الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي يُحيا ويُملك؛ لما ثبت لها (1) من خصوصية التقرُّب فيها، فصارت كأنها وقف على أن يُقتدى فيها به عليه السلام، فهي كعرفةَ (2)، وموضع الجمار، وموضعِ النزولِ بمزدلفةَ، وموضعِ الوقوفِ بالمشعر الحرام، ليس لأحد أن يبني فيها، ولا يُحَجَّرَها، لا بإذن، ولا بغيره (3)؛ لتعلق حقَّ المسلمين (4) بها عموماً بغير الأبنية والسكنى.
ويؤخذ من هذا: أن (5) لا يحيي أحدٌ (6) فيما قَرُبَ من العمران، وحَدُّه عند مالك حيثُ يبلغ المحتطِبُ (7) ويعود في نهاره، وحيثُ يبلغ الرِّعاء؛ لأن حقوق الناس قد تقدَّمت على من يريد تحجيرَها، وليس للإمام أن يُقْطِعَ منها (8)، ولا أن يأذنَ فيما تصدق به على العامة وهذا غرض البخاري. والله أعلم.
* * *
باب: إذا قَالَ رَبُّ الأَرْضِ: أُقِرُّكَ مَا أَقركَ اللهُ -ولم يذكرْ أَجَلاً- فَهُما عَلَى تَرَاضِيهِمَا
1323 -
(2338) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ
(1) في "ع": "بها".
(2)
في "ع": "كقربه".
(3)
في "ع": "غيره".
(4)
في "ع": "الميت".
(5)
في "ج": "ويؤخذ منها أن".
(6)
"أحد" ليست في "ع".
(7)
في "ع": "المخطب".
(8)
في "ع": "فيها".
سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ناَفِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ، أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، فَسَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُقِرَّهُمْ بِهَا أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا"، فَقَرُّوا بِهَا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ.
(نُقِرُّكم بها (1) على ذلك (2) ما شئنا): فيه دليل على (3) جواز الإجارة مشاهرةً، أو مُسانَهَةً (4) أو مُياومةً؛ كما تقول المالكية، وقد مر الكلام فيه آنفاً.
(فقَروا): بفتح القاف.
(حتى أجلاهم عمرُ): أي: أخرجهم، فأخلا الأرض منهم.
(إلى (5) تَيْماء): -بفتح المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف وبألف (6) بين ميم وهمزة-: قرية من أمهات القرى على البحر من بلاد طَيِّئ، ومنها
(1) في "ع" و"ج": "فيها".
(2)
"ذلك" ليست في "ج".
(3)
"على" ليست في "ع".
(4)
في "ع": "مشابهة".
(5)
"إلى" ليست في "ع".
(6)
في "ع": "وبالألف".