المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مخير أو مسير: - التفسير والمفسرون في العصر الحديث - فضل عباس - جـ ١

[فضل حسن عباس]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة السلسلة

- ‌مقدمة

- ‌التمهيد:جهود الكاتبين في هذا المضمار التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي

- ‌مناقشة بعض الكاتبين للشيخ الذهبي رحمه الله:

- ‌أولًا: الدكتور إبراهيم خليفة:

- ‌ثانيًا: عرض الدكتور محمد إبراهيم الشريف لهذا الكتاب: وهذه خلاصة ما ذكره

- ‌دراسات في مناهج المفسرين د. إبراهيم عبد الرحمن خليفة

- ‌التفسير ورجاله محمد الفاضل بن عاشور

- ‌الفكر الديني في مواجهة العصر الدكتور عفت الشرقاوي

- ‌التفسير وروح المدنية:

- ‌ترجمة معاني القرآن:

- ‌التفسير ومشكلاته السياسية:

- ‌التفسير والإصلاح الاجتماعي:

- ‌الاتجاه الأدبي في التفسير الحديث:

- ‌التفسير العلمي للقرآن أو علم الكلام الجديد:

- ‌اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر الدكتور محمد إبراهيم الشريف

- ‌ الباب الأول، تمهيدات على طريق الدراسة:

- ‌الباب الثاني: التجديد التفسيري وبذوره في مدرسة المنار

- ‌الباب الثالث: اتجاهات التجديد

- ‌اتجاهات التفسير في العصر الراهن د/ عبد المجيد عبد السلام المحتسب

- ‌اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الدكتور فهد ين عبد الرحمن الرومي

- ‌الاتجاه العقائدي:

- ‌المنهج الفقهي:

- ‌منهج المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة في التفسير:

- ‌المنهج البياني في التفسير:

- ‌كتاب تطور تفسير القرآن/ دراسة جديدة د. محسن عبد الحميد

- ‌ الفصل الأول بالحديث عن التفسير قبل عصر التدوين

- ‌ المدرسة اللغوية

- ‌ الفصل الثاني فتحدث فيه عن مدارس المنهج الأصولي في تفسير القرآن الكريم

- ‌المدرسة النقلية:

- ‌المدرسة العقلية:

- ‌الأشاعرة:

- ‌الماتريدية:

- ‌ الفصل الثالث فيتحدث فيه عن المنهج الفلسفي في تفسير القرآن:

- ‌ الفصل الرابع تحدث عن المنهج العرفاني في تفسير القرآن:

- ‌ التفسير الإشاري

- ‌التفسير الصوفي:

- ‌التفسير الباطني:

- ‌التفسير العلمي:

- ‌مناقشة لبعض ما ذكره الكاتب:

- ‌تعريف الدارسين بمناهج المفسرين الدكتور صلاح الخالدي

- ‌مناقشة الكاتب في بعض ما ذهب إليه:

- ‌وأيُّ جهد بعد هذا الحشد

- ‌الباب الأول التفسير معناه أنواعه ومراحله

- ‌الفصل الأول التفسير والتأويل والحاجة إليهما

- ‌المبحث الأول التفسير والتأويل

- ‌معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما:

- ‌المبحث الثاني ما روي عن ابن عباس في أقسام التفسير ومناقشته

- ‌المبحث الثالث الحاجة إلى التفسير

- ‌مراحل التفسير:

- ‌الفصل الثاني من مراحل التفسير: التفسير قبل عهد التدوين

- ‌المبحث الأول التفسير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌القرآن يجمل أولًا ثم يفصل:

- ‌القراءات القرآنية:

- ‌ثانيًا: تفسير القرآن بالسنة

- ‌مجالات تفسير السنة للقرآن:

- ‌أفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله

- ‌رأي السيوطي والشيخ الذهبي -رحمهما الله- في المسألة:

- ‌مناقشة السيوطي والذهبي:

- ‌هل كان تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصرًا على ما علمه جبريل عليه السلام

- ‌لمَ لمْ يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله

- ‌بعض روايات التفسير

- ‌سورة الفاتحة:

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة الشورى:

- ‌المبحث الثاني التفسير في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم

- ‌المكثرون في الرواية من الصحابة- مناقشة ما قيل في هذا الموضوع:

- ‌من المكثرين ابن عباس رضي الله عنهما:

- ‌أسباب قلة الروايات عن الصحابة في التفسير:

- ‌شبهة حول روايات التفسير عند الصحابة:

- ‌مناقشة هذه الشبهة:

- ‌اعتماد الصحابة أسباب النزول في التفسير:

- ‌أخبار أهل الكتاب ليست من مصادر التفسير عند الصحابة:

- ‌من مرويات الصحابة في التفسير:

- ‌المبحث الثالث التفسير في عهد التابعين -رضوان الله عليهم

- ‌1 - ميزات التفسير في عهد التابعين:

- ‌2 - أشهر المفسرين في عهد التابعين

- ‌أسباب ضعف التفسير بعد التابعين:

- ‌الإسرائيليات

- ‌من مرويات التابعين في التفسير:

- ‌ نتائج المرحلة الأولى (مرحلة ما قبل التدوين):

- ‌الفصل الثالث أنواع التفسير

- ‌المبحث الأول التفسير الأثري

- ‌حدود التفسير الأثري:

- ‌ملحوظات على هذا التقسيم:

- ‌التقسيم البديل المختار:

- ‌ شبهات أثيرت حول الصحابة رضوان الله عليهم وحول التفسير:

- ‌الأولى: اتهام الصحابة بعدم النضوج العقلي:

- ‌الثانية: شبهة على التفسير الأثري وردها:

- ‌منكرو التفسير الأثري ومناقشتهم:

- ‌عبارة الإمام أحمد (ثلاثة ليس لها أصل):

- ‌مناقشة ما ذكره بعض الأفاضل في تقسيم التفسير الأثري:

- ‌ملحوظات على هذا التقسيم:

- ‌أتفسير الصحابة كلّه لهُ حُكْم المرفوع

- ‌المبحث الثاني التفسير بالرأي

- ‌معنى التفسير بالرأي وأنواعه:

- ‌رأي الراغب الأصفهاني:

- ‌رأي الشاطبي:

- ‌رأينا في القضية:

- ‌قول الزركشي في القضيّة:

- ‌تقسيمات أخرى للتفسير:

- ‌دعائم التفسير بالرأي:

- ‌الدعامة الأولى: المأثور:

- ‌الدعامة الثانية: اللغة

- ‌مناقشة تخليطات محمد شحرور اللغوية:

- ‌الدعامة الثالثة: السياق

- ‌شروط المفسِّر:

- ‌الفَصْلُ الرَّابِع الإسرائيليات وموقف العلماء منها

- ‌ما ذهب إليه جولد زيهر والأستاذ أحمد أمين:

- ‌رأي الأستاذ الذهبي:

- ‌رأي الدكتور إبراهيم خليفة وتناقضه:

- ‌موقف العلماء من الإسرائيليات:

- ‌الإسرائيليات تتجاوز القصص إلى العقيدة:

- ‌هل للقرآن ظهر وبطن

- ‌الروايات في هذه القضية وتمحيصها:

- ‌دراسة أسانيد الحديث:

- ‌دراسة متن الحديث:

- ‌الفَصْلُ الخَامِس التفسير في عصر التدوين

- ‌ابن جرير الطبري:

- ‌مدارس التفسير بعد ابن جرير الطبري

- ‌1 - المدرسة البيانية:

- ‌2 - المدرسة الفقهية:

- ‌3 - المدرسة العقدية:

- ‌4 - مدرسة التفسير بالمأثور:

- ‌5 - مدرسة المتصوّفة:

- ‌6 - المدرسة الوعظية:

- ‌التفسير في العصر الحديث

- ‌البَابُ الثَّاني أسباب اختلاف المفسِّرين

- ‌الفَصْلُ الأَوّل اختلاف المفسّرين وأسبابه

- ‌ مقدّمات لا بدّ منها:

- ‌الخلافات الفقهية والعقدية:

- ‌أولًا: الخلافات الفقهية:

- ‌ثانيًا: الخلافات العقديّة:

- ‌الخلافات بين المفسرين: أهي في التفسير بالنقل أم في التفسير بالرأي

- ‌ آراء الكاتبين في أسباب اختلاف المفسرين

- ‌ ملحوظات على ما ذكروه من أسباب الاختلاف:

- ‌اختلاف التفسير المسبِّب للاختلاف في الوقف والوصل:

- ‌الفَصْلُ الثَّاني الرأي المختار في أسباب اختلاف المفسّرين

- ‌أولًا: الاختلاف فيما صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ثانيًا: الاختلاف بسبب تعدد القراءات

- ‌ثالثًا: الاختلاف الناشئ عن اللغة:

- ‌أثر اختلاف المعنى اللغوي في اختلاف الحكم الفقهي:

- ‌ اختلافات ناشئة عن أسباب أُخَر:

- ‌أيهما يقدّم المعنى الشرعي أم اللغوي

- ‌ ليس كل ما اشتهر في التفسير جديرًا بالقبول:

- ‌أكثر خلافات المفسّرين يَرجع إلى الرأي والاجتهاد وأمثلة لذلك:

- ‌قاعدة جليلة:

- ‌التفسيرات البعيدة عن اللغة والسياق:

- ‌الاختلاف الناشئ عن التفسير العلمي:

- ‌ التجرد الحقّ أساس لفهم القرآن الكريم:

- ‌الفَصْل الثَّالثِ مخالفة المفسرين

- ‌وقفة موجزه مع المفسّرين:

- ‌وقفة مطوّلة مع بنت الشاطئ:

- ‌الفَصْلُ الرَّابِع تذوق القرآن الكريم وفهمه لا بدّ له من التعمق في العربية

- ‌ احتمال الكلمة أكثر من معنى:

- ‌ اختلافهم في الأعاريب ناشئ عن اختلافهم في فهم المعنى:

- ‌الفَصْلُ الخَامِس الآيات المختلف فيها بين المفسرين في سورة الحج أنموذج تطبيقي

- ‌الخاتمة

- ‌الباب الثالث اتجاهات التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌الفَصْلُ الأوّل الاتجاه البيانيُّ

- ‌المبحث الأول خصائص القرآن الكريم

- ‌المبحث الثاني: تطور الدراسة البيانية للقرآن

- ‌المبحث الثالث جهود اللغويين والنحويين وعلماء البيان

- ‌أبو عبيدة:

- ‌الفراء:

- ‌الجاحظ:

- ‌جهود علماء البيان بعد الجاحظ إلى الباقلاني:

- ‌نظرية عبد القاهر وإبداعه:

- ‌الزمخشري:

- ‌الكشاف: للزمخشري:

- ‌موازنة بينه وبين عبد القاهر:

- ‌استدراكات على الزمخشري:

- ‌أثر الكشاف:

- ‌جهود المتأخرين:

- ‌أمثلة من هذه الجهود:

- ‌جهود أخرى في البيان القرآني:

- ‌المبحث الرابع تصحيح أخطاء بعض الباحثين في هذا المضمار

- ‌المبحث الخامس مدرسة الشيخ محمد عبده وأثرها في الاتجاه البياني

- ‌المبحث السادس دراسات متخصصة في هذا الاتجاه

- ‌1 - مصطفى صادق الرافعي

- ‌أولًا: دفاعه عن الإسلام وتصديه للمشككين والمارقين:

- ‌ثانيًا: كتابه في الإعجاز:

- ‌ثالثًا: تفسير الرافعي:

- ‌2 - فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز

- ‌3 - سيد قطب

- ‌كتاب التصوير الفني في القرآن:

- ‌القصة في القرآن:

- ‌4 - الشيخ أمين الخولي

- ‌5 - الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)

- ‌نماذج من تفسيرها:

- ‌ملحوظات حول التفسير:

- ‌6 - الأستاذ محمد المبارك وكتابه دراسة أدبية لنصوص من القرآن

- ‌7 - الدكتور محمد رجب البيومي

- ‌المبحث السابع: كلمة أخيرة عن البيان القرآني

- ‌الكلمة القرآنية:

- ‌الجملة القرآنية:

- ‌السورة القرآنية:

- ‌المبحث الثامن: رد افتراءات على البيان القرآني

- ‌الفصل الثاني الاتجاه الفقهي

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول التفسير الفقهي في العصر الحديث ومميزاته

- ‌المبحث الثاني: التشريعات الاجتماعية

- ‌1 - الأسرة:

- ‌أ- تعدد الزوجات:

- ‌ب- الطلاق:

- ‌جـ- الميراث:

- ‌2 - تحرير الرقيق:

- ‌نماذج من أقوال العلماء:

- ‌أ- في الرق:

- ‌ب- في حقوق المرأة:

- ‌العلماء المعتدلون الذين لا يتأولون النص بعيدًا عن مدلوله:

- ‌المبحث الثالث التشريعات السياسية

- ‌1 - الحكم بما أنزل الله:

- ‌ما أورده الألوسي:

- ‌رأي صاحب المنار:

- ‌مناقشتنا للشيخ رشيد:

- ‌آراء بعض الكتَّاب:

- ‌ما ذهب إليه الباقوري:

- ‌2 - موقف المسلمين من غيرهم:

- ‌3 - وحدة هذه الأمة:

- ‌المبحث الرابع تشريعات أخرى عرض لها المفسرون المحدثون:

- ‌الفصل الثالث الاتجاه العقدي في التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول ظهور الفرق وأثره في كتب التفسير

- ‌المبحث الثاني أثر مدرسة الإمام محمد عبده، وميزات الاتجاه العقدي

- ‌أثر مدرسة الإمام في هذا الاتجاه:

- ‌مميزات الاتجاه العقدي في التفسير:

- ‌1 - التركيز على أن الإسلام دين العقل:

- ‌2 - عدم التعقيد وسهولة العرض ويسره:

- ‌3 - الرد على الشبهات والافتراءات:

- ‌4 - تضييق نطاق الخلافات الداخلية:

- ‌5 - أبراز خصائص العقيدة:

- ‌خصائص العقيدة:

- ‌المبحث الثالث نماذج من أقوال المفسرين في هذا الاتجاه

- ‌الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة:

- ‌إسهام الشيخ محمد السماحي:

- ‌الفصل الرابع الاتجاه العلمي في التفسير

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول موقف العلماء المسلمين من التفسير العلمي وأدلتهم (المانعون)

- ‌رأي المانعين:

- ‌أدلة القائلين بالتفسير العلمي:

- ‌المبحث الثاني المانعون من المحدثين

- ‌ الشيخ محمود شلتوت

- ‌الأستاذ محمود شاكر

- ‌المبحث الثالث المثبتون للتفسير العلمي

- ‌الأقدمون:

- ‌1 - الإمام الغزالي:

- ‌2 - الإمام الرازي:

- ‌المبحث الرابع موقف مدرسة الإمام الشيخ محمد عبده من التفسير العلمي

- ‌مناقشة ما ذهبوا إليه:

- ‌المبحت الخامس التفسير العلمي للآيات الكونية للأستاذ حنفي أحمد

- ‌أولًا: منهج الأستاذ في بحثه:

- ‌تقسيمه للآيات الكونية والقضايا المستنبطة منها:

- ‌تقديره لجهود السابقين ودعوته إلى تفسير علمي:

- ‌شروط المفسر كما يراها:

- ‌نبذة موجزة للقواعد والنظريات التي توصل إليها العلماء:

- ‌مأخذ على المؤلف:

- ‌ثانيًا: نماذج من التفسير:

- ‌أ- آيات خلق السماوات والأرض:

- ‌ب - كلامه عن آيات النجوم والكواكب والضياء والنور:

- ‌1 - تفسيره للمصباح:

- ‌2 - تفسيره للنجم الثاقب:

- ‌3 - تفسيره (المعراج):

- ‌ج- تفسير آيات الشهب والحجارة:

- ‌1 - آيات إهلاك قوم لوط:

- ‌2 - الصيحة:

- ‌3 - تفسيره للطير الأبابيل:

- ‌4 - تفسيره الشهب بالحجارة:

- ‌د - على أنه لا ينبغي أن يفهم مما تقدم

- ‌1 - تفسيره لقول الله تعالى: (ووضع الميزان):

- ‌2 - ما المقصود بالليل والنهار:

- ‌3 - الفرق بين السبح والجري:

- ‌4 - معنى التسخير:

- ‌5 - تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [التكوير: 15]:

- ‌6 - الفرق بين المد والبسط في استعمال القرآن:

- ‌7 - البعد بين المشرقين:

- ‌ثالثًا: ملحوظات حول التفسير:

- ‌المبحت السادس رأينا في التفسير العلمي

- ‌المبحث السابع نماذج من التفسير العلمي

- ‌أولًا: نماذج مقبولة:

- ‌1 - خلق الإنسان:

- ‌2 - خلق الكون:

- ‌كلمتا بنيان وبناء:

- ‌3 - تكوين المطر:

- ‌الإعجاز البياني في الآية:

- ‌4 - البرازخ المائية:

- ‌ثانيًا [*]: نَمَاذجِ يَظْهَرُ فِيهَا التَكَلُّف:

- ‌خاتمة:

- ‌الفَصْل الخَامِس الاتجاه الموضوعي في التفسير

- ‌معناه ودلالاته

- ‌المبحث الأول: ألوان التفسير الموضوعي

- ‌1 - الموضوع القرآني:

- ‌2 - السورة القرآنية:

- ‌3 - المصطلح القرآني أو اللفظة القرآنية:

- ‌المبحث الثاني: نشأة التفسير الموضوعي ومنهج البحث فيه

- ‌منهج البحث في التفسير الموضوعي:

- ‌بعض من كتب في هذا الاتجاه

- ‌مدرسة الإمام محمد عبده والتفسير الموضوعي:

- ‌الشيخ محمود شلتوت:

- ‌1 - القرآن والمرأة:

- ‌2 - القرآن والقتال:

- ‌العقاد وآخرون:

- ‌الشيخ محمد محمد السماحي:

- ‌كتُبٌ ألّفت في هذا الاتجاه:

- ‌1 - التفسير الموضوعي للقرآن الكريم/ أحمد السيد الكومي:

- ‌2 - الفتوحات الربانيّة في التفسير الموضوعي/ الحسيني محمد أبو فرحة

- ‌3 - المدخل إلى التفسير الموضوعي/ عبد الستار فتح الله سعيد

- ‌4 - المدرسة القرآنية/ محمد باقر الصدر:

- ‌الموضوع الأول: سنن التاريخ في القرآن الكريم:

- ‌الموضوع الثاني: عناصر المجتمع في القرآن الكريم:

- ‌‌‌فوائد هذا الاتجاهوالمآخذ عليه

- ‌فوائد هذا الاتجاه

- ‌المآخذ على هذا الاتجاه:

- ‌كلمة أخيرة:

- ‌الفَصْلُ السَّادِس التفسيرات المنحرفة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول أسباب التفسيرات المنحرفة: الاستشراق والاستغراب

- ‌1 - المستشرقون:

- ‌2 - المستغربون وشبهاتهم:

- ‌افتراءات أبي زيد الدمنهوري:

- ‌المبحث الثاني مدرسة الإمام والانحرافات في التفسير

- ‌قيود مزعومة:

- ‌المبحث الثالث دعوة مشبوهة

- ‌الدوافع الحقيقية لتلك الدعوة:

- ‌رد حاسم:

- ‌المبحث الرابع نماذج من التفسيرات المنحرفة ومناقشتها

- ‌أ- رسالة الفتح:

- ‌ب- محاولة لفهم عصري للقرآن

- ‌المعمار القرآني:

- ‌مخيّر أو مسيّر:

- ‌قصة الخلق:

- ‌النعيم والعذاب:

- ‌الحلال والحرام:

- ‌خاتمة:

- ‌قَائِمَةُ الْمَصَادِرُ وَالْمَرَاجِعُ

الفصل: ‌مخير أو مسير:

وهذا رجل التربية الأول رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام، الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، والذي كان حريصًا على أن يؤدب أمته، يقول معلمًا لأولياء الأمور كيف يعاملون أبناءهم:(مروهم بالصلاة أبناء سبع، واضربوهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)(1) أفيكون هذا تزمتًا؟ !

‌مخيّر أو مسيّر:

وتحت عنوان (مخيّر أو مسيّر)، يعالج المؤلف مسألة من أخطر المسائل، وأكثرها تعقيدًا، وهي ليست مشكلة الفكر الإسلامي فحسب، بل مشكلة الفكر الإنساني المتدين، منذ أن كانت له كتب سماوية وفلسفات أرضية، إنها مشكلة القدر. ومن الإنصاف أن أعترف بأن المؤلف قد وفق إلى حد في بعض ما قاله ولكن هناك ملاحظات لا بد من تسجيلها هنا.

يعلل المؤلف نهي الرسول عليه وآله الصلاة والسلام، عن الخوض في القدر (لأنه يعلم أن المعضلة من المعضلات الفلسفية العالية التي لا يتيسر الرد عليها بعلوم عصره، وأن الجدل سوف ينزلق إلى متاهة يضيعون فيها. ولذا فضّل الإيمان بالقلب على الثرثرة العقلية العقيمة، وهي وصية لا تنسحب تمامًا على عصرنا، الذي دخلت فيه الفلسفة الجامعات، وأصبحت درسًا ميسرًا، يتلقاه ابن العشرين كل يوم. وبذلك أصبح السؤال مطروحًا بشدة، وفي حاجة إلى جواب ورد شافٍ من الفلسفة، ومن الدين. ومن صميم القرآن ذاته)(2).

وهنا نتساءل هل كانت مسألة القدر من المسائل العلمية التي تحتاج إلى المختبرات الكيميائية أو آلات التشريح؟ بالطبع لا. هل ما ورد في القرآن من ذكر القدر، يكفي المؤمنين ليشقوا طريقهم في الحياة، وهم يعلنون إيمانهم بكل ما جاء

(1) أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود. انظر المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود جـ 4 ص 121.

(2)

ص 22.

ص: 686

به القرآن؟ هل دخول الفلسفة إلى الجامعات، من شأنه أن يحل المشكلات العويصة، كمشكلة النفس والروح والمشكلة الأخلاقية وغيرها؟ . لقد زادت الفلسفة هذه المشكلات إشكالًا. ولا نظن أبدًا أن نهي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان للأسباب التي ذكرها الكاتب، بالنسبة لصحابته فقط. وإنما تنسحب تلك الوصية على كل مؤمن من ذكر أو أنثى ما دام القرآن تُتَفيّأ ظلاله.

لقد نهى الرسول الكريم مثلًا عن التفكير في ذات الله، أفيمكن القول إنّ هذا النهي كان مؤقتًا، لأن الفلسفة لم تدخل الجامعات؟ وهل تدنت أوروبا الحديثة إلا حينما ورثت أوحال الفلسفة اليونانية، التي شغلت حيزًا من التفكير في ذات الله. وقد بحثت مسألة القدر بحثًا مستفيضًا في فلسفة الإغريق وما جاء بعدها من فلسفات مسيحية وإسلامية، فهل أجدى ذلك شيئًا؟ أود أن أقول للكاتب هنا: إنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الحريص على أمته- حينما بينهى عن أمر فإنه يعلم يقين العلم أنّ مثل هذا ليس من شأنه أن تسعد به الأمة من جهة، أو تصل من بحثه إلى حل تجتمع عليه من جهة أخرى. ومن أراد تقريرًا علميًّا لهذا، فتلك كتب علماء الكلام والفلاسفة مليئة بل متخمة ببحث هذه القضية.

ويبدأ المؤلف بتقديم الحلول لمسألة القدر، ويركز على ما يسميه حرية الضمير. وبمقتضى هذه الحرية كما يقول:(جعل الله من ضمير الإنسان ونيته وسريرته، منطقة محرمة وقدس أقداس، لا يدخلها قهر أو جبر، وقطع على نفسه عهدًا بأن تكون هذه المنطقة حرامًا لا يدخلها جنده)(1). وهذا القول مع ما يبدو فيه من جرأة على الله، لست بصدد مناقشته هنا، كل ما أود أن أثبته أن علماءنا الأقدمين، أثبتوا هذا الرأي وهم يتحدثون عن معنى الكسب، ورأينا منهم من يعلن أن هذا الكسب، إنما هو من فعل الإنسان نفسه (2).

(1) ص 29.

(2)

القول السديد في علم التوحيد للأستاذ الشيخ محمود أبي دقيقة رحمه الله مبحث أفعال العباد).

ص: 687

وإذا كان ما توصل إليه الكاتب هنا، قد سبق إليه، فإن بعض النتائج التي أثبتها تستحق الدهشة، لأنها نتائج غريبة لا تتفق مع التصور الإسلامي. والآيات التي استشهد بها، ينبو سياقها عن المعنى الذي أراد، يقول الكاتب: (وحتى لا تكون لأحد أعذار في أفعاله، فيقول لحظة الحساب فعلت كذا وكذا تحت تأثير العرف والتقاليد والبيئة والمجتمع والتربية. . . الخ حسم الله الموضوع فقال في القرآن:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225] وفي آية ثانية: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5] كما يستشهد بآيتين أخريين: إحداهما {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] والأخرى {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} .

هذا ما قاله الكاتب، واعتقادي أن هذا قول خطير لا من حيث الناحية الموضوعية والتدقيق العلمي فحسب، وإنما من حيث النتائج التي تترتب عليه كذلك:

فأولًا: لا أدري ما وجه الصلة وسر الربط بين عدم العذر في لحظة الحساب، وبين ما استشهد به من آيات، وبخاصة الآية الأخيرة التي جاء قبلها {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} يقينًا أقحمها الكاتب إقحامًا. والآيات التي قبلها كل واحدة منها لها سببها، ومع أن العبرة ليست بخصوص السبب، لكن إيرادها هنا، ليس حلًا حاسمًا من قبل الله، لعدم الإعذار في لحظة الحساب.

وثانيًا: الذي نفهمه من كلام الكاتب، ويفهمه كل واحد: أن من يقترف عملًا بتأثير البيئة والمجتمع والعرف والتقاليد والتربية، وغير ذلك من العوامل المؤثرة في سلوك الانسان ونهجه، فإنه لا يحاسب عما اقترفه، ترى أيتفق هذا مع التصور الإسلامي روحًا ونصًا؟ وأي الناس أولى من الأباء والإخوة والعشيرة من أن يكون لهم تأثير على مسلك الإنسان. فهل قال القرآن لهؤلاء لا تثريب عليكم ما دمتم

ص: 688

فعلتم ذلك كله، بتأثير آبائكم أولي الفضل عليكم؟ الحق أن القرآن قال عكس هذا، ألم ينعَ القرآنُ على الذين اعذروا بتقليد الآباء، فسفههم ورد حججهم، وإذا كان للعرف والتقاليد والأخلّاء والأصدقاء أثر في ذلك، فَلِمَ قال القرآن وهو يحدثنا عن مشهد من مشاهد يوم القيامة:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَاليْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27 - 29].

لقد طلب الإسلام من كل مسلم أن يتمرد على البيئة والعرف والتقاليد. حتى الوالدين فلا يطيعهما في شركهما، إن تعذر التوافق التام بين هذه كلها وبين دينه، وعليه أن يختار إما هذه كلها وإما الإسلام {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22] ثم ألم يجعل القرآن الكريم، ذنب المستضعفين الذين كانت جريمتهم بعوامل التأثير ألم يجعل القرآن ذنب هؤلاء وعقويتهم، تمامًا كعقوبة الذين أضلّوهم {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَال لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 38]. وهذا كثير في كتاب الله وسنة رسوله عليه وآله الصلاة والسلام، فكيف يمكننا بعد ذلك أن نتمشى مع الكاتب أو نسكت عليه فيما قال؟ وبعد هذا يعلم بطلان قوله:(إن ما يدور في القلب هو موضوع المحاسبة بالدرجة الأولى، وليس ما يجري على مسرح الفعل).

فعلماؤنا جزاهم الله خيرًا، قرروا أن العمل لكي يكون مقبولًا عند الله، وصاحبه غير محاسب، لا بد أن يَصْلُح ظاهرًا وباطنًا. فهل يكفي لصحة الصلاة أن أُحسن نيتها، دون الالتزام بما لها من شروط وأركان؟ . ولقد نقل الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله (1)، عن كبار الأئمة، أن هذا الدين مبني على هذين الأصلين: أمّا الأصل الأول فيشير إليه قوله عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيّات) وأما

(1) جامع العلوم والحكم ص 12 جـ 1.

ص: 689

الأصل الثاني فيشير إليه الحديث (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).

ويظهر واضحًا في عبارات المؤلف عدم الدقة في التعبير. وهذا لا ريب ينشر الاضطراب والتشويش في أجواء نفوس القراء، فمثلًا: يمزج بين الروح والنية، وهو يتحدث عن الضمير والسريرة. فيعدّ الروح قدس أقداس، وحرمًا محرمًا لا يدخلها جبر وقهر (1) ولا يرغم الله جنده على اقتحامها. والروح كما نعلم قسيمة الجسم، وهي بهذا المعنى الذي نعرفه لا تتناسب مع ما أورده من عبارات، ومن هذا قوله:(ولعدم الجبر والقهر، أخفى الله نفسه في الإنجيل، وأخفى نفسه في القرآن، لأنه لم يرد أن يلجمنا بالتجلي القاطع الفاصل، فيقهرنا عبى الإيمان قهرًا)(2). ومعلوم أن هذه الكتب إنما أنزلها الله ليعرفه عباده، معرفة صحيحة تليق بجلاله، فليس من الدقة والأحكام أن يقال إن الله أخفى نفسه في هذه الكتب! .

ومن عباراته: إن الله جعل من التوراة والإنجيل والقرآن كتبًا يمكن أن نؤمن بها ويمكن أن نشك فيها. وقال عن قرآنه: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} (3). ولكننا حينما نتأمل أول سورة في القرآن بعد الفاتحة، نجد هذه الآية الكريمة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2]. فإذا بحثنا عن معنى هذه الآية، وما فيها من روعة الصورة البيانية والجمال الفني، وجدنا ما يأخذ اللب.

يقول الزمخشري موضحًا وكاشفًا لتلك الروعة: (فإن قلت لم آخر الظرف هنا، وقدمه في قوله:{لَا فِيهَا غَوْلٌ} ويجيب بما معناه بأن قوله: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} (إنما قصد به، أنها ليست كخمر الدنيا التي فيها تلك الصفة، أما قوله:{لَا رَيْبَ فِيهِ} فليس المراد نفي الريب عنه، وإثباته في غيره من الكتب، وإنما المقصود: نفي الريب بحيث ينبغي أن لا يقع. فكأنه يقول: هذا القرآن ليس من شأنه أن يرتاب فيه

(1) ص 35.

(2)

ص 37.

(3)

ص 37.

ص: 690

أحد (1). هذا ما يقوله القرآن، فكيف يمكن أن نقول نحن غير ذلك؟ .

والأعجب من هذا قوله: إن الله يقول عن قرآنه: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} . والقرآن الذي يهدي للتي هي أقوم، لم ترد فيه هذه العبارة عنه، فلا أدري كيف تسرع المؤلف ونسبها فجعلها خاصة بالقرآن. وهذه هي الآية الكريمة التي وردت فيها هذه العبارة:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]. ومن هذه الآية نتبين أن هذه العبارة ليست عن القرآن، وأن الضمير في قوله (به) إنما هو للمثل.

ومن هذه العبارات قوله: (إن الله يريد للإنسان ما يريد لنفسه)(2) ومن كان له أدنى معرفة بالدين، يدرك مما جاء فيه عن الإرادة، إن عبارته تعوزها الدقة التعبيرية كما يعوزها المنهج العلمي، فليست إرادة الله تابعة لإرادة الإنسان، فما أكثر ما يريده الإنسان، ولكن الله يريد غيره. يقول الله:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] ويقول الرسول عليه وآله الصلاة والسلام: (أردنا أمرًا وأراد الله أمرًا والذي أراد الله خير)(3). ويقول أيضًا: (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)(4).

ويستمر في حديثه عن موضوع القدر، فيفسر الآية الكريمة:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24]، بقوله (ومعنى هذا أن الله يدع القلب حرًّا، فتكون لكل إنسان سريرة هو حر فيها. ولكنه يقيم سلطانه

(1) الكشاف جـ 1 ص 34.

(2)

ص 39.

(3)

أخرجه ابن جرير جـ 5 ص 37.

(4)

سنن أبي داود جـ 4 ص 435 - 436.

ص: 691

بين المرء وقلبه، فهو يحول بين المرء وقلبه بالتمكين والإحباط لطفًا ورحمة ليقي أحباءه السيئات، وليقدم التيسيرات لكل حسب ضميره ونيته ومبادراته، (إما لليسرى وإما للعسرى. .) وسياق الآية كما يتدبره المتدبر بعيد عما ذهب إليه، ولا ينسجم ما قاله مع نص الآية إذ ينبغي أن تؤخذ الآية دون بتر وتجزئة. وهذه هي الآية الكريمة من سورة الأنفال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} . ففي الآية أمر صريح بوجوب الاستجابة لله وللرسول، وذلك أنه لا يدعوهم إلا لما فيه الحياة الكريمة، وهو يحثهم على المسارعة وعدم التسويف، من قبل أن تذهب الفرصة، ويفوت الأوان، فيحال بينهم وبين ما يريدون عمله وتنفيذه، بشتى الأسباب من موت وغيره، ثم يأتي دور المحاسبة على هذا التقصير {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ولعل ما يساعد على هذا المعنى الآية التالية:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].

ولقد طوّف المؤلف كثيرًا وهو يتحدث عن القدر، فوفق حينًا وأخطأ حينًا، وختم هذا الفصل بقوله:(بهذه الكلمات التي تضيء كالومض الخفي، يعطي القرآن المفتاح لأكبر المشكلات استعصاء في الفلسفة. . مشكلة الجبر والاختيار).

ولعل هذا القول لا يتفق مع ما قدره في هذا الفصل من أن نهي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه -رضوان الله عليهم- عن أن يخوضوا في القدر كان نهيًا مؤقتًا، لأن الفلسفة لم تدخل الجامعات بعد. فالقرآن وحده إذًا -كما يعترف المؤلف- هو الذي يحل كل مشكلة مستعصية. وفهمنا للقرآن نصًّا وروحا ولفظًا ومعنى، لا يداني فهم الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد أشرق فيهم نور النبوة، ونالوا بركة الوحي وها هي الفلسفات قد دخلت الجامعات، فهل حلّت هذه المشكلات؟ إنها لم تزد الأمور إلا تعقيدًا.

ص: 692