الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: إذا وكَّلَ المُسلمُ حربيَّاً في دار الحربِ -أو في دار الإسلام- جاز
1302 -
(2301) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَاتَبْتُ أُمَيَّهَ بْنَ خَلَفٍ كِتَاباً، بِأَنْ يَحْفَظَنِي فِي صَاغِيَتِي بِمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ فِي صَاغِيَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ، قَالَ: لَا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَاتَبْتُهُ: عَبْدُ عَمْرٍو، فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، خَرَجْتُ إِلَى جَبَلٍ لأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ النَّاسُ، فَأَبْصَرَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَةُ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا، خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لأَشْغَلَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا، وَكَانَ رَجُلاً ثَقِيلاً، فَلَمَّا أَدْرَكُونَا، قُلْتُ لَهُ: ابْرُكْ، فَبَرَكَ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ، وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَؤفٍ يُرِينَا ذَلِكَ الأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ.
(في صاغِيَتي): -بالصاد المهملة والغين المعجمة-: هم خاصَّةُ الإنسان، ومن يَصْغَى إليه؛ أي: يميل، ومنه:{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، يقال: صغا يَصْغو، ويَصْغى.
(فقال: أميةُ بنَ خَلَف): [-بالنصب- على الإغراء؛ أي: عليكم أميةَ ابنَ خلف.
قال الزركشي: ويجوز الرفعُ على أن يكون خبرَ مبتدأ مضمرٍ؛ أي: هذا أمية (1).
(خلفت لهم ابنه)] (2): هو عليُّ بنُ أميةَ بنِ خَلَف.
(فتجللوه بالسيوف): -بالجيم- للأصيلي، وأبي ذر؛ أي: عَلَوْه وغَشُوه (3). وعند الباقين: بالخاء المعجمة، وهو أظهر؛ لقول عبد الرحمن بن عوف: فألقيتُ عليه نفسي، فكأنهم (4) أدخلوا سيوفَهم خلاله (5)، حتى وصلوا إليه، فطعنوا بها من تحته (6).
وذكر في "مختصر الاستيعاب": أن قاتل أميةَ بنِ خلفٍ بلالٌ (7) رضي الله عنه، وأنشد لأبي بكر الصديق (8) رضي الله عنه:
هَنِيئاً زَادَكَ الرَّحْمَنُ خَيْراً
…
لَقَدْ أَدْرَكْتَ ثارَكَ يَا بِلالُ
وكان أميةُ بْن خلف يعذِّبُ بلالاً (9).
لكن في "سيرة ابن هشام" أنه يقال: قاتلُ أميةَ بنِ خلفٍ مُعاذُ بنُ
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 514).
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(3)
في "ع": "ويميسوه".
(4)
في "ع" و"ج": "وكأنهم".
(5)
في "ع": "حاله".
(6)
انظر: "التنقيح"(2/ 514).
(7)
"بلال" ليست في "ع" و"ج".
(8)
"الصديق" ليست في "ع".
(9)
وانظر: "الاستيعاب"(1/ 182).
عَفراءَ، و (1) خارجَةُ بنُ زيد، وخبيب بن يَساف، اشتركوا (2) في قتله (3).
وعليه يدل قوله: "فتجللوه بالسيوف".
وفي "مستدرك الحاكم" في ترجمة رافع (4) بن مالك [الزرقي: أن رفاعة بن رافع بن مالك](5) قال: "لما كان يومُ بدر، وتجمَّع الناسُ على أميةَ بنِ خلف، فأقبلت إليه، فنظرت (6) إلى قطعة من درعه قد انقطعتْ من تحت إبطه، فأطعنته (7) بالسيف فيها طعنة، ورُميتُ بسهم يوم بدر، ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا لي، فما آذاني فيها شيء (8).
فعلى هذا: يكون رفاعةُ بنُ رافعٍ الزرقيُّ من جملة المشاركين (9) في قتله.
وقتل ابنَه علياً عمارُ بن ياسر. ذكره في "السيرة"(10).
* * *
(1) في "ع": "أو".
(2)
في "ع": "واشتركوا".
(3)
انظر: (3/ 269).
(4)
في "ع": "ابن رافع".
(5)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(6)
في "ع": "فنظر".
(7)
في "ع": "فأعطيته".
(8)
رواه الحاكم في "المستدرك"(5024).
(9)
في "ع" و"ج": "المشركين".
(10)
انظر: "سيرة ابن هشام"(3/ 269).