الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني عشر: في دعاء قضاء الحاجة
1 -
عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ لِقضَاءِ الحاجَةِ يَقُولُ: "اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائِثِ". أخرجه الخمسة (1). [صحيح]
"الخُبثُ" بضم الباء جمع خبيث.
"والخَبَائِثُ" جمع خبيثة، والمراد بهما ذكور (2) شياطين الجن والإنس وإناثهم.
[قوله](3): (الثاني عشر) أي: (الفصل الثاني عشر: في دعاء قضاء الحاجة).
قوله: "في حديث أنس: دخل الخلاء"(4) هو بالخاء المعجمة ممدوداً؛ اسم الفضاء الخالي عن الناس وصار عرفاً اسماً لمحل قضاء الحاجة. والمراد إذا أراد (5) دخوله كما في الرواية الأخرى.
"كان إذا أراد أن يدخل الخلاء"(6).
(1) أخرجه البخاري رقم (142، 6322)، ومسلم رقم (122/ 375)، وأبو داود رقم (4، 5)، والترمذي رقم (5، 6)، وابن ماجه رقم (298)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (19).
وأخرجه أحمد (3/ 99، 101، 282)، وابن حبان رقم (1407)، وابن الجارود في "المنتقى" رقم (28)، وأبو عوانة (1/ 216)، والبيهقي (1/ 95)، وهو حديث صحيح.
(2)
قاله ابن حبان في صحيحه (4/ 254 - 255)، انظر:"فتح الباري"(1/ 243)، "غريب الحديث" للخطابي (3/ 221).
(3)
في (أ): "وكذا".
(4)
انظر: "النهاية"(1/ 529).
(5)
قاله الحافظ في "فتح الباري"(1/ 244).
(6)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (692).
وفي أخرى (1): "كان إذا دخل الكنيف" ذكرهما ابن الأثير في "الجامع"(2).
قوله: "الخبث" بضم الباء (3)، وقيل بسكونها.
قال النووي (4): ولا يصح قول من أنكر الإسكان [42 ب]، وفسره بما ترى.
وقيل: "الخبث" الكفر، و"الخبائث" الشياطين. وقيل:"الخبث" الشيطان، و"الخبائث" المعاصي.
2 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ". أخرجه أبو داود (5) والترمذي (6). [صحيح]
وله (7) في أخرى عن علي رضي الله عنه قال: "سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَني آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ الله". [صحيح]
(1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (142، 6322)، ومسلم رقم (122/ 375).
(2)
(4/ 313).
(3)
قاله الخطابي في "معالم السنن"(1/ 16 - مع السنن).
(4)
في شرحه لصحيح مسلم (4/ 71).
(5)
في "السنن" رقم (30).
(6)
في "السنن" رقم (7) وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد (6/ 155)، وابن ماجه رقم (300)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (79)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 158)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (90)، وابن حبان رقم (1444)، والبيهقي (1/ 97)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (23)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (693)، والبغوي في "شرح السنة"(1/ 379).
وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(7)
أي الترمذي في "السنن" رقم (606)، وهو حديث صحيح.
"الغُفْرَانُ"(1) مصدر، ونصبه بإضمار أطلب، وأستغفر لقصور الشكر عن بلوغ هذه النعمة، وقيل: استغفر من تركه ذكر الله سبحانه مدة لبثه على الخلاء؛ لأنه كان لا يترك ذكر الله إلا عند قضاء الحاجة، فرأى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار.
قوله: "في حديث عائشة: أخرجه الترمذي وأبو داود" قلت: وقال الترمذي (2): "حسن غريب".
قوله: "في حديث علي: وله" أي: الترمذي. قلت: وقال (3): "غريب"، وفي "الأذكار" (4) أنه قال الترمذي: إسناده ليس بالقوي.
قوله: "لقصور الشكر عن بلوغ هذه النعمة" قلت: ويؤيده حديث أبي ذر (5) عند الترمذي، كان يقول إذا خرج من الخلاء:"الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"، وفي رواية:"الحمد لله الذي أخرج عني أذاه، وأبقى فيّ منفعته". وأخرجه ابن ماجه (6) عن أنس.
(1) قاله ابن الأثير في "النهاية"(1/ 312).
(2)
في "السنن"(2/ 504).
(3)
في "السنن"(2/ 504) حيث قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي.
(4)
(1/ 106).
(5)
أخرجه النسائي كما في "الجامع الصغير" رقم (6249) من حديث أبي ذر، ورمز السيوطي ....
وقال المناوي في "فيض القدير"(5/ 122): "
…
وفي النسائي إسناده مضطرب غير قوي".
وقال الدارقطني: حديث محفوظ. وقال المنذري: ضعيف.
(6)
في "السنن" رقم (301)، وهو حديث ضعيف.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 92 رقم 120): "هذا حديث ضعيف، ولا يصح بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإسماعيل بن مسلم المكي متفق على تضعيفه، وفي طبقته جماعة يقال لكل منهم: إسماعيل بن مسلم؛ يضعفوا". وهو حديث ضعيف، والله أعلم.