الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحت الخامس التفسير العلمي للآيات الكونية للأستاذ حنفي أحمد
(1)
كثيرون هؤلاء الذين دفعهم عامل إخلاصهم لقرآنهم، مشفوعًا بروح البحث العلمي، ممن سلكوا نهج صاحب (الجواهر) الشيخ طنطاوي رحمه الله، وتأثروا به فحري بهم أن يكونوا من رجال مدرسته العلمية في تفسير القرآن، ولكني آثرت هذا الكتاب، أعني (التفسير العلمي .. ) عند الحديث عن الاتجاه العلمي، لأنه ليس تفسيرًا تامًّا لكتاب الله تعالى.
والأستاذ حنفي كما يتضح لنا من خلال كتابه هذا، من ذوي الغيرة على دينه وعقيدته، ملم بقضايا العلم الكوني حديثه وقديمه، كما يتميز بسعة الاطلاع على أقوال المفسرين رحمهم الله، على اختلاف عصورهم وبيئاتهم، ولا بد قبل كل شيء من أن نتبين المنهج الذي رسمه الأستاذ في بحثه.
أولًا: منهج الأستاذ في بحثه:
يقول الأستاذ (2): (وتقوم طريقة البحث في هذه الكتاب، على الطريقة المتبعة في البحوث العلمية. فقد بدأت أولًا بحصر جميع الآيات المختلفة، عن الكائنات المنبثة في السور المختلفة من الكتاب العزيز، ثم رتبتها وقسمتها على حسب موضوعاتها، واقتبست منها ما يتطلبه البحث. فوقعت بذلك في خمسة أبواب أو موضوعات أصلية وهي:
1 -
الخلق العام للسماوات والأرض وتدبير الأمر فيهما.
(1) عميد مفتشي العلوم والمدير العام لتعليم البنات بوزارة المعارف (سابقًا) والحاصل على دبلوم المعلمين العليا بمصر، وبكالوريوس في العلوم من جامعة درهام بإنجلترا.
(2)
التفسير العلمي ص 9.
2 -
الخلق الخاص بالأرض التي يسكنها الناس وإعدادها للحياة.
3 -
خلق النبات والحيوان.
4 -
خلق الإنسان.
5 -
حوادث فناء العالم بقيام الساعة.
وقد صدرت هذه الأبواب، بمقدمة هامة موجزة، يحتاج إليها كثير من القراء، وجعلتها في فصلين:
أولهما: عن رسالة القرآن والآيات الكونية.
والثاني: عن وسائل البحوث الفلكية وبعض نتائجها الهامة.
وجعلت كل باب في فصول متعددة، وبعض الفصول في مباحث، وذلك تيسيرًا للبحث.
وقد استعنت في هذه المرحلة، (بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن) الذي وضعه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ثم انتقلت بعد هذه المرحلة إلى إثبات معاني الآيات المقتبسة، بعد ترتيبها في كل موضوع حسب إيضاح المفسرين، مع النقل الحرفي في بعض الأحيان، من مشهور التفاسير المتداولة، كتفسير (الجلالين)(وأبي السعود) و (الفخر الرازي) وغيرها من التفاسير المعتمدة.
واستعنت عند الحاجة في تحقيق معاني الألفاظ، بمعجمات اللغة كأساس البلاغة للزمخشري وغيره، ويكتاب (المفردات في غريب القرآن) للإمام الراغب الأصفهاني. وهو معجم نفيس في استجلاء معاني ألفاظ الكتاب العزيز.
فتم بذلك إثبات معاني الآيات وفق مقتضيات اللغة، ومتواتر المنقول عن غرائبها، وهو الشرط الأول الذي يجب أن يستوفيه، كل من يتصدى للنظر والبحث في كلام الله، الذي بينته في الفصل الأول من المقدمة. ثم عقبت بعد ذلك على