الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما كان الإسلام، تأثموا من التجارة، فأنزل الله:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} ): سأل ابن المنير عن الفرق بين حِجْر ثمود، وبين أسواق الجاهلية؛ حيث أسرع عليه الصلاة والسلام لما دخل الحِجْر، وأمرهم أن لا ينتفعوا بشيء منه، حتى لا يأكلوا العجين الذي عجنوه بالماء، وإذا أبحنا أسواق الجاهلية، فقد طال المكث فيها، والانتفاع بها.
وأجاب: بأن أهل الأسواق لم يتعاطوا فيها إلا البيع المعتاد، وأما ثمود، فإنهم تعاطوا عقرَ الناقة، والكفر بالله ورسوله، ونزلت عليهم النقمةُ هناك، فهذا فرقُ ما بينهما.
* * *
باب: شِرَاءَ الإبِلِ الْهِيمِ، أَوِ الأَجْرَبِ
الْهَائِمُ: الْمُخَالِفُ لِلْقَصْدِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
(باب: شراء الإبل الهيم، أو الأجرب): الهِيْم: - بكسر الهاء وسكون الياء -: جمعُ أَهْيَمَ وهَيْماءَ.
وقال البخاري: الهائمُ: المخالفُ للقصد في كل شيء، كأنه (1) يريد أن بها (2) داءَ الجنون، وعليه اقتصر ابن بطال، فقال: الهيام كالجنون.
واعترضه ابن المنير: بأن الهيم (3) ليس جمعًا لهائم.
(1) في "ع": "منه".
(2)
في "ج": "يهاد".
(3)
في "ع": "الهيام".
قلت: ممنوع، و (1) لم لا يجوز أن يكون كبازلٍ وبُزْلٍ، ثم (2) قُلبت (3) ضمةُ هُيْمٍ كسرة؛ لتصحَّ الياء؛ كما في بِيض (4)؟
* * *
1201 -
(2099) - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرو: كَانَ هَاهُنَا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَاشْتَرَى تِلْكَ الإبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ، فَقَالَ: بِعْنَا تِلْكَ الإبِلَ. فَقَالَ: مِمَّنْ بِعْتَهَا؟ قَالَ: مِنْ شَيْخِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: ويحَكَ! ذَاكَ - وَاللَّهِ - ابْنُ عُمَرَ، فَجَاءَهُ فَقَالَ: إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبِلًا هِيمًا، وَلَمْ يَعْرِفْكَ. قَالَ: فَاسْتَقْهَا، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ يَسْتَاقُهَا، فَقَالَ: دَعْهَا، رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى.
(كان هاهنا رجل اسمه نَوّاس): - بفتح النون وتشديد الواو وآخره سين مهملة -، كذا لأكثرهم، وعند بعضهم: بزيادة مثناة من تحت بعد السين هكذا: نواسي.
وعند القابسي - بكسر النون وتخفيف الواو وآخره سين - كالأول (5).
(رضيت (6) بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى): قال الزركشي: معناه:
(1) الواو ليست في "ع".
(2)
"ثم" ليست في "ج".
(3)
في "ع" و"ج": "قلت".
(4)
في "ع": "بعض".
(5)
انظر: "التنقيح"(2/ 476).
(6)
نص البخاري: "رضينا".
رضيتُ بهذا البيع على ما فيه من التدليس، ولا أُعدي عليك وعليه حاكمًا، ولا أرفعكما إليه.
ولم يقف الخطابي على هذا المعنى، وحمل العدوى على ظاهرها، فقال: لا أعرفُ للعدوى في الحديث معنى إلا أن (1) يكون ذلك داءً إذا رعت (2) مع سائر الإبل، أو (3) تُركت معها، ظُن بها العدوى (4).
قلت: هذا الكلام برمته في "شرح مغلطاي"، وتبعه ابن الملقن على عادته في الأخذ منه، والاعتماد على كلامه من (5) غير تسميته (6) له، والظاهر أن قوله: لا عدوى تفسيرٌ لقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا عَدْوَى"(7).
فإن قلت: ذاك إنما ورد (8) في الأجرب، والبخاري ترجم على الهيم والأجرب، وإنما ذكر الهيم؟
قلت: أجاب عنه ابن المنير: بأن السبب في ذلك كونه اكتفى باستشهاد ابن عمر بقوله (9) عليه الصلاة والسلام: "لا عَدْوَى"، وهذا إنما وردَ في الأجرب، فدل ذلك على تسوية ابن عمر بين هذه العيوب، وشراءِ ما هي به
(1) في "ع": "أن لا".
(2)
في "ع": "أرغب".
(3)
في "ع" و"ج": "و".
(4)
انظر: "التنقيح"(2/ 476).
(5)
في "م": "في".
(6)
في "ع"و "ج": "تسمية".
(7)
انظر: "التوضيح"(14/ 213).
(8)
في "ج": "قال إنما روي".
(9)
في "ج": "بين بقوله".