الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثالث: في السير والنزول
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الجَدْبِ فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ وَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ فَإِنَّهَا مَأْوَى الهَوَامِّ بِاللَّيْلِ". أخرجه مسلم (1) وأبو داود (2) والترمذي (3). [صحيح]
وزاد أبو داود (4): "وَلَا تَعْدُوا المَنَازِلَ".
"النِّقْيُ"(5): مُخُ العظام.
"وَالتَّعْرِيسُ": نزول المسافر آخر الليل ساعة للاستراحة (6).
قوله: (النوع الثالث) أي: من العشرة في السير والنزول.
قوله في حديث أبي هريرة: "في الخصب" أقول: بكسر الخاء المعجمة، وسكون الصاد المهملة آخره موحدة، في "القاموس" (7): الخصب بالكسر: كثرة العشب ورفاعة العيش.
وقوله: "فأعطوا الإبل حظها" أي: ارفقوا بها في السير ترعى في حال سيرها وغير الإبل مثلها من الأنعام.
"والجدب" بفتح الجيم وسكون المهملة فموحدة: المحل، وهو ضد الخصب.
(1) في صحيحه رقم (1926).
(2)
في "السنن" رقم (2569).
(3)
في "السنن" رقم (2808)، وهو حديث صحيح.
(4)
في "السنن" رقم (2569).
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(5/ 19).
(6)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(5/ 19).
(7)
"القاموس المحيط"(ص 102).
قوله: "وبادروا نقيها" أقول: بكسر النون وإسكان القاف والمثناة التحتية وهو المخ، والمعنى: أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها في السير.
والتعريس: نزول القوم آخر الليل للاستراحة كما في "القاموس"(1).
قوله: "مأوى الهوام"[245 ب] في رواية: "الموطأ"(2): "فإنها طرق الدواب والحيات" كما يأتي.
وقوله: "ولا تعدّوا المنازل" بفتح المثناة الفوقية، وتشديد الدال المهملة من العدو، وهو نهي عن مجاوزة المحال التي يعتاد المسافرون نزولها، لوجود المرافق فيها وعدمها في غيرها.
قوله: "النقي"(3) أي: بكسر النون وسكون القاف.
2 -
وعن خالد بن مَعْدَانَ يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى العُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذ الدَّوَابَّ العُجْمَ فَأنزِلُوهَا مَنَازِلهَا، فَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا، وَعَلَيْكُمْ بِسَيْرِ اللَّيْل؛ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ، وإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَإِنَّهَا طَرِيقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوَى الحَيَّاتِ". أخرجه مالك (4). [صحيح لغيره]
قوله في حديث خالد بن معدان: أقول: هو أبو عبد الله خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي من أهل حمص تابعي. قال: لقيت سبعين رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)"القاموس المحيط"(ص 718).
(2)
في "الموطأ"(2/ 979 رقم 38)، وهو أثر صحيح لغيره.
(3)
تقدم معناها.
(4)
في "الموطأ"(2/ 979 رقم 38)، وهو أثر صحيح لغيره.
قال ابن الأثير (1): كان من ثقات الشاميين. فقول المصنف يرفعه هو كما قاله ابن الأثير أيضاً، وهو مرسل كما لا يخفى.
قوله: "رفيق يحب الرفق" أقول: رفيق من الرفق والرأفة، فعيل بمعنى فاعل.
قوله: "تطوى بالليل" أي: تقطع مسافتها؛ لأن الإنسان فيه أنشط منه في النهار، وأقدر على المشي والسير، لعدم الحر وغيره، قاله في "النهاية"(2). ويمكن أن ذلك لسر يعلمه الله، وأنه يزوي الأرض فيه.
3 -
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإذَا عَرَّسَ قَبْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ". أخرجه مسلم (3). [صحيح]
قوله في حديث أبي قتادة: "نصب ذراعه" أقول: قال العلماء: نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم فتفوت صلاة الصبح عن [246 ب] وقتها أو عن أول وقتها.
4 -
وعن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رسول الله مَنْزِلاً تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ إِتَّما ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ". فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ مَنْزِلاً إِلَاّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالُ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ (4). [صحيح]
(1) في "تتمة جامع الأصول"(1/ 350 - 351 - قسم التراجم).
(2)
(2/ 130).
(3)
في صحيحه رقم (683).
(4)
في "السنن" رقم (2628)، وهو حديث صحيح.