الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: في كيفية الدعاء
1 -
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سَمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلَاتِهِ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَجِلَ هَذا"، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ:"إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ الله والثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ". أخرجه أصحاب السنن (1). [صحيح]
قوله: "في حديث فضالة: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو".
لفظه في الترمذي (2) عن فضالة [398 ب]: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً إذ دخل رجل فصلى فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فأحمد الله بما هو أهله وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعه" قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أيها المصلي! ادع تجب". انتهى.
ورواه عن فضالة (3) أيضاً بمثل [لفظ](4) رواية المصنف، وقال: هذا أخرجه أصحاب السنن.
قلت: قال الترمذي (5): هذا حديث حسن، ورواه فضالة أيضاً من طريق آخر مثل لفظ المصنف وقال (6): هذا حديث صحيح.
(1) أخرجه أبو داود في "السنن"(1481)، والترمذي رقم (3477)، (3478)، والنسائي رقم (1284). وأخرجه أحمد (6/ 18)، وابن حبان رقم (510)، والحاكم (1/ 230)، وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن" رقم (3477)، وهو حديث صحيح.
(3)
في "السنن" رقم (3478).
(4)
زيادة من (أ).
(5)
في "السنن"(5/ 659).
(6)
في "السنن"(5/ 659).
2 -
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، لا يَصْعَدُ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيَّ، فَلا تَجْعَلُوني كغُمْرِ الرَّاكِبِ، صَلَّوا عَلَيَّ أوَّلَ الدُّعَاءٍ وَأوْسَطَهُ وَآخِرَهُ" أخرجه الترمذي (1) موقوفاً على عمر، ورفعه رزين. [حسن]
"الغُمْرُ"(2) القَدَح الصغير كالقعب. والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده، ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلقه على آخرة الرحل أو نحوها كالعلاوة فليس عنده بمهم، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا الصلاة عليه تبعاً غير مهمة.
قوله: "في حديث عمر: كغمر الراكب" بالغين المعجمة، في "النهاية" (3): بضم الغين وفتح الميم، وذكر مثل تفسير المصنف.
قوله: "القدح الصغير" في "القاموس"(4): القعب: القدح الضخم الجافي أو إلى الصغر، أو يروى الرجل، جمعه أقعب وقعاب وقعبه. انتهى.
وجزم في النهاية (5) بهذا الأخير.
(1) في "السنن" رقم (486).
قال النووي في "الأذكار": أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى، والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك يختم بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة.
(2)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 156)، وانظر:"غريب الحديث" للخطابي (1/ 189)، "النهاية في غريب الحديث"(2/ 320).
(3)
(2/ 320).
(4)
"القاموس المحيط"(ص 301).
(5)
(2/ 320).
3 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كُنْتُ أُصَلِّي والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى الله، ثُمَّ بالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"(1). [حسن]
قوله: "في حديث ابن مسعود: سل تعطه" أي: تعطى المسئول؛ وذلك لأنه قد استوفى شرائط الدعاء. [399 ب].
4 -
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا دَعَا لأَحَدٍ بَدَأَ بِنَفْسِهِ"(2). أخرجهما الترمذي وصححهما. [صحيح]
قوله: "في حديث أبي بن كعب: بدأ بنفسه" هذا هو الذي دل عليه القرآن: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} (3)، {اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} (4) الآية. ووجهه حديث:"ابدأ بنفسك" لأن جلب الخير لنفس الإنسان ودفع الضر عنها أهم من جلبه لغيره.
وأخرج ابن أبي شيبة (5) والطبراني (6) من طريق سعيد بن يسار قال: "ذكرت رجلاً عند ابن عمر فترحمت عليه، فلهز في صدري وقال لي: ابدأ بنفسك".
والحديث الذي أخرجه الترمذي أخرجه مسلم (7) في أول قصة موسى والخضر، إلا أن لفظه:"كان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه"، ويؤيد هذا القيد أنه صلى الله عليه وسلم دعا لغير نبي فلم
(1) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (593)، وهو حديث حسن.
(2)
أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (3385)، وهو حديث صحيح.
(3)
سورة الحشر: 10.
(4)
سورة نوح: 28.
(5)
في مصنفه (10/ 220 رقم 9287).
(6)
ذكره الحافظ في "فتح الباري" من طريق ابن أبي شيبة.
(7)
في صحيحه رقم (172/ 2380).
يبدأ بنفسه، كقوله في قصة هاجر: "يرحم الله أم إسماعيل
…
" (1) الحديث، وقوله لحسان: "اللهم أيده بروح القدس" (2)، ولابن عباس: "اللهم فقهه في الدين" (3)، ودعاؤه للمسافر ولمن يودعه وغير ذلك.
وإذا عرفت هذا فحديث الترمذي مقيد برواية مسلم، وقد ثبت:"أنه صلى الله عليه وسلم دعا لبعض الأنبياء ولم يبدأ بنفسه" كحديث أبي هريرة في البخاري (4) وغيره: "رحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد"، وحديث البخاري (5):"يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر" فالبداية بنفسه في الدعاء للأنبياء أغلبي.
5 -
وعن أبي مصبح المقرائي عن أبي زهير النميري رضي الله عنه قال: "خَرَجْنا مَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَلحَّ في المَسْأَلَةِ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوْجَبَ إِنْ خَتَمَ"، فَقِيلَ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَختِمُ يا رسول الله؟ قَالَ: "بِآمِينَ"، وانْصَرَفَ، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ: يا فُلَانُ! اخْتِمْ بِآمِينَ، وَأَبْشِرْ". أخرجه أبو داود (6). [ضعيف]
"أوْجَبَ": إذا فعل شيئاً يوجب له الجنة أو النار.
(1) أخرجه البخاري رقم (2386) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء - لكانت عيناً معيناً
…
".
(2)
أخرجه البخاري رقم (1652) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3)
أخرجه البخاري رقم (143)، ومسلم رقم (2477) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
في صحيحه رقم (2372)، وأخرجه مسلم رقم (151).
(5)
في صحيحه رقم (3150)، وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (1068).
(6)
في "السنن" رقم (938)، وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
قوله: "وعن أبي مصبح المقرائي" مصبح بضم الميم وفتح الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة وكسرها وبالحاء المهملة، والمقرائي بضم الميم وسكون القاف وفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد [400 ب] المثناة التحتية.
ومصبح تابعي من الطبقة الثانية من تابعي الشاميين، وأبو زهير مصغر زهر، عدَّه ابن الأثير في "الصحابة"(1)، ولم يذكر اسمه، وكذا الكاشغري.
وقال ابن السمعاني (2): إن المقرائي بضم الميم، وقيل: بفتحها، نسبة إلى مقرى، قرية بدمشق.
وقال أبو داود (3): قبيلة من حمير (4)، وقال الدمياطي: مقرى بضم الميم لا غير.
وأبو مصبح؛ قال أبو حاتم (5): ثقة لا أعرف اسمه، وفي الحديث الحث على ختم الدعاء بآمين.
6 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلِ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللهمَّ ارْحَمْني إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فَإِنَّ الله لا مُسْتكْرِهَ لَهُ". أخرجه الشيخان (6). [صحيح]
(1) في "أسد الغابة"(6/ 122 رقم 5922).
(2)
في "الأنساب" للسمعاني (ت 562 هـ)، (2/ 366 - 367).
(3)
في "السنن"(1/ 578).
(4)
في هامش المخطوط: "مقرى مخلاف من آنس في اليمن خرج منه علماء كما في جزيرة الهمداني ومعجم البلدان. تمت".
(5)
في "الجرح والتعديل"(9/ 445).
(6)
البخاري رقم (6338، 7464)، ومسلم في صحيحه رقم (2678).
وللستة (1) إلا النسائي عن أبي هريرة بنحوه. [صحيح]
"العَزْمُ": الجد، ونفي التردد.
قوله: "في حديث أنس: ولكن ليعزم المسألة" أي: الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم: الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه ولا يعلق ذلك بمشيئة الله، وإن كان مأموراً في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله (2).
وقيل (3): معنى العزم أن يحسن الظن بالله في الإجابة، ولمسلم (4) في رواية:"ليعزم المسألة ويعظم الرغبة" أي: يبالغ في تكرير الدعاء والإلحاح فيه، ويحتمل أن المراد الأمر بطلب الشيء العظيم الكثير، ويؤيده ما في آخر هذه الرواية:"فإن الله لا يتعاظمه شيء".
قوله: "لا مستكره له" المراد: أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء فيخفف الأمر عليه ويعلمه أنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه، وأما الله تعالى فهو منزه عن ذلك، فليس للتعليق فائدة (5).
واختلف: هل النهي للتحريم أو للتنزيه؟ ذهب ابن عبد البر (6) إلى الأول فقال: لا يجوز لأحد أن يقول: "اللهم أعطني إن شئت" وغير ذلك من أمور الدنيا والدين؛ لأنه كلام مستحيل لا وجه له؛ لأنه لا يفعل إلا ما يشاء، وهذا هو الظاهر.
(1) أخرجه البخاري رقم (6339)، ومسلم رقم (2679)، وأبو داود رقم (1483)، والترمذي رقم (3497)، وابن ماجه رقم (3854)، والموطأ (1/ 213).
(2)
ذكره الحافظ في "فتح الباري"(11/ 140).
(3)
قاله الحافظ في "الفتح"(11/ 140).
(4)
في صحيحه رقم (8/ 2679).
(5)
ذكره الحافظ في "فتح الباري"(11/ 140).
(6)
ذكره الحافظ في "فتح الباري"(11/ 140).
وذهب [264/ أ] النووي (1) إلى الثاني، قال الحافظ (2): وهو أولى، ويؤيده ما سيأتي في حديث الاستخارة.
قلت: وفيه تأمل؛ لأنه في دعاء الاستخارة لم يكن قد جزم بمطلوب معين، إنما هو متردد في الكلام [401 ب] هنا في طلب معين.
قال ابن بطال (3): في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء، ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة؛ فإنه يدعو كريماً.
وقد قال ابن عيينة (4): لا يمنعن أحد الدعاء ما يعلم من نفسه - يعني من التقصير - فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين يقال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)} (5).
قلت: يتأمل فيما استدل به؛ فإنه تعالى لم يجب إبليس إلى مطلوبه، بل أجابه بغير ما طلبه، فقال:{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)} (6)، وهو عند انقضاء دار الدنيا، ومطلوبه أن لا يموت؛ لأنهم إذا بعثوا الخلائق من الأجداث فلا موت.
ويقوي ما في بعض كتب التفسير أنه إنما أجاب الله بإخباره بما سبق به القدر من إنظاره إلى الوقت المعلوم فليس بإجابة لدعائه.
(1) في شرحه لصحيح مسلم (17/ 7).
(2)
في "فتح الباري"(11/ 140).
(3)
في شرحه لصحيح البخاري (10/ 99).
(4)
ذكره ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري (10/ 99 - 100).
(5)
سورة الحجر: 36.
(6)
سورة الحجر: 37 - 38.
7 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كُنَّا فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْبَعُوا عَلَى أنفُسِكُمْ، فِإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا وَهُوَ مَعَكُمْ، والَّذِي تدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ راحِلَتِه". أخرجه الخمسة (1) إلا النسائي. [صحيح].
"ارْبَعوُا"(2) أي: ارفقوا.
8 -
وعن معاذ رضي الله عنه قال: سَمِعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ. فَقَالَ: "أَيُّ شَيْءٍ تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ ". قَالَ: دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِها أَرْجُو بِهَا الخَيْرَ. قَالَ: "فَإِنَّ تَمَامِ النِّعْمَةِ دُخُولَ الجَنَّةِ، والفَوْزَ مِنَ النَّارِ". وَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرامِ؛ فَقَالَ: "قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ، فَسَلْ". وَسَمِعَ آخَرَ يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ، فَقَالَ:"سَأَلْتَ الله البَلَاءَ، فَسَلْهُ العَافِيَةَ". أخرجه الترمذي (3). [ضعيف]
قوله: "سألت الله البلاء" فيه أن سؤال اللازم سؤال للملزوم؛ لأن الصبر لازم للبلاء، لأنه لا صبر إلا على مصبور عليه، وأمره أن يسأل الله العافية، إن قلت: قد ورد حديث دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعلني صبوراً
…
" (4) الحديث، قلت: هو سؤال أن يكون صفته وسجيته الصبر [402 ب] إذا نزلت النوازل.
(1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (4205)، ومسلم رقم (2704)، وأبو داود رقم (1526، 1527، 1528)، والترمذي رقم (3461).
(2)
انظر: "النهاية"(1/ 628)، "الفائق" للزمخشري (1/ 203).
(3)
في "السنن" رقم (3527)، وهو حديث ضعيف.
(4)
عن ابن بريدة عن أبيه: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني دعوة فقال: "اللهم اجعلني صبوراً، اللهم اجعلني شكوراً، اللهم اجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً". =
9 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ ما سِوَى ذَلِكَ (1). [صحيح]
قوله: "في حديث عائشة: يستحب الجوامع من الدعاء" هي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمع الثناء على الله وآداب المسألة.
10 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا (2). أخرجه أبو داود. [صحيح]
قوله: "في حديث ابن مسعود: أن يدعو ثلاثاً" ترجم البخاري (3): باب تكرير الدعاء، وذكر حديث عائشة (4):"أنه صلى الله عليه وسلم سُحر فدعا ودعا"، وفي حديث أنس (5) عنده:"كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً".
قلت: وهذا أغلبي، وإلا فربّ كلمة لم ينطق بها إلا مرة، وربّ دعاء كذلك.
= أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"(1/ 2/ 191)، وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 184) كلاهما من طريق عقبة بن عبد الله الأصم عن بريدة عن أبيه، قال ابن أبي حاتم عن أبيه:"هذا حديث منكر لا يعرف، وعقبة لين الحديث".
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 181) من دعائه لا من تعليمه، وقال: رواه البزار، وفيه عقبة بن عبد الله الأصم وهو ضعيف، وحسَّن البزار الحديث، وهو حديث منكر.
(1)
أخرجه أبو داود في "السنن"(1482).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (2412)، وهو حديث صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود رقم (1524)، وأحمد (1/ 394، 397)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (457)، والسني رقم (370)، وابن حبان رقم (2410)، وهو حديث صحيح.
(3)
في صحيحه (11/ 192 الباب رقم 57 مع الفتح).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه رقم (6391).
(5)
أخرجه أحمد في "المسند"(3/ 221).