الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الترمذي: لم يروه إلا عن ابن الزبير لا عن ابن عمر، فالله أعلم كيف وقع لابن الأثير نسبته إلى ابن عمر وتبعه المصنف. [30 ب].
الفصل الثامن: في أدعية السفر
1 -
عن مالك: أنَّهُ بَلَغَه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الغَرْزِ وَهُوَ يُرِيدُ السَّفَرَ يَقُولُ: "بِاسْمِ الله، اللهمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللهمَّ ازْوِ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ. اللهمَّ إِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ، وَمنْ سُوءِ المَنْظَرِ فِي المَالِ وَالأَهْلِ"(1). [إسناده منقطع]
"الغَرْزُ"(2): ركاب الرجل من جلد. "وَالزَّيُّ"(3): الطي والجمع. "وَوَعثَاءُ السفَرِ"(4): تعبه ومشقته. "وَكآبَة المنْقَلَبِ": الحزن، والمنقلب: المرجع (5).
قوله: "الثامن في أدعية السفر".
قوله: "عن مالك أنه بلغه" أقول: كان الأولى أن يأتي عوض حديث البلاغ هذا بما أخرجه أبو داود (6) والترمذي (7) والنسائي (8).
(1) أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 977).
(2)
"النهاية"(2/ 300).
(3)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 285).
(4)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 285).
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 285).
(6)
في "السنن" رقم (2602).
(7)
في "السنن" رقم (3446).
(8)
"عمل اليوم والليلة" رقم (502).
وهو حديث صحيح.
قال النووي (1): بالأسانيد الصحيحة عن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها، قال: الحمد لله، ثم قال: الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا (2) له مقرنين، وإنا [396/ أ] إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
…
الحديث.
هذا لفظ رواية أبي داود. وقال الترمذي (3): "حسن" وفي بعض نسخه: "حسن صحيح" فلو أتى به كان أولى، وهو في "جامع ابن الأثير"(4).
قوله: "في الغرز"(5) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء فزاي، فسره المصنف.
قوله: "وعثاء السفر" بفتح الواو فعين مهملة ساكنة فمثلثة ممدود، فسره المصنف. "والكآبة" بفتح الكاف والمد، فسره المصنف أيضاً.
2 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إذَا قَفَلَ مِنْ السفَرِ يُكبَّر عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَاّ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ
(1) في "الأذكار"(1/ 555 - 556).
(2)
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [الزخرف: 13، 14] الآية.
(3)
في "السنن"(5/ 502).
(4)
(4/ 288).
(5)
تقدم شرح ألفاظ الحديث من "غريب الجامع".
الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ الله وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ". أخرجه الستة (1) إلا النسائي. [صحيح]
"القُفُولُ: الرجوع. "وَالشَّرَفُ": ما ارتفع من الأرض.
وقوله: "آيُبونَ": أي راجعون (2).
قوله: "آيبون" بكسر الهمزة بعد الألف، وكثير من الناس [31 ب] يلفظون بيا بعد الألف، وهو لحن، ومعناه: راجعون. ولفظة: "ساجدون" غير ثابتة في رواية "الأذكار"(3) للنووي في هذا الحديث، وأثبته في رواية أخرى منسوبة إلى الشيخين (4) عن ابن عمر.
3 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أُرِيدُ السفَرَ فَأَوْصِنِي. فَقَالَ:"عَلَيْكَ بِتَقْوَى الله وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ". فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "اللهمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ". أخرجه الترمذي (5). [حسن]
قوله: "في حديث أبي هريرة: قال: أوصني" ترجم له في "الأذكار"(6) باستحباب طلب الوصية من أهل الخير.
(1) أخرجه البخاري رقم (1797)، ومسلم رقم (1344)، وأبو داود رقم (2770)، والترمذي رقم (950)، ومالك في "الموطأ"(2/ 421).
(2)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 281).
(3)
(1/ 554 رقم 601/ 439).
(4)
البخاري رقم (1797)، ومسلم رقم (1344).
(5)
في "السنن" رقم (3445)، وهو حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه رقم (2771)، وابن حبان رقم (2378، 2379)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 98).
(6)
(1/ 554).
قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (1): "حديث حسن".
4 -
وعن عبد الله الخطمي رضي الله عنه قال: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا وَدَّعَ أحداً قَالَ: "أَسْتَوْدِعُ الله دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ". أخرجه أبو داود (2). [صحيح]
وله (3) في أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أَسْتَوْدِعُ الله دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ". [صحيح]
قوله: "وعن عبد الله الخطمي" أقول: هو عبد الله (4) بن يزيد أبو موسى عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين بن عمرو بن الحارث بن خَطْمه، بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة، الأنصاري، الأوسي، شهد الحديبية وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان أميراً على الكوفة في عهد ابن الزبير، ومات بها، وكان الشعبي كاتبه.
قوله: "إذا ودع أحداً" أقول: لفظه في "الجامع"(5): "إذا أراد أن يستودع الجيش".
(1) في "السنن"(5/ 500).
(2)
في "السنن" رقم (2601)، وهو حديث صحيح.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (507)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (506)، والحاكم (2/ 97).
(3)
أي لأبي داود في "السنن" رقم (2600)، وهو حديث صحيح.
وأخرجه الترمذي رقم (3442، 3443)، وابن ماجه رقم (2826)، وأحمد (2/ 7)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (523).
(4)
انظر: "التقريب"(1/ 461 رقم 742).
(5)
(4/ 292)
وفي "أذكار النووي"(1): "كان إذا أراد أن يودع الجيش قال
…
" إلى آخره. فهذا اللفظ هو الذي يطابق جمع الضمير في دينكم وما بعده، فما كان للمصنف تحويل لفظ الجامع وهو أصله.
قوله: "أخرجه أبو داود" أقول: في "الأذكار"(2) زاد غيره بالإسناد الصحيح.
قوله: وفي أخرى عن ابن عمر لفظه في "الجامع"(3)[32 ب] عن قزعة. قال: قال ابن عمر: هلم أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
5 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ عَلَيْهِ في السَّفَرِ قَالَ: "يَا أَرْضُ رَبِّي وَرَبُّكِ الله، أَعُوذُ بِالله مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ مَا يَدِبُّ عَلَيْكِ. أَعُوذُ بِالله مِنْ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ، وَمِنَ الحَيَّةِ وَالعَقْرَبِ، وَمِنْ سَاكِنِ البَلَدِ، وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ". أخرجه أبو داود (4). [ضعيف]
"والمراد بِسَاكن البَلَدَ" الجن (5)، لأنهم سكان الأرض.
"وَبِالوَالِدِ" هنا إبليس.
"وَبِمَا وَلَدَ" نسله وذريته (6).
(1)(1/ 553).
(2)
(1/ 553 رقم 599/ 437).
(3)
(4/ 291)، تقدم تخريجه وهو حديث صحيح.
(4)
في "السنن" رقم (2603)، وهو حديث ضعيف.
وأخرجه أحمد (2/ 132)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (563)، والحاكم (2/ 100)، والبغوي في "شرح السنة"(5/ 146 - 147)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (2572).
(5)
قاله الخطابي في "معالم السنن"(3/ 78 - مع السنن).
(6)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 293)، والخطابي في "معالم السنن"(3/ 78 - مع السنن).
قوله: "في حديث ابن عمر: ساكن البلد" هم الجن. أقول: في "الأذكار"(1) قال الخطابي (2): هم الجن الذين هم سكان الأرض، والبلد من الأرض؛ ما كان فيه مأوى الحيوان، وإن لم يكن فيه بناء ومنازل.
قال (3): ويحتمل أن المراد بالوالد إبليس وما ولد الشياطين، هذا كلام الخطابي.
"والأسود" الشخص، وكل شخص يسمى أسود. انتهى.
وفي غيره (4): الأسود: هو العظيم من الحيات وفيه سواد، ويكون تخصيصها بالذكر لخبثها.
6 -
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ". أخرجه مسلم (5) ومالك (6) والترمذي (7). [صحيح]
قوله: "في حديث خولة" وهي بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو.
"وكلمات الله التامات" في "النهاية"(8) قيل: هي القرآن، وإنما وصف كلامه بالتمام؛ لأنه لا يجوز أن يكون في كلامه شيء من النقص والعيب كما يكون في كلام الناس.
(1)(1/ 571).
(2)
في "معالم السنن"(3/ 78 - مع السنن).
(3)
أي الخطابي في "معالم السنن"(3/ 78 - مع السنن).
(4)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 821)، "المجموع المغيث"(2/ 145).
(5)
في صحيحه رقم (2708).
(6)
في "الموطأ"(2/ 978).
(7)
في "السنن" رقم (3437)، وهو حديث صحيح.
(8)
(1/ 196)، وانظر:"المجموع المغيث"(1/ 240).