الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "العشرون" أي: "الفصل العشرون في الدعاء المشروع لمن رأى المبتلى".
بأي بلية.
قوله: "عن عمر وأبي هريرة".
أقول: هكذا في "الجامع"(1)، والذي رأيته في الترمذي (2) عن عمر وساقه، ثم قال (3):"هذا حديث غريب"، ثم قال: وفي الباب عن أبي هريرة (4). وأخرجه بعد أن قال في حديث عمر، ثم قال (5): وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، شيخ بصري، وليس هو بالقوي في الحديث وقد تفرد عن سالم بن سالم بن عبد الله بن عمر. انتهى.
وعمرو بن دينار: هو الذي ساق عنه رواية عمر، ثم قال الترمذي (6): وقد روي بن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: "إذا رؤي صاحب بلاء يتعوذ، يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء" ثم ساق حديث أبي هريرة بلفظ حديث عمر، إلا قوله عوفي في الأول، فإنه في الثاني [50 ب] لم يصبه كما ذكره المصنف وقال (7):"إنه حديث حسن غريب من هذا الوجه".
القسم الثاني من الباب الثاني: في أدعية غير مؤقتة ولا مضافة
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي،
(1)(4/ 331 رقم 2345).
(2)
في "السنن" رقم (3431)، وهو حديث حسن.
(3)
في "السنن"(5/ 493)
(4)
في "السنن" رقم (3432)، وهو حديث صحيح.
(5)
في "السنن"(5/ 493)
(6)
في "السنن"(5/ 493)
(7)
في "السنن"(5/ 493)
وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ". أخرجه مسلم (1). [صحيح].
قوله: "القسم الثاني".
تقدم له أن الباب الثاني في أقسام الدعاء وفيه قسمان. وعدَّ في القسم الأول عشرين فصلاً واستوفاها.
قوله: "ولا مضافة" أي: إلى سبب.
قوله: "في حديث أبي هريرة الذي فيه عصمة أمري".
العصمة (2): المنعة. أي: منعة أمري عن شرور الدنيا والآخرة، والإصلاح: ضد الإفساد، وهذا حديث جليل اشتمل على خمس جمل كلها شاملة لصلاح كل حال.
2 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". أخرجه الشيخان (3) وأبو داود (4). [صحيح]
قوله: "في حديث أنس: آتنا في الدنيا حسنة" أخرج عبد الرزاق (5) عن قتادة في قوله: "آتنا في الدنيا حسنة" قال: عافية. "وفي الآخرة حسنة" قال: عافية.
(1) في صحيحه رقم (2720)، وهو حديث صحيح.
(2)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 216)، "غريب الحديث" للهروي (3/ 102).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه (4522)، ومسلم رقم (2690).
(4)
في "السنن" رقم (1519)، وهو حديث صحيح.
(5)
في مصنفه رقم (8963).
وأخرج ابن أبي شيبة (1)، وعبد بن حميد (2)، ابن جرير (3)، والمرهبي (4) في فضل العلم، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5) عن الحسن في قوله:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" قال: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة.
وأخرج ابن جرير (6) عن السدي قال: حسنة الدنيا؛ المال، وحسنة الآخرة؛ الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم (7) عن الحسن [51 ب]: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" قال: الرزق الطيب، والعلم النافع.
وأخرج ابن أبي حاتم (8)، عن محمد بن كعب قال: المرأة الصالحة من الحسنات.
وأخرج ابن المنذر (9) عن سالم بن عبد الله: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" قال: الثناء.
فهذا تفسير السلف.
قوله فيه: "أخرجه الشيخان وأبو داود" زاد في "الدر"(10): وابن أبي شيبة، والنسائي، وأبو يعلى.
(1) في مصنفه (4/ 108)، (10/ 367 - 368).
(2)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 560).
(3)
في "جامع البيان"(3/ 546).
(4)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 560).
(5)
رقم (4045).
(6)
في "جامع البيان"(3/ 546 - 547).
(7)
في تفسيره (2/ 358 رقم 1879).
(8)
في تفسيره رقم (2/ 358 رقم 1882).
(9)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 561).
(10)
(1/ 560).
3 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَأَلَ الله الجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الجَنَّةُ: اللهمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ. وَمَنِ استَجَارَ بِالله ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنَ النَّارِ، قَالَتِ النَّارُ: اللهمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ". أخرجه الترمذي (1) والنسائي (2). [صحيح]
وعن علي رضي الله عنه: أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي. فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ الله عَنْكَ، قَالَ:"قُلِ: اللهمَّ اكْفِني بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ". أخرجه الترمذي (3) والنسائي (4). [حسن]
"صِير" بصاد مهملة مكسورة، ثم مثناة من تحت ساكنة ثم راء: جبل لطيء، وجبل على الساحل أيضاً بين عمان وسيراف، فأما جبل صبير: بباء موحدة بين الصاد، والمثناة، فإنما جاء في حديث معاذ (5).
(1) في "السنن" رقم (2572).
(2)
في "السنن" رقم (5521)، وهو حديث صحيح.
(3)
في "السنن" رقم (3563).
(4)
لم أجده في النسائي، ولم يعزه ابن الأثير في "الجامع"(4/ 348) رقم (2374) للنسائي.
وأخرجه أحمد (1/ 154)، والحاكم (1/ 538)، والبزار رقم (563). وهو حديث حسن، والله أعلم.
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 348).