الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من مرويات الصحابة في التفسير:
ونختم بحثنا (التفسير في عهد الصحابة) بطائفة من الأحاديث التفسيرية المروية عنهم:
1 -
عن عروة قال: قلت لعائشة: أرأيت قول الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] إلى آخر الآية فوالله ما على أحد جناح ألا يطوف بهما. قالت ليس كما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليه لكان (لا جناح عليه ألا يطوف) ولكنها إنما أنزلت في هذا الحي من الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] إلى آخر الآية (1).
2 -
عن مرة عن عبد الله {وَآتَى الْمَال عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177] قال: أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر .. في قوله {عَلَى حُبِّهِ} (2).
3 -
عن ابن عمر قال أنزلت {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] كتب عليهم أن أحدهم إذا صلى العتمة ونام حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها.
4 -
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قلت: ما أراني إلا مكلم الأمير في هؤلاء الذين ينامون في المسجد فيجنبون ويحدثون قال: فلا تفعل فإن ابن عمر سئل عنهم فقال هم العاكفون .. في قوله: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} .
5 -
عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا عبد الله بن عمر فبدرنا رجل يقال له حكم
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير/ سورة البقرة.
(2)
أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح [مجمع الزوائد (6/ 316)].
فقال يا أبا عبد الرحمن كيف تقول في القتال قال ثكلتك أمك وهل تدري ما الفتنة إن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يقاتل المشركين فكان الدخول فيه فتنة، وليس بقتالكم على الملك .. في قوله:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]
6 -
عن حذيفة في قول الله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] قال يعني في ترك النفقة في سبيل الله.
7 -
عن أسلم أبي عمران قال: غزونا القسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه، فقال أبو أيوب الأنصاري إنما تتأولون هذه الآية هكذا وإن حمل رجل يلتمس الشهادة أو يبلى من نفسه إنما أنزلت الآية فينا معشر الأنصار إنا لما نصر الله تعالى نبيه وأظهر الإسلام قلنا بيننا خفيةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا قد تركنا أهلنا وأموالنا نقيم فيها نصلحها حتى يعز الله تعالى رسوله هل نقيم في أموالنا ونصلحها؟ فأنزل الله الخبر من السماء {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] والإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا نصلحها وندع الجهاد. وقال ابن عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية (1).
8 -
عن سالم قال سمعت ابن عمر يقول: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة: 196] قال: إذا رجع إلى أهله في قوله: {وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} .
9 -
قال عبد السلام يعني ابن شداد أبا طالوت قال: كنت عند أنس فقال له ثابت إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم فقال اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وتحدثوا ساعة حتى إذا هم أرادوا القيام قالوا يا أبا حمزة: إن إخوانك يريدون القيام فادع الله لهم قال تريدون أن أشق لكم الأمور. إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله.
(1) أخرجه الترمذي (2972) كتاب تفسير القرآن، باب سورة البقرة، والحديث صحيح.
10 -
عن أبي بن كعب في قول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال كانوا أمة واحدة حيث عرضوا على آدم ففطرهم الله يومئذ على الإسلام وأقروا له بالعبودية وكانوا أمة واحدة مسلمين كلهم، ثم اختلفوا من بعد آدم ..
11 -
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قول الله: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] قال: هو قول الرجل لا والله، وبلى والله .. (1)
12 -
عن علي رضي الله عنه قال: يوشك أن يأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر فيه على ما في يده، وينسى الفضل، وقد نهى الله عن ذلك، قال الله تعالى:{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237].
13 -
عن موسى بن أبي كثير الأنصاري أن عمر بن الخطاب قال في قوله {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]، قال: النفقة في سبيل الله.
14 -
عن علي قال: السكينة لها وجه كوجه الإنسان وهي بعد ريح هفافة. في قوله {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 248].
15 -
عن أبي زرعة عن أبي هريرة في قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قال: قد أحاط به شركه.
16 -
عن أبي سعيد الخدري في قوله: {فَضْلُ اللَّهِ} [البقرة: 64] قال: فضل الله القرآن.
17 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] قال: إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار.
18 -
جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال له: اعهد إليّ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فارعها سمعك، فإنه خير يأمر به، أو شرّ
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة المائدة.
ينهى عنه، قال ذلك في تفسير قوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104].
19 -
قوله تعالى: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 126] عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا قال كان إبراهيم احتجرها دون الناس فأنزل الله: ومن كفر أيضًا فأنا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أخلق خلقًا لا أرزقهم؟ أمتعهم قليلًا .. الخ الآية. ثم قرأ ابن عباس {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} [الإسراء: 20]. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (1).
20 -
قوله تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما موقوفًا قال: نحو ميزاب الكعبة. رواه الطبراني من طريقين: رجال إحداهما ثقات (2).
21 -
قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144].
عن علي بن أبي طالب قال: قبله. رواه عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي (3).
22 -
قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213] عن ابن عباس موقوفًا قال: "على الإسلام كلهم" رواه أبو يعلى والطبراني باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح (4).
23 -
قوله تعالى: {قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219].
عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا قال: "الفضل على العيال" رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات (5).
(1) مجمع الزوائد جـ 6 ص 316.
(2)
مجمع الزوائد جـ 6 ص 316.
(3)
منتخب كنز العمال جـ 6 ص 316.
(4)
مجمع الزوائد جـ 6 ص 318.
(5)
مجمع الزوائد جـ 6 ص 319.
24 -
قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245].
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "النفقة في سبيل الله" أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم.
25 -
قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ} [البقرة: 266].
عن عمر بن الخطاب قال: فيم ترون هذه الآية نزلت: قالوا: الله أعلم. فغضب عمر وقال: قولوا نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس: ضربت مثلًا لعمل. قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لِرجلٍ غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله. رواه البخاري موقوفًا (1).
26 -
قوله تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: 267].
عن علي بن أبي طالب موقوفًا قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} أي من الذهب والفضة. {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} أي الحب والثمر وكل شيء عليه زكاة رواه ابن جرير (2).
27 -
قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
عن ابن عباس موقوفًا: أخبر الله عز وجل، إذا سلم العبد لأمر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة، كتب له ثلاث خصال من الخير -الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى. رواه الطبراني وإسناده حسن (3).
(1) جـ 6 ص 39.
(2)
جـ 3 ص 50.
(3)
مجمع الزوائد جـ 6 ص 316.
28 -
قوله تعالى: {وَآتَى الْمَال عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177].
عن ابن مسعود موقوفًا قال: أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح. تأمل العيش وتخشى الفقر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (1).
29 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا قال: كان في بني إسرائيل القصاص ولم يكن فيهم الدية. فقال الله عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} فالعفو: أن يقبل الرجل الدية في العمد، {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} يتبع بالمعروف ويؤدي بإحسان. {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} مما كتب على من قبلكم {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} قتل بعد قبول الدية. رواه البخاري (2).
30 -
قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184].
عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا قال: ليست هذه الآية بمنسوخة. هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا. رواه البخاري (3) وروى الشيخان (4) وأصحاب السنن: لما نزلت هذه الآية {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
(1) مجمع الزوائد جـ 6 ص 316.
(2)
جـ 6 ص 29.
(3)
جـ 6 ص 30.
(4)
البخاري جـ 6 ص 30.
31 -
قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم، يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينًا. رواه ابن جرير (1).
32 -
قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].
عن ابن عباس موقوفًا قال: إنه قد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم رسلًا في الشهور والأيام. رواه الطبراني وفيه مسعد بن طريف وهو متروك (2).
33 -
ومن مسند عمر رضي الله عنه عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين: إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال أي آية هي قال قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة يوم الجمعة.
34 -
عن الأسود بن هلال قال: قال أبو بكر لأصحابه ما تقولون في هاتين الآيتين: {إِنَّ الَّذِينَ قَالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يذنبوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بخطيئة، قال لقد حملتموها على غير المحمل، قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره وفي لفظ فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان، ولم يلبسوا إيمانهم بشرك.
35 -
عن أبي الصلت الثقفي أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
(1) جـ 2 ص 78 الطليعة الميمنية بمصر.
(2)
مجمع الزوائد جـ 6 ص 316.
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حرجًا بالخفض، فقال عمر: ابغوا لي رجلًا من كنانة واجعلوه راعيًا وليكن مدلجيًا، فأتوه به، فقال عمر: يا فتى، ما الحرجة فيكم؟ قال: الحرجة فينا الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء، فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير.
36 -
عن علي أنه مرّ على قوم يتحدثون فقال فيم أنتم؟ فقالوا نتذاكر المروءة، فقال أو ما كفاكم الله في كتابه إذ يقول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل فما بعد هذا؟
37 -
عن مجاهد قال كتبت إلى عمر: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3].
38 -
قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَال فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} : التلبية والإحرام، {فَلَا رَفَثَ} قال: غشيان النساء، {وَلَا فُسُوقَ} قال السباب {وَلَا جِدَال} قال المراء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن السكن وهو ضعيف (1).
ومن دراستنا لهذه الروايات ندرك أن التفسير في عهد الصحابة رضي الله عنهم كان توضيحًا لكلمة أو سبب نزول، أو بيانًا لحكم شرعي أو استنباطًا لأمر فهم من الآيات كما كان من ابن عباس وعمر في فهم قوله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .
(1) مجمع الزوائد جـ 6 ص 318.