الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - شبهة: صفة القدم
.
نص الشبهة:
قالوا: الله له قدم ويضعها في جهنم.
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يُلقى فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رب العالمين قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قد قد بعزتك وكرمك. ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة"(1).
الجنة والنار يتحاوران والله يتدخل في الحوار ويضع رجله في جهنم
عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار، فقالت: النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا. (2)
والرد على ذلك نقول:
صفة القدم والرجل ثابتة لله تعالى في السنة الصحيحة
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه" - وفي رواية: رجله - فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قد قد - وفي رواية: قط قط - بعزتك"، ونحو قوله صلى الله عليه وسلم: "فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، أنا الملك أنا الديان"، إلى غيرها من الأحاديث هالتنا أو لم تهلنا، بلغتنا أو لم تبلغنا، اعتقادنا فيها، وفي الآي الواردة في
(1) البخاري (6949)، مسلم (2848).
(2)
البخارى (4569)، مسلم (2846).
الصفات: أنا نقلبها، ولا نحرفها، ولا نكيفها، ولا نعطلها، ولا نتأولها، وعلى العقول لا نحملها، وبصفات الخلق لا نشبهها، ولا نُعمل رأينا وفكرنا فيها، ولا نزيد عليها ولا ننقص منها؛ بل نؤمن بها، ونكل علمها إلى عالمها، كما فعل ذلك السلف الصالح، وهم القدوة لنا في كل علم. روينا عن إسحاق أنه قال: لا نزيل صفة مما وصف الله بها نفسه أو وصفه بها الرسول عن جهتها، لا بكلام، ولا بإرادة، إنما يلزم المسلم الأداء، ويوقن بقلبه أن ما وصف الله به نفسه في القرآن إنما هي صفاته، ولا يعقل نبي مرسل، ولا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب عز وجل، فأما أن يدرك أحد من بني آدم تلك الصفات، فلا يدركه أحد
…
الحديث إلى آخره. وكما روينا عن مالك والأوزاعي وسفيان والليث وأحمد بن حنبل أنهم قالوا في الأحاديث في الرؤية والنزول: أَمِرُّوها كما جاءت، وكما روى عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال في الأحاديث التي جاءت أن الله يهبط إلى السماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث: إن هذه الأحاديث قد رواها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها. اهـ (1)
* * *
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 185، 186).