الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقول: بفتح الغين المعجمة وتشديد النون. قال ابن الأثير (1): هو عبد الله بن غنام البياضي، عداده في أهل الحجاز، وحديثه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة في الدعاء. انتهى.
وقول المصنف البياضي [25 ب] نسبة إلى بني بياضة بطن من الأنصار. وهذا الحديث قال النووي في "الأذكار"(2): إنه رواه أبو داود بإسناد جيد لم يضعفه. انتهى.
الفصل الخامس: في أدعية النوم والانتباه
1 -
عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "الحَمْدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مَنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ". أخرجه مسلم (3) وأبو داود (4) والترمذي (5). [صحيح]
قوله: "الخامس: في أدعية النوم والانتباه"(6).
قوله: "في حديث أنس: آوى" في "النهاية"(7): آوى وأوى بمعنى، والمقصور منها لازم ومتعد.
قوله: "وآوانا" قال: فيها ومن الممدود حديث الدعاء: "الحمد لله الذي كفانا وآوانا" أي: ردنا إلى مأوى لنا ولم يجعلنا متشردين كالبهائم.
(1) في تتمة "جامع الأصول" قسم التراجم (2/ 581) له. وانظر: "الاستيعاب" رقم (1470).
(2)
(1/ 230 رقم 211/ 20).
(3)
في صحيحه رقم (2715).
(4)
في "السنن" رقم (5053).
(5)
في "السنن" رقم (3396)، وهو حديث صحيح.
(6)
زيادة من (أ).
(7)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 89 - 90).
والمأوى (1): المنزل. انتهى. ويفهم منه أن المراد ممن لا كافي ولا مؤوي هي البهائم ونحوها والسباع والطير.
2 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ المُعَوِّذَتَيْنِ، وَقُلْ هَوَ الله أَحَدٌ، وَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَجَسَدَهُ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا اشْتَكى كانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ". أخرجه الستة (2) إلا النسائي. [صحيح]
وفي رواية: لهؤلاء غير مالك ومسلم.
3 -
عن حذيفة رضي الله عنه: كَانَ إِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "بِاسْمِكَ اللهمَّ أَحْيَا وَأَمُوتُ". وإذَا أَصْبَحَ قَالَ: "الحَمْدُ لله الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"(3). [صحيح]
قوله: "في حديث عائشة: ومضجعه" أقول: بفتح الجيم. وعن القرطبي (4) بكسرها أيضاً كالمطلع بالكسر وهو موضع الضجع.
قوله: "نفث في يديه" قال أهل اللغة (5): النفث نفخ لطيف بلا ريق، والنفث يكون بعد جمع كفيه وقبل القراءة، وفائدته التبرك بالهدي، والنفس المباشر طريقة والذكر الحسن
(1) قاله ابن الأثير في "النهاية"(1/ 90).
(2)
أخرجه البخاري رقم (5017)، وطرفاه رقم (5748 و6319)، ومسلم في صحيحه رقم (2192)، وأبو داود رقم (3902)، وابن ماجه رقم (3528، 3529)، ومالك في "الموطأ"(2/ 942 - 943). وهو حديث صحيح.
(3)
أخرجه البخاري رقم (6312)، والترمذي رقم (3417)، وأبو داود رقم (5049)، وابن ماجه رقم (3880)، وهو حديث صحيح.
(4)
انظر: "المفهم"(5/ 577 - 578).
(5)
"الفائق" للزمخشري (4/ 9)، "غريب الحديث" للهروي (1/ 298).
[295/ أ]، وكأنه يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى. قاله في "مفتاح الحصن".
قوله: "ويمسح بهما وجهه وجسده" لفظه في الصحيحين: "ثم مسح بهما ما استطاع من جسده". [26 ب].
وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أوَيْتَ إلى فرَاشِكَ فَقُل: اللهمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَاّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْكَ إنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ وَإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ خَيْرًا". أخرجه الخمسة (1) إلا النسائي، ولم يذكر أبو داود:"وَإنْ أصْبَحْت .. إلخ". [صحيح]
وفي أخرى للترمذي (2): "كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ تَوَسَّدَ يَمِينَهُ وقال: "اللهمَّ قِنيِ عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ، أو تَبْعَثُ عِبَادَكَ". [صحيح]
"الرَّغْبَةُ"(3): طلب الشيء وإرادته. "وَالرَّهْبَةُ"(4): الفزع.
قوله: "في حديث البراء: رغبة ورهبة إليك" أي: طمعاً في ثوابك، خوفاً من عقابك.
وقوله: "لا ملجأ منك" أي: إلى أحد.
(1) أخرجه البخاري رقم (247)، ومسلم في صحيحه رقم (2710)، وأبو داود رقم (5046)، والترمذي رقم (3395، 3574)، وابن ماجه رقم (3876).
(2)
في "السنن" رقم (3398)، وهو حديث صحيح.
(3)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 668).
(4)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 705).
"ولا منجا منك إلا إليك" وأصل (1) ملجأ بالهمز ومنجا بغير همز؛ ولكن لما جمعا جاز أن يهمز للازدواج فهذه ثلاثة، ويجوز التنوين مع القصر.
قوله: "متَّ على الفطرة" أي: دين الإسلام. وهذا الذكر يشتمل على الإيمان بكل ما يجب الإيمان به، من الكتب والرسل إجمالاً، وعلى إسناد الكل إلى الله مع التوكل عليه والرضا بقضائه والاعتراف بالثواب والعقاب.
قوله: "أخرجه الخمسة" في "الجامع"(2) نسبه إلى البخاري ومسلم فقط.
قوله: "وفي أخرى للترمذي".
قلت: هي رواية أخرجها الترمذي عن حذيفة (3) والبراء (4)، ولفظها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال: "اللهم قني
…
" الحديث. [27 ب] وفي حديث البراء: كان يتوسد يمينه.
ورواه أبو داود (5) من حديث حفصة أم المؤمنين بلفظ: "إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: وزاد ثلاث مرات".
وقال الترمذي (6) بعد إخراج حديث حذيفة: "حسن غريب".
(1) انظر: "الفائق" للزمخشري (1/ 36)، "المجموع المغيث"(3/ 111).
(2)
(4/ 263).
(3)
في "السنن" رقم (3398)، وهو حديث صحيح.
(4)
أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (3399).
(5)
في "السنن" رقم (5045)، وهو حديث صحيح دون قوله:"ثلاث مرات".
(6)
في "السنن" رقم (5/ 471) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقال بعد حديث البراء رقم (3399): هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
5 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَبِحَمْدِكَ أَستَغْفِرُكَ لِذَنْبِي وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ. اللهمَّ زِدْنِي عِلْمًا، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ"(1). [ضعيف]
6 -
وعن علي رضي الله عنه قال: كانَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ: "اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِا. اللهمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ المَغْرَمَ وَالمَأْثَمَ، اللهمَّ لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ وَلَا يُخْلَفُ وَعْدُكَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدَّ مِنْكَ الجَدُّ. سُبْحَانَك اللهمَّ وَبِحَمْدِكَ"(2). أخرجهما أبو داود. [ضعيف]
"وَالمأْثَمُ"(3) ما يأثم به الإنسان وهو الإثم نفسه. "وَالمغْرَمُ"(4): التزام الإنسان ما ليس عليه من تكفل إنسان بدين فيؤديه عنه.
قوله: "في حديث علي عليه السلام: من المأثم" هو الأمر الذي يأثم به الإنسان وهو الإثم نفسه، وضع للمصدر موضع الاسم، يريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم
(1) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (5068) وهو حديث ضعيف.
(2)
أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (5052)، وهو حديث ضعيف.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (767)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (713)، والطبراني في "الصغير" رقم (998)، وفي "الدعاء" رقم (238)، وفي "الأوسط"(2/ 124/ 2) من طرق.
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 384): إسناده صحيح.
(3)
قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 39): المأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم.
وانظر: "المجموع المغيث"(1/ 30).
(4)
قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 304): الغارم: الذي يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه، والغرم: أداء شيء لازم.
والمَغْرَم: هو مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم: الذنوب والمعاصي.
وهو الدين، ويريد به ما استدين مما يكره الله أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه، فإما دين احتاج إليه وهو قادر على أدائه فلا يُستعاذ منه (1).
7 -
وعن بريدة رضي الله عنه قال: شَكَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ المَخْزُوميُّ رضي الله عنه فقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الأَرَقِ، فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللهمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَا أَظَلَّتْ، رَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَىَّ أَحَدٌ، أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ". أخرجه الترمذي (2). [ضعيف]
"الأَرَقُ"(3): السهر. "وَيَفْرُطَ": يبدر.
قوله: "في حديث بريدة: ما أظلت" بالظاء المشالة.
وقوله: "الشياطين وما أضلت" بالضاد غير المشالة من الضلالة.
قوله: "يفرط"(4) بفتح الفاء وضم الراء من الفرط، وهو العدول وتجاوز الحدّ ظلماً.
قوله: "أخرجه الترمذي: قال النووي في "الأذكار" (5): إنه أخرجه بإسناد ضعيف وضعفه.
8 -
وعن مالك: أنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ رضي الله عنه قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُرَوَّعُ فِي مَنَامِي.
(1) قاله ابن الأثير في "النهاية"(2/ 304).
(2)
أخرجه الترمذي رقم (3523)، وهو حديث ضعيف.
(3)
قال ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 272): السهر في الليل لامتناع النوم.
(4)
"النهاية"(2/ 361).
(5)
(1/ 280 رقم 289/ 76).