الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال:"وأنا أكره مساءته"، وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد أن يموت، فسمى ذلك ترددًا، ثم بين أنه لابد من وقوع ذلك". (1)
الوجه الثاني: هل هذا الكلام مثل ما ذكروه هم عن الله حين وصفوه بالندم، والحزن، وغيرها من صفات النقص
؟
كما جاء في سفر التكوين في (الإصحاح 6: العدد 5 - 8): "ورَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِمًا بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالحزْنُ؛ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ، وَقَال الرَّبُّ: أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاء؛ لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ".
فهل الندم والحزن يليقان بعظمة الله تعَالى؟ ! كما أنهم يستهزئون بالتردد ولم يثبت ذلك، ولو ثبت لكان له معنىً آخر غير ما يظنون.
* * *
(1) المصدر السابق 10/ 58 - 59.