الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "الجارية" يريد السفينة من قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)} (1)، والمخر في الأصل: الشق مخرت السفينة إذا شقته بصدرها.
النوع التاسع: في تلقي المسافر
1 -
عن السائب بن يزيد رضي الله عنهما قال: ذهَبنَا نَتلَقَّى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ مَقْدَمَهُ مِنْ غزْوَةِ تَبُوكَ. أخرجه البخاري (2) وأبو داود (3) والترمذي (4). [صحيح]
([النوع التاسع في تلقي المسافر] (5))
قوله في نوع تلقي المسافر: "عن السائب بن يزيد"(6) أقول: ولد (7) في الثانية من الهجرة، حضر حجة الوداع مع أبيه وهو ابن سبع سنين. [252 ب].
قوله: "مقدمه من غزوة تبوك" أقول: قال ابن الأثير (8) بعد رواية أول الحديث: بلفظ زاد في رواية: "مقدمه من غزوة تبوك"، وفي رواية قال:"أذكر أني خرجت مع الصبيان"، وفي أخرى:"بغلمان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع مقدمه من تبوك" أخرجه البخاري. انتهى.
قوله: "ثنية الوداع" بفتح المثلثة وكسر النون وتشديد المثناة التحتية وهي: الطريق في الجبل كالنقب. وقيل: الطريق إلى الجبل. وقيل: العقبة. وقيل: الجبل نفسه، وأضيفت إلى
(1) سورة الرحمن: 24.
(2)
في صحيحه رقم (4426، 4427).
(3)
في "السنن" رقم (2779).
(4)
في "السنن" رقم (1718).
(5)
سقط من (أ).
(6)
قاله ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول"(1/ 434 - قسم التراجم).
(7)
قاله ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول"(1/ 434 - قسم التراجم).
(8)
في "جامع الأصول"(5/ 33 - 34).
الوداع؛ لأن الخارج من المدينة يمشي معه المودعون إليها. وقيل: إن المسافرون من المدينة كان يشيع إليها ويودع عندها قديماً. وصحح هذا القاضي عياض (1)، واستدل عليه بقول نساء الأنصار حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم:
طلع البدر علينا
…
من ثنيات الوداع
فدل على أنه اسم قديم، وبعده:
وجب الشكر علينا
…
ما دعا لله داع
قوله: "كانوا يودعون من توجه إلى الشام منها ويتلقون من قدم منه إليها".
2 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَرسول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَأتَاهُ فَقَرَعَ البَابَ فَقَامَ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَالله مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ. أخرجه الترمذي (2). [ضعيف]
قوله في حديث عائشة: "عرياناً" بضم المهملة أي: ليس على جسده ثوبه، لا أنه عرياناً لا مئزر عليه، ورج ثوبه للعجلة يتلقى من يحبه وقدم عليه.
وفيه جواز العناق والتقبيل.
قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (3): حسن غريب.
3 -
وعن الشعبي قال: تَلَقَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَالتَزَمَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. أخرجه أبو داود (4). [ضعيف]
(1) في "مشارق الأنوار"(1/ 204).
(2)
في "السنن" رقم (2732)، وهو حديث ضعيف.
(3)
في "السنن"(5/ 77) وقال: حسن غريب، لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه.
(4)
في "السنن" رقم (5220)، وهو حديث ضعيف.
قوله: "وعن الشعبي" أقول: هو عامر بن شراحيل الشعبي، تابعي جليل (1) القدر، فقيه كبير، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أكثر. مات سنة أربع ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة. إذا عرفت هذا فحديثه هذا [252 ب] مرسل، ومعناه معنى حديث عائشة الذي قبله، إلا أنه عين هنا موضع التقبيل، وأنه بين عينيه، إلا أن لفظ ابن الأثير (2):"قبل ما بين عينيه". واحتج الثوري (3) بهذا الحديث على مالك بن أنس (4) في جواز المعانقة، وذهب مالك إلى أنه مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم. وما ذهب إليه سفيان (5) من حمل الحديث على عمومه أظهر. وأما المصافحة باليد؛ ففيها أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم:"تمام تحيتكم المصافحه"(6)، وقوله:"إن أهل اليمن قد سنوا لكم المصافحة"(7)، وقد أطال في "فتح الباري"(8) في جواز ذلك.
(1) قاله ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول"(2/ 625 - 626 - قسم التراجم).
(2)
في "الجامع"(5/ 34 رقم 3028).
(3)
انظر: "موسوعة سفيان الثوري"(ص 260).
(4)
"مدونة الفقه المالكي وأدلته"(2/ 347 - 348).
(5)
"مدونة الفقه المالكي وأدلته"(2/ 347 - 348).
(6)
أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (2731) عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته - أو قال: على يده - فيسأله كيف هو، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة".
وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(7)
أخرج أحمد (3/ 251) عن أنس قال: إنه لما أقبل أهل اليمن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم أهل اليمن هم أرق منكم قلوباً" قال أنس: وهم أول من جاء بالمصافحة. بإسناد صحيح.
(8)
(11/ 54 - 55).