفع

منها مواطن عاممات الحكم أو

مختصة مترتبات الموقع

ولكلها حكم وغايات بها

تستوجب التخصيص في المتفرغ

ص: 173

وجميعها للنفس غايات على

أن التفاوت ثابت لم أمنع

لتغالب الأشداد في تلك الأنـ

ـابيب قارب بفوز الينبع

فأعمم غايات الوجود بروزنا

في روضة الإمكان يدخل يرتعى

وشمول أطوار الوقوع مراده

إلا الذي قال النظام له دع

والغيض لا يرضى تخلف ما به

حفت دواعى كونه بالمجمع

كطوافح الأفلاك في حركاتها

ورواشح الأنواع في المستنقع

ومدبرات في معارج نزهة

عن صولة التأثير ذات تضلع

ونفوس إنسان وجن أفعمت

من همة تطفى شديدة مقرع

ولها سياق ينتشى الجزئى عن الـ

أصل الجليل المستمر الأوسع

وكفى كمالاً للفروع بأنه

يوفى به حق لأصل أبرع

ووراءه في الخلق دور يعتنى

تعميرها عند الإله الأرفع

أو ما ترى لو لم يكن في دارنا

هذا أناس كان مثل البلقع

وانظر لكثرة اختلاف هوائهم

فبه أقام السوق للمتطلع

أو ليس أسبغ ثم أطول مدة

للعيش من دنياك دار المرجع

فانظر لو سعتها وكثرة ما بها

من طيب لذات وهول مفظع

ولئن سما العرفان فيك تراهما

ملكين قدرهما على الموضع

هل يرتجى جود الحكيم ليحرما

متطلبين عن الغذاء المشبع

فمصائب ذابت بها لحياتها

طبخ لها للمضغ أو لتجرع

وضروب أعمال عليها أغربت

كتوابل مزجت لجودة منجع

ووفاتها من قوة جذابة

بهما وترجع لاجترار المبلع

وشدائد لحقت بها بعد البلى

كالهضم يعوض في بطون الجوع

أو ليس فيما يغتذى ما يستحيـ

ـل بأعين أو ظفرة للأصبع

فكما هناك ذخائر للأنبياء

والصالحين وجمع أهل تطوع

ص: 174

ومنائح تعطى بإيمان فأفعال

وأحوال كصدق تخشع

فكذا لنفس الساذجين ونيلها

من بسط استعدادها المتوقع

وسواهما طبع العناصر يقتضى

أن يرتقى عن كل وضع أوضع

فإذا اكتست من اعتدال خلعة

جذبت لها نفساً لأجل تمتع

والنفس تسقط نحوها بتعشق

لتناسب المعنى العديم المدفع

فتناسب المعنى يهيج مليها

بالجسم لا سمع لما لم تسمع

كالطير يهوى إن رأى في فخه

حباً ولا يدري مكيد الأخدع

ولقانص فيه منافع جمة

كالأكل أو حلب لمال البيع

فإذا رأت يأساً عن المطلوب كـ

ـرت وهي ترغب في جوار المبدع

ولها طريف العيش أو مألوفه

أو حسرة من فعلها المتصنع

وتقدم النفس المطيعة والعنيـ

ـدة كالمعد كمال نفس تبع

وكذا نفوس الضائعين فربما

تفضى بقوة لا حق وتمنع

أو ليس جر نوابت الأغصان للتـ

ـثمير من عادات قوم زرع

والحر في يوم يضعف في غد

تسخين ضوء الشمس عند تقشع

ولربك المتعال منك تقاول

ويحب إعذاراً لعذر المدعى

وجميع أنفسنا هنالك لم تزل

من حفظها عهد المحبة تدعى

فأثارها دون الحجاب ليبتلى

ذا الصدق من ذي الافتنان المبدع

وأتاح فيهم أنفساً مخطوفة

لزيادة التفتين أو لتشفع

ولهم بهم ربط متين النسج لا

ينفعك طول الدهر بالموت النعى

فتقر أعينهم ويكثر جمعهم

بهم وحزنهم على المتضيع

وله خطاب بالتلطف نحوهم

في البسط أطنب من كتاب مشبع

ولئن تقل بنزولها لتعدد الـ

أعراض لست عن الصواب بمهطع

فلها هناك تكاسف ومواقف

ومعاملات شرحها لم يصدع

ص: 175

وحديث إبليس وآدم عبرة

لك إن تكن من ذي العيون الهجع

والفكر يرشدك المعارف جملة

إن كنت تنظر فيه نظرة أصمع

وله تعالى من صفات كماله

ما يقتضي آثارها بتنوع

أو ليس عطلها وكف المشتهى

عنها بشر ذي فساد أشيع

فهو الشكور البرذو البطش الشديـ

ـد مبادر بالفضل لا عن مطمع

وهو الخبير بظاهر الأشياء والمـ

ـبطون فيها دون لب الأروع

فيعامل الأقوام باستعدادهم

وغداً فيبدى السر للمتبع

فعسى تراهم كالرقوم على بسا

ط ذات ألوان غرائب صوع

أوضاعها بتناسب وجهاتها

بتقابل في ضابط كمرصع

أو مثل عد في بيوت الوفق كسـ

ـر ثم سير فاستوى بتوزع

فلو انقلبت بواحد بطل النظا

م ولا يرى من لم يحط بمرقع

ولئن دريت حياتها ومماتها

وإلام نقلتها بسير مسرع

لعرفت أن النفس قبل حلولها

بالجسم مثل البذر لما يزرع

والبذر مختلف القوام سلامة

وسواءها من كل أوصاف تعى

وثمارها متفاوت وصنوفها

متكاثر من جنسها المتنوع

وجميع قوتها بها مكنونة

وخدودها عن خالها تتنصع

ما شأنها إلا شعور مجمل

بذواتها والمبدأ المترفع

وبها أحاط بها وشاكل لونها

وجميعها بتوحد مستجمع

إياك أن ترمى إليها شنعة

بنفورها عن أن تحل بمربع

فهناك كانت للقضاء مطيعة

كملائك لم تدر غير تخضع أفضى بها الأفراح حين ترعرع

وتجاذب بين القوى ذاك الذي

ر غصونها في موطن متوسع

وطباعها لا يقتضي إلا انتشا

وجمالها يقوى كمثل البرقع

ص: 176

ومحل هاتيك القوى هي نسمة

وحدوثها من إختلاط الأربع

وركوبها متن النسيمة بدؤها

وبها الرحيل إلى فضاء المرتع

فيها استعدت للمعاد مخلداً

ـتيفاء ما عن وصله لم تمنع

وبهالها السلطان في العقبى على اسـ

ل وغيرها عن حده لم يرفع

وهي المطية للترقى في الكما

ولو أنه كالبارق المتلمع

فهبوطها في الجسم سنخ كمالها

من عيشة تغمى وضر موجع

وانظر لما تبلى به في عمرها

بالقصد والأخرى كدفع المضجع

تجد الأمور لشعبتين فشعبة

فالقلب لا يهدا بغير تطلع

فإذا أتاها سائح لضرورة

بقبوله أو لفظه لتبشع

بل لا يزال يقوم فيها حاكما

أو عزمة أو هاجس لم يوقع

وله مراتب مثل فعل نافذ

نبه يصير كمثل ثوب مجزع

وله رضا وتلذذ في حكمه

أشخاص منثل الندب لم يتقلع

ونقوشها هي لا تزال تلازم الـ

ونتائج عن غرسها في المزرع

وجميع ما تلقى تماثيل لها

من خلقها وطباعها المتطبع

وجميع هاتيك القضايا أصلها

متبجحاً عجباً ولو ذا المبخع

وعسى ترى الإنسان في آرائه

يأساً بليغاً مقنطاً عن مفزع

فاعرف بأن الأشقياء إذا رأوا

سارت نفوسهم بكل تشجع

فلهم إذن شأن عجيب نحوه

أنوار فطرتها بغير تلفع

أما نفوس الساذجين فتشتهى

وسلامة عن جذب أيدى النزع

وبلوغها المأوى بغير تعمل

وفكاك أسر مثل ما للأخلع

ومقام إدلال على رب الورى

هو للنفوس بأسرها كالمنبع

والإرتقاء بعجلة نحو الذي

ومن أين انعقدت لكنت بمقنع

والله إن يكشف عليك صميمها

كل الطبائع من وفور تشعشع

ص: 177

أو ما سمعت عناية البارى اقتضت

قامت به أزلاً بغير تكعكع

فهناك فاضت كلها معقولة

وكذا اقتران لوازم لم تنزع

لا يدخل التعليل في تحديدها

بل كاندراج الضوء في المتشعشع

وقيامها ما كان شبه عوارض

وتوحدت فيه لفرط تمصع

فله مراتب في الفضاء تباينت

ـماء على أعلى المراتب سطع

والعارفون يرونها أظلال أسـ

حتى اتقلت كالنجوم الطلع

فتعاورت أيدى العقول نظامها

فحكى المرائى كل سر مودع

تلقى على لوح النفوس شعاعها

أحكامها فبدا الشخوص بأجمع

فتشعبت آثارها وتركبت

ترتاده أبداً بغير المقطع

وتميزت أعينانها بجميع ما

أرأيتها انتقشت بما لم يطبع

ولها الهيولى مثل شمعة خاتم

فيها وكان له الطباع كمولع

وهل الكمال سوى تحصل ما انطوى

لا ريب ليس يفوت عند تمزع

فكمال أنواع بدت وصنوفها

ل كمثل أعمى ليس يسمع أقطع

إن لم يكن فرد على ذاك الكما

قطعاً وإن يطرب له أو يجزع

وكماله الشخصي ليس بفائت

أخرى فليست قوة الشعرا معى

وإذا انتهيت إلى هنا فالصمت إلى

في صنع رب قاهر متمنع

وهل اللسان يفى بنشر دقائق

لأصول مشائية لم أتبع

لا تنكرن على حيث وجدتنى

ومرادنا الحق الذي فينا رعى

فالحق أعظم أن يحاط بمسلك

بعقال فن واحد كالأضلع

والشيخ قيد نفسه ودهاءه

والحمد للهادى الرفيع الأنفع

ثم الصلاة على النبي وآله

تضمنت هذه القصيدة الجواب عن السؤال المذكور بسبعة أوجه: الوجه الأول: بالنظر إلى فيض القضاء. والسابع: بالنظر إلى فيض القدر. والرابع: بالنظر إلى صفات التشريع والكلام، والخامس: بالنظر إلى صفات التدبير

ص: 178