الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طور عقله ثم يرسل إليه رسولاً لا يفصح له بسلوك ذلك المنهاج بل بكل أمره إلى أن يفصح له بعد برهة من الزمان الحلاج: ونهاية الكلام تفويض أمر القائلين بذلك إلى الملك العلام مع اعتقاد أن منهم الأجلة الكبار، والسابقين لا يشق لهم غبار - انتهى.
وإنما سقته بطوله لأنه جمع الأقوال بإشاراته الحسنة وتفصيله.
(ترجمة ابن الفارض)
(وأما ابن الفارض) فهو - على ما في ((تاريخ ابن خلكان)) - أبو حفص وأبو القاسم عمر بن أبي الحسن على بن المرشد بن علي الحموي الأصل المصري المولد والدار والوفاة المعروف بابن الفارض المنعوت بالشرف له ديوان شعر لطيف وأسلوبه فيه رائق ظريف.
وكانت ولادته سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة وتوفي بها يوم الثلاثاء في الثامن من جمادى الأولى سنة اثنين وثلاثين وستمائة ودفن من الغد بسفح المقطم. اهـ. باقتصار.
وقال أبو الفلاح ((عبد الحي بن أحمد بن عماد)) في تاريخه ((الشذرات)) ولما قدم أبوه من حماة مصر فقطنها وصار يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام ثم ولي نيابة الحكم فغلب عليه التلقيب بالفارض ثم ولد بمصر ((عمر)) في ذي القعدة سنة ست وستين وخمسمائة فنشأ تحت كنف أبيه في عفاف وصيانة وتزهد فلما ترعرع اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ((ابن عساكر)) وغيره ثم حبب إليه الخلاء وسلوك طريق الصوفية فصار يسيح في الجبل ومرة إلى أوديته وفي بعض المساجد المهجورة في خربات القرافة مرة ثم يعود إلى والده وهكذا حتى ألف الوحشة وألفه الوحش فصار لا ينفر منه ومع ذلك لم يفتح عليه.
فذهب إلى مكة وبقي في بواديها خمس عشرة سنة ثم رجع إلى مصر فأقام بقاعة الخطابة بالأزهر وعكف عليه الأئمة وقصد بالزيارة وذكر له بعض الكرامات والناس فيه صنفان كما علمت كما قال المناوى ما نصه: والحاصل أنه اختلف في شأن صاحب الترجمة وابن عربي والعفيف التلمساني والتمونوي وابن هود وابن سبعين وتلميذه الششترى وابن مظفر والصفار من الكفر إلى القطبانية.
وذكر التصانيف من الفريقين في هذه القضية ولا أقول كما قال بعض الأعلام: سلم تسلم والسلام بل أذهب إلى ما ذهب إليه بعضهم: إنه يحب اعتقادهم وتعظيمهم ويحرم النظر في كتبهم على من لم يتأهل لتنزيل ما فيها من الشحطات على قوانين الشريعة المطهرة وقد وقع لجماعة من الكبار الرجوع عن الإنكار. اهـ.
وقال الكمال الأذفوى: وأحسن ديوانه القصيدة التي مطلعها: [كامل]
قلبي يحدثني بأنك متلفى
…
روحى فداك عرفت أم لم تعرف
واللامية التي أولها: هو الحب فاسلم بالحشى ما الهوى سهل.
والكافية التي أولها: ته دلالا فأنت أهل لذاكا.
قال: وأما النائية فهي عند أهل العلم - يعني الظاهر - غير مرضية، مشعرة بأمور ردية وكان عشاقاً يعشق مطلق الجمال وذكر الفوصى في ((الوحيد)) أنه كان للشيخ جوار بالهنسا يذهب إليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد ولكل قوم مشرب! وقيل: لما حضرته الوفاة رأى الجنة مثلت له فبكى وقال: [بسيط]
إن كان منزلتي في الحب عندكم
…
ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
فقيل له: هذا مقام كريم. فقال: رابعة وهي امرأة تقول: ((وعزتك ما عبدتك رغبة في جنتك بل لمحبتك وليس هذا ما قطعت عمري في السلوك
غليه وقد شنع عليه المنكرون في ذلك فقالوا: لما كشف له الغطاء وتحقق أنه غير الله وأنه لا حلول ولا اتحاد قال ذلك ورؤى في النوم فقيل له: لم لا مدحت المصطفى صلى الله عليه وسلم في ديوانك؟ فقال: [طويل]
أرى كل مدح في النبي مقصراً
…
وإن بالغ المثنى عليه وأكثراً
إذا الله أثنى بالذي هو أهله
…
عليه فما مقدار ما يمدح الورى
ويقال: إنه لما نظم قوله: [كامل]
وعلى تفنن واصفيه بوصفه
…
يفنى الزمان وفيه مالم يوصف
فرح وقال: لم يمدح بمثله النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الناس يقول: باطن كلامه كله مدح فيه عليه الصلاة والسلام. وأنت تعلم أن غالبه لا يصلح لذلك. اهـ. ملخصاً.
وكتب شيخنا أبو يوسف مصره، من أحيا القلوب بترغيبه وزجره: السيد محمد امين افندي واعظ الحضرة القادرية في بغداد المحمية المتوفى سنة 1273 على عبارة (الجوهر) للعلامة محمد بن عبد الرحيم الحنفي المنقولة في تأويل بعض كلمات الصوفية وإنها قد صدرت منهم في شطحاتهم وسكوتهم وغيبتهم عن المؤاخذات الشرعية كبعض عباراتهم المشعرة بالحلول والاتحاد، مثل قولهم بعضهم: ما في الجبة إلا الله وأنا الحق وغير ذلك مما صاروا فيه هدفاً للنقاد ما نصه: أقول فإذا كان الأمر كذلك فما الواجب لتدوين هذه العبارات الموهمة في ذلك في الأسفار وإشاعتها في سائر الأمصار حتى تمسك بها الإباحية الأشرار وتهافتوا عليها تهافت الفراش على النار وانظر نظر منصف هل يعذر مدونها عند الله تعالى بناء على أن محملها في نفس الأمر كما ذكره المؤلف مع ماورد عن النبي الأمين المأمون صلى الله عليه وسلم: ((كلموا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟)) .
ولعمر الله إن المنكر لها معذور كل العذر بل مثاب يوم الجزاء