المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة: - التفسير والمفسرون في العصر الحديث - فضل عباس - جـ ١

[فضل حسن عباس]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة السلسلة

- ‌مقدمة

- ‌التمهيد:جهود الكاتبين في هذا المضمار التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي

- ‌مناقشة بعض الكاتبين للشيخ الذهبي رحمه الله:

- ‌أولًا: الدكتور إبراهيم خليفة:

- ‌ثانيًا: عرض الدكتور محمد إبراهيم الشريف لهذا الكتاب: وهذه خلاصة ما ذكره

- ‌دراسات في مناهج المفسرين د. إبراهيم عبد الرحمن خليفة

- ‌التفسير ورجاله محمد الفاضل بن عاشور

- ‌الفكر الديني في مواجهة العصر الدكتور عفت الشرقاوي

- ‌التفسير وروح المدنية:

- ‌ترجمة معاني القرآن:

- ‌التفسير ومشكلاته السياسية:

- ‌التفسير والإصلاح الاجتماعي:

- ‌الاتجاه الأدبي في التفسير الحديث:

- ‌التفسير العلمي للقرآن أو علم الكلام الجديد:

- ‌اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر الدكتور محمد إبراهيم الشريف

- ‌ الباب الأول، تمهيدات على طريق الدراسة:

- ‌الباب الثاني: التجديد التفسيري وبذوره في مدرسة المنار

- ‌الباب الثالث: اتجاهات التجديد

- ‌اتجاهات التفسير في العصر الراهن د/ عبد المجيد عبد السلام المحتسب

- ‌اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الدكتور فهد ين عبد الرحمن الرومي

- ‌الاتجاه العقائدي:

- ‌المنهج الفقهي:

- ‌منهج المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة في التفسير:

- ‌المنهج البياني في التفسير:

- ‌كتاب تطور تفسير القرآن/ دراسة جديدة د. محسن عبد الحميد

- ‌ الفصل الأول بالحديث عن التفسير قبل عصر التدوين

- ‌ المدرسة اللغوية

- ‌ الفصل الثاني فتحدث فيه عن مدارس المنهج الأصولي في تفسير القرآن الكريم

- ‌المدرسة النقلية:

- ‌المدرسة العقلية:

- ‌الأشاعرة:

- ‌الماتريدية:

- ‌ الفصل الثالث فيتحدث فيه عن المنهج الفلسفي في تفسير القرآن:

- ‌ الفصل الرابع تحدث عن المنهج العرفاني في تفسير القرآن:

- ‌ التفسير الإشاري

- ‌التفسير الصوفي:

- ‌التفسير الباطني:

- ‌التفسير العلمي:

- ‌مناقشة لبعض ما ذكره الكاتب:

- ‌تعريف الدارسين بمناهج المفسرين الدكتور صلاح الخالدي

- ‌مناقشة الكاتب في بعض ما ذهب إليه:

- ‌وأيُّ جهد بعد هذا الحشد

- ‌الباب الأول التفسير معناه أنواعه ومراحله

- ‌الفصل الأول التفسير والتأويل والحاجة إليهما

- ‌المبحث الأول التفسير والتأويل

- ‌معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما:

- ‌المبحث الثاني ما روي عن ابن عباس في أقسام التفسير ومناقشته

- ‌المبحث الثالث الحاجة إلى التفسير

- ‌مراحل التفسير:

- ‌الفصل الثاني من مراحل التفسير: التفسير قبل عهد التدوين

- ‌المبحث الأول التفسير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌القرآن يجمل أولًا ثم يفصل:

- ‌القراءات القرآنية:

- ‌ثانيًا: تفسير القرآن بالسنة

- ‌مجالات تفسير السنة للقرآن:

- ‌أفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله

- ‌رأي السيوطي والشيخ الذهبي -رحمهما الله- في المسألة:

- ‌مناقشة السيوطي والذهبي:

- ‌هل كان تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصرًا على ما علمه جبريل عليه السلام

- ‌لمَ لمْ يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله

- ‌بعض روايات التفسير

- ‌سورة الفاتحة:

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة الشورى:

- ‌المبحث الثاني التفسير في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم

- ‌المكثرون في الرواية من الصحابة- مناقشة ما قيل في هذا الموضوع:

- ‌من المكثرين ابن عباس رضي الله عنهما:

- ‌أسباب قلة الروايات عن الصحابة في التفسير:

- ‌شبهة حول روايات التفسير عند الصحابة:

- ‌مناقشة هذه الشبهة:

- ‌اعتماد الصحابة أسباب النزول في التفسير:

- ‌أخبار أهل الكتاب ليست من مصادر التفسير عند الصحابة:

- ‌من مرويات الصحابة في التفسير:

- ‌المبحث الثالث التفسير في عهد التابعين -رضوان الله عليهم

- ‌1 - ميزات التفسير في عهد التابعين:

- ‌2 - أشهر المفسرين في عهد التابعين

- ‌أسباب ضعف التفسير بعد التابعين:

- ‌الإسرائيليات

- ‌من مرويات التابعين في التفسير:

- ‌ نتائج المرحلة الأولى (مرحلة ما قبل التدوين):

- ‌الفصل الثالث أنواع التفسير

- ‌المبحث الأول التفسير الأثري

- ‌حدود التفسير الأثري:

- ‌ملحوظات على هذا التقسيم:

- ‌التقسيم البديل المختار:

- ‌ شبهات أثيرت حول الصحابة رضوان الله عليهم وحول التفسير:

- ‌الأولى: اتهام الصحابة بعدم النضوج العقلي:

- ‌الثانية: شبهة على التفسير الأثري وردها:

- ‌منكرو التفسير الأثري ومناقشتهم:

- ‌عبارة الإمام أحمد (ثلاثة ليس لها أصل):

- ‌مناقشة ما ذكره بعض الأفاضل في تقسيم التفسير الأثري:

- ‌ملحوظات على هذا التقسيم:

- ‌أتفسير الصحابة كلّه لهُ حُكْم المرفوع

- ‌المبحث الثاني التفسير بالرأي

- ‌معنى التفسير بالرأي وأنواعه:

- ‌رأي الراغب الأصفهاني:

- ‌رأي الشاطبي:

- ‌رأينا في القضية:

- ‌قول الزركشي في القضيّة:

- ‌تقسيمات أخرى للتفسير:

- ‌دعائم التفسير بالرأي:

- ‌الدعامة الأولى: المأثور:

- ‌الدعامة الثانية: اللغة

- ‌مناقشة تخليطات محمد شحرور اللغوية:

- ‌الدعامة الثالثة: السياق

- ‌شروط المفسِّر:

- ‌الفَصْلُ الرَّابِع الإسرائيليات وموقف العلماء منها

- ‌ما ذهب إليه جولد زيهر والأستاذ أحمد أمين:

- ‌رأي الأستاذ الذهبي:

- ‌رأي الدكتور إبراهيم خليفة وتناقضه:

- ‌موقف العلماء من الإسرائيليات:

- ‌الإسرائيليات تتجاوز القصص إلى العقيدة:

- ‌هل للقرآن ظهر وبطن

- ‌الروايات في هذه القضية وتمحيصها:

- ‌دراسة أسانيد الحديث:

- ‌دراسة متن الحديث:

- ‌الفَصْلُ الخَامِس التفسير في عصر التدوين

- ‌ابن جرير الطبري:

- ‌مدارس التفسير بعد ابن جرير الطبري

- ‌1 - المدرسة البيانية:

- ‌2 - المدرسة الفقهية:

- ‌3 - المدرسة العقدية:

- ‌4 - مدرسة التفسير بالمأثور:

- ‌5 - مدرسة المتصوّفة:

- ‌6 - المدرسة الوعظية:

- ‌التفسير في العصر الحديث

- ‌البَابُ الثَّاني أسباب اختلاف المفسِّرين

- ‌الفَصْلُ الأَوّل اختلاف المفسّرين وأسبابه

- ‌ مقدّمات لا بدّ منها:

- ‌الخلافات الفقهية والعقدية:

- ‌أولًا: الخلافات الفقهية:

- ‌ثانيًا: الخلافات العقديّة:

- ‌الخلافات بين المفسرين: أهي في التفسير بالنقل أم في التفسير بالرأي

- ‌ آراء الكاتبين في أسباب اختلاف المفسرين

- ‌ ملحوظات على ما ذكروه من أسباب الاختلاف:

- ‌اختلاف التفسير المسبِّب للاختلاف في الوقف والوصل:

- ‌الفَصْلُ الثَّاني الرأي المختار في أسباب اختلاف المفسّرين

- ‌أولًا: الاختلاف فيما صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ثانيًا: الاختلاف بسبب تعدد القراءات

- ‌ثالثًا: الاختلاف الناشئ عن اللغة:

- ‌أثر اختلاف المعنى اللغوي في اختلاف الحكم الفقهي:

- ‌ اختلافات ناشئة عن أسباب أُخَر:

- ‌أيهما يقدّم المعنى الشرعي أم اللغوي

- ‌ ليس كل ما اشتهر في التفسير جديرًا بالقبول:

- ‌أكثر خلافات المفسّرين يَرجع إلى الرأي والاجتهاد وأمثلة لذلك:

- ‌قاعدة جليلة:

- ‌التفسيرات البعيدة عن اللغة والسياق:

- ‌الاختلاف الناشئ عن التفسير العلمي:

- ‌ التجرد الحقّ أساس لفهم القرآن الكريم:

- ‌الفَصْل الثَّالثِ مخالفة المفسرين

- ‌وقفة موجزه مع المفسّرين:

- ‌وقفة مطوّلة مع بنت الشاطئ:

- ‌الفَصْلُ الرَّابِع تذوق القرآن الكريم وفهمه لا بدّ له من التعمق في العربية

- ‌ احتمال الكلمة أكثر من معنى:

- ‌ اختلافهم في الأعاريب ناشئ عن اختلافهم في فهم المعنى:

- ‌الفَصْلُ الخَامِس الآيات المختلف فيها بين المفسرين في سورة الحج أنموذج تطبيقي

- ‌الخاتمة

- ‌الباب الثالث اتجاهات التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌الفَصْلُ الأوّل الاتجاه البيانيُّ

- ‌المبحث الأول خصائص القرآن الكريم

- ‌المبحث الثاني: تطور الدراسة البيانية للقرآن

- ‌المبحث الثالث جهود اللغويين والنحويين وعلماء البيان

- ‌أبو عبيدة:

- ‌الفراء:

- ‌الجاحظ:

- ‌جهود علماء البيان بعد الجاحظ إلى الباقلاني:

- ‌نظرية عبد القاهر وإبداعه:

- ‌الزمخشري:

- ‌الكشاف: للزمخشري:

- ‌موازنة بينه وبين عبد القاهر:

- ‌استدراكات على الزمخشري:

- ‌أثر الكشاف:

- ‌جهود المتأخرين:

- ‌أمثلة من هذه الجهود:

- ‌جهود أخرى في البيان القرآني:

- ‌المبحث الرابع تصحيح أخطاء بعض الباحثين في هذا المضمار

- ‌المبحث الخامس مدرسة الشيخ محمد عبده وأثرها في الاتجاه البياني

- ‌المبحث السادس دراسات متخصصة في هذا الاتجاه

- ‌1 - مصطفى صادق الرافعي

- ‌أولًا: دفاعه عن الإسلام وتصديه للمشككين والمارقين:

- ‌ثانيًا: كتابه في الإعجاز:

- ‌ثالثًا: تفسير الرافعي:

- ‌2 - فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز

- ‌3 - سيد قطب

- ‌كتاب التصوير الفني في القرآن:

- ‌القصة في القرآن:

- ‌4 - الشيخ أمين الخولي

- ‌5 - الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)

- ‌نماذج من تفسيرها:

- ‌ملحوظات حول التفسير:

- ‌6 - الأستاذ محمد المبارك وكتابه دراسة أدبية لنصوص من القرآن

- ‌7 - الدكتور محمد رجب البيومي

- ‌المبحث السابع: كلمة أخيرة عن البيان القرآني

- ‌الكلمة القرآنية:

- ‌الجملة القرآنية:

- ‌السورة القرآنية:

- ‌المبحث الثامن: رد افتراءات على البيان القرآني

- ‌الفصل الثاني الاتجاه الفقهي

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول التفسير الفقهي في العصر الحديث ومميزاته

- ‌المبحث الثاني: التشريعات الاجتماعية

- ‌1 - الأسرة:

- ‌أ- تعدد الزوجات:

- ‌ب- الطلاق:

- ‌جـ- الميراث:

- ‌2 - تحرير الرقيق:

- ‌نماذج من أقوال العلماء:

- ‌أ- في الرق:

- ‌ب- في حقوق المرأة:

- ‌العلماء المعتدلون الذين لا يتأولون النص بعيدًا عن مدلوله:

- ‌المبحث الثالث التشريعات السياسية

- ‌1 - الحكم بما أنزل الله:

- ‌ما أورده الألوسي:

- ‌رأي صاحب المنار:

- ‌مناقشتنا للشيخ رشيد:

- ‌آراء بعض الكتَّاب:

- ‌ما ذهب إليه الباقوري:

- ‌2 - موقف المسلمين من غيرهم:

- ‌3 - وحدة هذه الأمة:

- ‌المبحث الرابع تشريعات أخرى عرض لها المفسرون المحدثون:

- ‌الفصل الثالث الاتجاه العقدي في التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول ظهور الفرق وأثره في كتب التفسير

- ‌المبحث الثاني أثر مدرسة الإمام محمد عبده، وميزات الاتجاه العقدي

- ‌أثر مدرسة الإمام في هذا الاتجاه:

- ‌مميزات الاتجاه العقدي في التفسير:

- ‌1 - التركيز على أن الإسلام دين العقل:

- ‌2 - عدم التعقيد وسهولة العرض ويسره:

- ‌3 - الرد على الشبهات والافتراءات:

- ‌4 - تضييق نطاق الخلافات الداخلية:

- ‌5 - أبراز خصائص العقيدة:

- ‌خصائص العقيدة:

- ‌المبحث الثالث نماذج من أقوال المفسرين في هذا الاتجاه

- ‌الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة:

- ‌إسهام الشيخ محمد السماحي:

- ‌الفصل الرابع الاتجاه العلمي في التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول موقف العلماء المسلمين من التفسير العلمي وأدلتهم (المانعون)

- ‌رأي المانعين:

- ‌أدلة القائلين بالتفسير العلمي:

- ‌المبحث الثاني المانعون من المحدثين

- ‌ الشيخ محمود شلتوت

- ‌الأستاذ محمود شاكر

- ‌المبحث الثالث المثبتون للتفسير العلمي

- ‌الأقدمون:

- ‌1 - الإمام الغزالي:

- ‌2 - الإمام الرازي:

- ‌المبحث الرابع موقف مدرسة الإمام الشيخ محمد عبده من التفسير العلمي

- ‌مناقشة ما ذهبوا إليه:

- ‌المبحت الخامس التفسير العلمي للآيات الكونية للأستاذ حنفي أحمد

- ‌أولًا: منهج الأستاذ في بحثه:

- ‌تقسيمه للآيات الكونية والقضايا المستنبطة منها:

- ‌تقديره لجهود السابقين ودعوته إلى تفسير علمي:

- ‌شروط المفسر كما يراها:

- ‌نبذة موجزة للقواعد والنظريات التي توصل إليها العلماء:

- ‌مأخذ على المؤلف:

- ‌ثانيًا: نماذج من التفسير:

- ‌أ- آيات خلق السماوات والأرض:

- ‌ب - كلامه عن آيات النجوم والكواكب والضياء والنور:

- ‌1 - تفسيره للمصباح:

- ‌2 - تفسيره للنجم الثاقب:

- ‌3 - تفسيره (المعراج):

- ‌ج- تفسير آيات الشهب والحجارة:

- ‌1 - آيات إهلاك قوم لوط:

- ‌2 - الصيحة:

- ‌3 - تفسيره للطير الأبابيل:

- ‌4 - تفسيره الشهب بالحجارة:

- ‌د - على أنه لا ينبغي أن يفهم مما تقدم

- ‌1 - تفسيره لقول الله تعالى: (ووضع الميزان):

- ‌2 - ما المقصود بالليل والنهار:

- ‌3 - الفرق بين السبح والجري:

- ‌4 - معنى التسخير:

- ‌5 - تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [التكوير: 15]:

- ‌6 - الفرق بين المد والبسط في استعمال القرآن:

- ‌7 - البعد بين المشرقين:

- ‌ثالثًا: ملحوظات حول التفسير:

- ‌المبحت السادس رأينا في التفسير العلمي

- ‌المبحث السابع نماذج من التفسير العلمي

- ‌أولًا: نماذج مقبولة:

- ‌1 - خلق الإنسان:

- ‌2 - خلق الكون:

- ‌كلمتا بنيان وبناء:

- ‌3 - تكوين المطر:

- ‌الإعجاز البياني في الآية:

- ‌4 - البرازخ المائية:

- ‌ثانيًا [*]: نَمَاذجِ يَظْهَرُ فِيهَا التَكَلُّف:

- ‌خاتمة:

- ‌الفَصْل الخَامِس الاتجاه الموضوعي في التفسير

- ‌معناه ودلالاته

- ‌المبحث الأول: ألوان التفسير الموضوعي

- ‌1 - الموضوع القرآني:

- ‌2 - السورة القرآنية:

- ‌3 - المصطلح القرآني أو اللفظة القرآنية:

- ‌المبحث الثاني: نشأة التفسير الموضوعي ومنهج البحث فيه

- ‌منهج البحث في التفسير الموضوعي:

- ‌بعض من كتب في هذا الاتجاه

- ‌مدرسة الإمام محمد عبده والتفسير الموضوعي:

- ‌الشيخ محمود شلتوت:

- ‌1 - القرآن والمرأة:

- ‌2 - القرآن والقتال:

- ‌العقاد وآخرون:

- ‌الشيخ محمد محمد السماحي:

- ‌كتُبٌ ألّفت في هذا الاتجاه:

- ‌1 - التفسير الموضوعي للقرآن الكريم/ أحمد السيد الكومي:

- ‌2 - الفتوحات الربانيّة في التفسير الموضوعي/ الحسيني محمد أبو فرحة

- ‌3 - المدخل إلى التفسير الموضوعي/ عبد الستار فتح الله سعيد

- ‌4 - المدرسة القرآنية/ محمد باقر الصدر:

- ‌الموضوع الأول: سنن التاريخ في القرآن الكريم:

- ‌الموضوع الثاني: عناصر المجتمع في القرآن الكريم:

- ‌‌‌فوائد هذا الاتجاهوالمآخذ عليه

- ‌فوائد هذا الاتجاه

- ‌المآخذ على هذا الاتجاه:

- ‌كلمة أخيرة:

- ‌الفَصْلُ السَّادِس التفسيرات المنحرفة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول أسباب التفسيرات المنحرفة: الاستشراق والاستغراب

- ‌1 - المستشرقون:

- ‌2 - المستغربون وشبهاتهم:

- ‌افتراءات أبي زيد الدمنهوري:

- ‌المبحث الثاني مدرسة الإمام والانحرافات في التفسير

- ‌قيود مزعومة:

- ‌المبحث الثالث دعوة مشبوهة

- ‌الدوافع الحقيقية لتلك الدعوة:

- ‌رد حاسم:

- ‌المبحث الرابع نماذج من التفسيرات المنحرفة ومناقشتها

- ‌أ- رسالة الفتح:

- ‌ب- محاولة لفهم عصري للقرآن

- ‌المعمار القرآني:

- ‌مخيّر أو مسيّر:

- ‌قصة الخلق:

- ‌النعيم والعذاب:

- ‌الحلال والحرام:

- ‌خاتمة:

- ‌قَائِمَةُ الْمَصَادِرُ وَالْمَرَاجِعُ

الفصل: ‌الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة:

وحفريات داروين وما بعدها لا تستطيع أن تثبت أكثر من هذا. لا تستطيع أن تثبت في يقين مقطوع به -أن هذا النوع تطور تطورًا عضويًا من النوع الذي قبله، من الناحية الزمنية وفق شهادة الطبقة الصخرية التي يوجد فيها- ولكنها فقط تثبت أن هناك نوعًا أرقى من النوع الذي قبله زمنيًا .. وهذا يمكن تعليله كما قلنا ..

وعندئذ تكون نشأة النوع الإنساني نشأة مستقلة في الزمن، الذي علم الله أن ظروف الأرض تسمح بالحياة والنمو والترقي لهذا النوع. وهذا ما ترجحه مجموعة النصوص القرآنية في نشأة البشرية، وتفرد الإنسان من الناحية البيولوجية والفسيولوجية والعقلية والروحية. هذا التفرد الذي اضطر الداروينيين المحدثين -وفيهم الملحدون بالله كلية- للاعتراف به، دليل مرجح على تفرد النشأة الإنسانية، وعدم تداخلها مع الأنواع الأخرى في تطور عضوي) (1).

‌الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة:

للأستاذ الشيخ كتيب قيم بعنوان العقيدة الإسلامية كما جاء بها القرآن الكريم تحدّث فيه عن أركان الوحدانية التي قسمها إلى أقسام ثلاثة:

1 -

الوحدانية في الذات وتحدث معها عن وحدانية الصفات.

2 -

الوحدانية في الخلق والتكوين.

3 -

الوحدانية في العبادة.

وسأكتفي ببعض ما ذكره الشيخ عند حديثه عن القسم الأول: "يذكر الشيخ أن المسلمين مقرون أن الله تعالى غير خلقه وهذا أصل يتفق عليه الجميع من غير نكير، ولا اختلاف فيه عند أهل القبلة، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا

(1) الظلال جـ 7 ص 137 - 138.

ص: 554

يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} [الحشر: 23، 24]، وهو سبحانه العليم الحكيم والسميع البصير، وهذه الأسماء، وأن تشابهت في الاسم مع صفات الناس كالقدرة والإرادة فإن حقيقة هذه المعاني التي تنسب إلى الله تعالى غير ما هو معروف عند العباد فما يضاف إليه سبحانه غير ما يضاف إلى الناس، وما يضاف إلى الله يليق بالخالق، هذا هو معنى وحدانية الذات في نظر الذين يقفون عند النصوص القرآنية- ويستأنسون لفهمهم بالأحاديث النبوية التي رويت عن طريق الثقات

إن أهل القبلة جميعًا متفقون على وحدانية الذات الإلهية وأنها لا تشبه الحوادث سواء في ذلك الذين يؤولون ظواهر القرآن، أو لا يأخذون بظواهر الألفاظ من غير تخريجها على مجاز مشهور ولو كان يبدو بادي الرأي، والذين يأخذون بظاهر اللفظ من غير التفات للمجاز ولو كان مشهورًا، وعبارات القوم تومئ إليه إذ الجميع يتجهون إلى التنزيه المطلق وإن اختلفت العبارات وتباينت الإشارات" (1).

ويعرض الشيخ لموضوع المتشابه الذي جاء في القرآن في آية آل عمران (2): ويتحدث عن أهل التأويل وأهل التفويض، ويقول "إن غير الظاهرية من العلماء يرون أن في القرآن متشابها ويخوضون في بيانه خوضًا كبيرًا، ولا يهمنا مما خاضوا فيه إلا كلامهم في التنزيه وما تتصف به الذات العليّة، فقد ورد ذكر الوجه مضافًا إلى الله جل جلاله وذكرت اليد مضافة إلى ذات الله، وكذلك العين

ومن العلماء من يقول إن ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن وما ذكره عنه النبي صلى الله عليه وسلم يؤخذ كما هو من غير تأويل ولا تفسير، بل يؤخذ اللفظ. ومن هؤلاء طائفة من الحنابلة، وقد تشدد في الأخذ بنظرهم ابن تيمية وادعى أن ذلك هو قول السلف

ص: 555

الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ويعجب الشيخ أبو زهرة لهذا القول إذ إن من الحنابلة من ينكر أن يكون ذلك مذهب السلف (1) ويستنكر قول الذين يزعمون ذلك، ومن هؤلاء ابن الجوزي فقد أخذ عليهم أنهم سموا الإضافات صفات، فاعتبروا الاستواء صفة وأنهم حملوا العبارات على ظاهرها، وأنهم أثبتوا العقائد بأدلة غير قطعية، وأخذ عليهم أنهم اعتبروا ذلك هو علم السلف، فتبين أن علم السلف غير ذلك، وإليك قوله رضي الله عنه، وقد حصر أغلاطهم في سبعة مواضع:

الأول: أنهم سموا الأخبار صفات، وإنما هي إضافات وليس كل مضاف صفة، فإنه قال تعالى:{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} وليس لله صفة تسمى الروح، فقد ابتدع من سمى المضاف صفة.

والثاني: أنهم قالوا هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. ثم قالوا نحملها على ظواهرها.

فواعجبا! لا يعلمه إلا الله تعالى أي ظاهر له، وهل ظاهر الاستواء إلا القعود؟ وظاهر النزول إلا الانتقال؟

والثالث: أنهم أثبتوا لله سبحانه وتعالى صفات بأخبار آحاد وصفات الحق جل جلاله لا تثبت إلا بما تثبت به الذات من أدلة قطعية.

والرابع: أنهم لم يفرقوا في الإثبات بين خبر مشهور كقوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا" وبين خبر لا يصح كقوله: "رأيت ربي في أحسن صورة".

والخامس: أنهم لم يفرقوا بين حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين حديث موقوف على صحابي أو تابعي، فأثبتوا بهذا ما أثبتوا بهذا.

(1) العقيدة المحمدية الكبرى ص 249.

ص: 556

والسادس: أنهم تأولوا بعض الألفاظ في موضع كقوله: "من أتاني يمشي أتيته هرولة"، قالوا ضرب مثلًا للأنام.

والسابع: أنهم حملوا الأحاديث على مقتضى الحسّ، فقالوا: ينزل بذاته، وينتقل ويتحول بذاته.

ثم قالوا: لا كما نعقل، فغالطوا من يسمع، وكابروا الحس والعقل (1).

ويسترسل ابن الجوزي فيرد هذه الأقوال، ويرد نسبتها إلى السلف، ونسبتها إلى الإمام أحمد خاصة ويقول في ذلك: رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح

رأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام، فحملوا الصفات على مقتضى الحس، سمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته، فاثبتوا له صورة ووجها زائدًا على الذات، وعينين وفمًا ولهوات وأضراسًا، وأضواء لوجهه ويدين وأصابع، وكفًّا وخنصرًا وإبهامًا، وصدرًا وفخذًا وساقين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس.

وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحدث، ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل، حتى قالوا: إنها صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا: لا نحملها على توجيه اللغة، مثل يد على نعمة وقدرة، ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف ولا ساق غلى شدة، بل. قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إن أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه، ويأنفون من إضافته إليهم، ويقولون: نحن أهل السنة وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام وقد نصحت التابع والمتبوع.

(1) دفع شبه التشبيه ص 8 مجموع الرسائل.

ص: 557

وقلت لهم: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل واتباع، وإمامكم الأكبر وهو أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- يقول وهو تحت السياط: كيف أقول ما لم يقل! فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، قلتم في الأحاديث تحمل على ظاهرها، فظاهر القدم الجارحة، ومن ثم قال: استوى بذاته المقدسة، فقد أجراه سبحانه مجرى الحسيات، وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل، وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقدم، فلو أنكم قلتم نقرأ الأحديث ونسكت ما أنكر أحد عليكم، وإنما حملكم إياه على الظاهر قبيح، فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل السلفي الصالح ما ليس فيه.

هذا كلام ابن الجوزي وهو حنبلي، ونلاحظ أنه لم يوافق على ما يأتي:

أ- لم يوافق على أن مذهب السلف هو تفسير الألفاظ الواردة في القرآن والحديث، الدالة بظاهرها على الجوارح كاليد والوجه والقدم على معانيها الظاهرة، بل صرفها إلى معان مجازية، فاليد تطلق على النعمة والقدرة، والوجه على الذات العلية، ويعتبر ذلك مجازًا مشهورًا، وقد صرف إليه صارف من العقل، واستحالة ذلك على الذات العلية.

ب- لم يوافق على أن تفسير هذه الألفاظ بظواهرها هو مذهب الإمام أحمد الذي يتبعونه ويدعون عليه في نظره ما لم يقل.

ج- إنه بالبداهة يرى أن صرف الألفاظ إلى ظواهرها يؤدي إلى الحكم بأنه محسوس وأنه جسم كالأجسام.

د- ولا يرى أن ذلك التفسير هو التفويض، إنما التفويض هو الوقوف عند النص لا يحاول أن يتعرف المراد منه لأن الذي يفسره تفسيرًا حسيًا لا يفوض، بل إنه يفسر، وإن كان لا يؤول.

ص: 558

هـ- ويرى أنهم بادعائهم أن لله يدًا ليست كأيدينا، ووجهًا ليس كوجهنا، وعينًا ليست كعيوننا، إنما يخرج اللفظ عن ظاهره لأن ظواهر الألفاظ في دلالتها على الأيدي المحسوسة، والعين المحسوسة، فصرفها من المحسوس إلى غيره تأويل وتفسير.

وننتهي من هذا إلى أن ابن الجوزي يرى أنه إذا أطلقت هذه الألفاظ على غير المعاني المحسوسة سواء أكانت المعاني معلومة أم كانت مجهولة، فإنها قد استعملت في غير ظاهرها ولا تكون مستعملة في ظواهرها.

وإن ابن الجوزي بهذا ينفي أن يكون مذهب السلف هو الأخذ بظواهر الألفاظ، ولكن ابن تيمية ومن نهج منهاجه يرون أن ذلك هو مذهب السلف، وذلك لأنه يرى أن العبارات المروية عن الأئمة الأعلام هي إلى التفويض أقرب منها إلى التفسير، فالإمام مالك يروي عنه أنه قال في قوله تعالى:

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].

"الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".

وهذه الكلمة تدل على التوقف، وأنه يرى الأخذ بكون الاستواء معلومًا ولكن الكيف هو المجهول.

وقد روي عن الإمام أحمد أنه لما سئل عن أحاديث النزول والرؤية ووضع القدم، قال:"نؤمن بها ولا كيف".

ولقد روى الخلال في سنده عن الإمام أحمد أنهم سألوه عن الاستواء فقال: "استوى على العرش كيف شاء، وكما شاء وبلا حد ولا صفة يبلغها واصف".

وهذا بلا شك تفويض وتنزيه، ولكن ليس فيه تخريج للفظ على الظاهر، ولا غير الظاهر.

وروي أن الامام أحمد: فسر بالمجاز.

ص: 559

وفي الحق أن بعض السلف توقفوا ولم يفسروا لا بالظاهر ولا بالمؤول، وهذا ينطبق على قراءة الوقف في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7]. ويكون قوله تعالى: من بعد ذلك: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7] يطلقون الإيمان إطلاقًا، ويفوضون الأمر تفويضًا.

وبعض السلف كانوا يفسرون بالمجاز المشهور الواضح، وهو إطلاق اليد بمعنى القدرة أو النعمة ونحو ذلك، ولا يعد ذلك تأويلًا، بل هو تفسير، لأن التأويل لا يكون باستعمال المجاز المشهور، إذ الاستعمال في المجاز المشهور أخذ للفظ بظاهره، لا بما وراء الظاهر.

ولقد قرر سعد الدين التفتازاني أنه إذا كان النص لا يحتمل إلا مجازًا واحدًا وجب الأخذ به، لأن ذلك يكاد يكون هو المتبادر، إذ تعين المعنى المجازي.

ويظهر أنه يرجح مسلك التفسير، فقد قال في "شرح المقاصد" "ومنها ما ورد به ظاهر الشرع وامتنع حمله على معانيه الحقيقية مثل الاستواء- في قوله تعالى:

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].

واليد في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10].

والعين في قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39].

وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14].

عند الجمهور إنها مجازات:

فالاستواء مجاز عن الاستيلاء، وتصوير لعظمة الله تعالى.

واليد مجاز عن القدرة.

والوجه عن الوجود.

والعين عن البصر.

ص: 560

ومعنى تجري بأعيننا أنها تجري بالمكان المحوط بالكلاءة والعناية والحفظ والرعاية، يقال فلان بمرأى من الملك ومسمع، إذا كان بحيث تحوطه عنايته، وتكتنفه رعايته.

"وفي كلام المحققين من علماء البيان أن قولنا: الاستواء مجاز عن الاستيلاء، واليد واليمين عن القدرة، والعين عن البصر، ونحو ذلك، إنما هو لنفي وهم التشبيه والتجسيم، فهي تمثيلات وتصويرات للمعاني العقلية".

هذا موقف العلماء من رأي السلف، وبيان رأي الخلف.

والغزالي يتجه إلى أن رأي السلف هو التفسير بالمجاز ولا يعتبر ذلك إخراجًا للفظ عن معناه الظاهر، بل إنه رضى الله عنه يميل إلى أن الظاهر هو هذا المجاز الواضح وينقل الشيخ نصًّا للإمام الغزالي من كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" ثم يقول، ونرى أن الغزالي لا يرى أن السلف فوضوا تفويضًا مطلقًا ابتداء ولا فسروا الألفاظ بظواهرها، بل إنه يبين المعاني المستحيلة على الله تعالى التي تتنافى مع التقديس وتنزيه الذات العلية عن مشابهة الحوادث، ويمنع العامي الذي تخفى عليه المعاني المجازية من أن يخوض، ولكن يفتح الباب لذوىِ الأفهام، ويقرر أن هذه المعاني إذا خفيت على العامي، أو دقت عن مداركه، فإنها لا تخفى على الرسول ولا سائر الأنبياء ولا الصديقين أي أهل المعرفة والإدراك الصحيح، ويقرب المعاني التي تتفق مع التقديس تقريبًا يدركه طلاب الحقيقة.

وإذا كان ابن الجوزي قد نفى أن يكون مذهب السلف هو التفسير بظواهر الألفاظ، تفسيرًا لا يتفق مع التشبيه فالغزالي قد قرر أن السلف فهموا المعاني المجازبة، وقرر أن الذين لا يفهمون هذه المعاني التنزيهية عليهم أن يفوضوا ولا يخوضوا، وقال لهم:"ليس هذا بعشك فادرجي".

ويهذا يكون قد قسم الناس قسمين:

ص: 561

قسم يدرك ويفهم.

وقسم يعسر عليه أن يدرك ويفهم الأمور على حقيقتها.

وهذا يكتفي الغزالي منه بنفي المعاني المشبهة غير المنزهة، ثم يمنعه من بعد ذلك من الخوض، وكأنه يعتبر ذلك من علم الخاصة، وليس من علم العامة الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله، كما قرر الشافعي.

وإن ذلك النظر بلا ريب نظر سليم، لا مجال لرفضه، ولكن قد يقول قائل: إن مؤدي كلامك أن الراسخين في العلم هم الذين يفسرون، ويؤولون هذه المعاني تأويلًا يتفق مع التنزيه، وهذا يتفق مع قراءة الوصل في قوله تعالى:

{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7].

من غير وقوف عند لفظ الجلالة، ولكن على قراءة الوقوف عند لفظ الجلالة لا يستقيم المعنى، لأن المعنى أن يكون العالم بهذا التشابه هو الله وحده، وهذا التفسير يجعل للراسخين علمًا.

ونقول في الجواب عن ذلك: إن المتشابه ليس مقصورًا على الألفاظ التي توهم التشبيه أو ليس المراد من التأويل هو التفسير، بل المراد به على قراءة الوقوف عند لفظ الجلالة معرفة المآل، ولا يعرف المآل يوم القيامة إلا الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وقد قال تعالى:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأعراف: 53].

هذا نظر العلماء في العبارات التي وردت في القرآن والسنة توهم التشبيه والذي ينتهي إليه النظر هو ما يأتي:

ص: 562