الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد تكلم يوماً مع أبي الحسن الكياهراسي في مسألة فقال له الكياهراسي ليس بمذهبك فقال: أنا لي اجتهاد متى طالبني خصمى بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي وأقوم له بحجتى - انتهى.
وكان ابن عقيل كثير التعظيم للإمام أحمد وأصحابه والرد على مخالفيهم وله مسائل كثيرة ينفرد فيها منها: أن الربا لا يجري إلا في الأعيان الستة المنصوص عليها: أن المشروع في عطية الأولاد التسوية بين الذكور والإناث ومنها: أنه يجوز استئجار الشجر المثمر تبعاً للأرض لمشقة التفريق بينهما.
ومنها: الزروع والثمار التي تسقى بماء نجس طاهرة مباحة وإن لم تسق بعده بماء طاهر ومنها: أنه لا يجوز وطء المكاتبة وإن اشترط وطؤها في عقد الكتابة ومنها: أنه لا زكاة في حلى المواشط المعد للكراء إلى غير ذلك.
توفي بكرة الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس عشرة وخمسمائة وصلى عليه في جامع القصر والمنصور.
قال ابن ناصر: حزرتهم بثلثمائة ألف ودفن قرب الإمام أحمد قاله ابن رجب
ونقل عنه أنه قال: تقلبت على الدول فما أخذتني دولة ولا عامة اعتقد أنه الحق وأوذيت من أصحابي حتى طلب دمى وأوذيت في دولة النظام بالطلب والحبس وقلت: يامن خفت لأجله لا تخيب ظني فيك فعصمني الله تعالى. انتهى.
فصل: وأما قول الشيخ ابن حجر:
وقد كتب إليه بعض أجلاء عصره - إلى آخره - فكتاب غير ملتئم المباني وتحريره متوعر المعاني لا يعرف قائله وقد استبان فيما سبق باطله مما سردته من كلام شيخ الإسلام وعقائده
الشهيرة بين الأنام وتصانيفه في مناقب الصحابة الكرام لا سيما الفاروق الإمام فما هذا إلا بهتان من الناقلين صريح وعزو غير مقرون بتصحيح وتدليس فيه مافيه كما لا يخفى على المنصف النبيه.
وأظنه من كتابه أبي العصر الذي ذكرنا جوابه فيما مر والشيخ في الحقيقة قد تكلم في حق البعض موافقاً في ذلك لغيره كما تقدم.
وقد بسطنا ذلك فتذكر - فما في العهد من قدم وأما بحثه في الصحابة الكرام فقد ذكرت لك ما يكذب عنه من نقض وإبرام.
ولعله أن يكون يوماً ما ذكر شيئاً راجعاً إلى تقليد المفضول والآخذ بروايته مع وجود الأفضل كما وقع في كافة المذاهب من أخذهم مثلاً بقول ان عباس أو ابن مسعود أو ابن عمر أو عثمان بن عفان دون غيرهم ممن هو أعلم بعد النبيين من كافة الناس كما سنبينه - إن شاء الله تعالى - في بحث الاجتهاد وهذا من الأمور المسلمة المستفيضة لدى مطلع على مآخذ المجتهدين نقاد فغيرت النقلة وبدلت وزورت وحرفت.
وما أحسن ما نقله شيخ مشايخنا خالد النقشبندى - نور الله تعالى مرقده - في رسالته في الكسب عن السنوسي في بحث الأشعري ما نصه: لا نسلم صحة هذا القول منه ولئن سلم فلعله صدر عنه في مباحثة جدلية لإفحام الخصم قويت منافرته عن الحق فاحتال في جذبه إلى الحق بنحو من السرقة ولذا قال المشايخ: ما ينقل عن عالم في المباحثة لا يجوز جعله مذهباً. انتهى.
فخذ ما فصلناه وتلقى ما سنمليه وما زبرناه فلعلك إن شاء الله تعالى تدفع به سوء الظن عن ذلك الإمام الجليل والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.