الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفوائد منها، وإن أردت تفصيل أحوال هذا الإمام: من زهد وورع وعلم وصلاة وصيام، فعليك بالترجمة الأصلية وغيرها من الطبقات والتواريخ البهية.
تتمة
[نقلة فقه الإمام أحمد]
مطلب من نقل الفقه عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
قال الإمام أبو أسحق إبراهيم بن علي بن يوسف القيروز ابادي المعروف ((بالشيرازي)) المتوفي سنة 476 في كتابه طبقات الفقهاء: إن أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى عليه نقل عنه الفقه جماعة، منهم: أبنه صالح وكني أبا الفضل، وولي القضاء بأصفهان، ومات بها سنة ست وستين ومائتين وله ثلاث وستون سنة.
ومنهم أبنه الآخر عبد الله وكنيته أبو عبد الرحمن، وكان عالماً بعلل الحديث وأسماء الرجال، مات ببغداد سنة تسعين ومائتين وله تسع وتسعون سنة وقبر في مقابر باب التبن. وأوصى أن يدفن هناك وقال: قد بلغني أن هناك نبياً مدفوناً، ولا أكون في جوار نبي أحب إلى من أن أكون في جوار أبي.
ومنهم أبو علي حنبل بن أسحق، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتسن.
ومنهم أبو بكر المروذي وخرج إلى الغزو فشيعه الناس، فخرزوا بسر من رأى سوى من رجع نحواً من خمسين ألفاً، فقيل: يا أبا بكر، هذا علم قد نشر لك، فبكى ثم قال: ليس هذا العلم لي، إنما هو علم أحمد بن حنبل. وكان يقول: قليل التقوى يهزم كثير الجيش، مات سنة خمس وسبعين ومائتين، ودفن قريباً من أحمد.
ومنهم أبو بكر أحمد بن هانئ الكلبي الأثرم. وكان حافظاً للحديث. ومنهم أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وهو إمام في الحديث، مات سنة خمس وسبعين ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة. ومنهم أبو إسحق إبراهيم الحربي إمام في الحديث، وله مصنفات كثيرة، مات سنة خمس وثمانين ومائتين. ثم حصلت الرواية عن أحمد في طبقة أخرى.
فمنهم أبو بكر أحمد بن هرون الخلال، له مصنفات كثيرة في الفقه، وله كتاب الجامع في المذهب، واخذ العلم عن المروذي، وصالح وعبد الله أبني أحمد مات سنة إحدى عشرة وثلثمائة.
ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله الخرقى، مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن بشار الزاهد، وكان يروى مسائل صالح، توفى سنة ثلاث عشرة وثلثمائة.
ومنهم أبو محمد البهربهاري. ثم أنتقل إلى طبقة أخرى.
منهم أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي صاحب المختصر، وخرج من بغداد لما ظهر سب السلف، ومات بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلثمائة.
ومنهم أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن يزداد بن معروف صاحب أبي بكر الخلال، وله كتب في الفقه، توفي سنة ثلاث وستين وثلثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
ومنهم أحمد بن سليمان النجار الفقيه، وله كتاب الخلاف.
ومنهم أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، مات سنة ست وثلاثين وثلثمائة وأبو على النجاد، وأبو أسحق إبراهيم بن أحمد المعروف ((بابن شاقلا)) مات سنة تسع وستين، وابو الحسين بن عبد العزيز بن الحرث النميمي، مات سنة إحدى وتسعين وثلثمائة، وابو حفص عمر بن أحمد البرمكي، أبو الحسن
الخيرزي، وأبو عبد الله بن بطة العبكري، وأبو حفص عمر بن المسلم العبكري صاحب ابن بطة، ثم أبو عبد الله الحسن بن علي بن مروان بن حامد، مات سنة ثلاث وأربعمائة في طريق مكة.
ومنهم القاضي أبو على محمد بن أحمد بن أبو موسى الهاشمي، وكان حسن الفتيا معظماً لأهل العلم. قال الشيخ المصنف: حضرت حلقته وانتفعت به كثيراً وكان أخص الهاشميين بالقادر بالله، مات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وله مصنفات حسنة.
ومنهم أبو علي بن شهاب العبكري، مات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وكان فقيهاً شاعراً.
ومنهم أبو طاهر الغباري، مات سنة أثنين وثلاثين وأربعمائة.
ومنهم أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، واخوة أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز.
ومنهم أبو إسحق إبراهيم بن عمر البرمكي، وكان زاهداً صالحاً يفتى الناس في الجامع. مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ودفن ليلة عرفة - رحمهم الله تعالى. انتهى.
(قلت) : وكم برع في هذا المذهب من إمام فاضل، عالم تسير إليه الرواحل، وكم قلده من ولي كامل، وزاهد واصل. وآخر من سدد هذا المذهب، ونقح وهذب - آل قدامه، وآل تيميه، وابن قدامه الجوزية، ومن أخذ عنهم في البلاد الشامية، غير أن علماء المذاهب الثلاثة ومقلديهم أكثر وبحار تأليفاتهم بحسب الظاهر أغزر، فقد قال ابن عقيل: إن أكثر أصحاب أحمد من تعلق منهم باطراف العلم يخرج إلى التوغل في العلم والزهد. وأصحاب المذاهب كالحنفية والشافعية، فتوليتهم بالولايات تكون سبباً لكثرة أشتغالهم ونشرهم للعلم وتدريسهم. انتهى.