الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - شبهة: شم رائحة فم الصائم
.
نص الشبهة:
أضاف هؤلاء صفة الشم لله تعالى، ولم ترد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ولكنهم تأولوها من الأحاديث التي وردت في فضل خلوف فم الصائم فقالوا: الله يشم رائحة فم الصائم ويحب رائحة فمه أكثر من المسك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
والجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: إثبات صفة استطابة الروائح
.
قال ابن القيم: ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمَثَّلَ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبةُ استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه، وغضبه، وفرحه، وكراهته، وحبه، وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه، والعمل الصالح فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال؛ إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله الرضا، فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين، فقولوا: استطابة ليس كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب. (1)
الوجه الثاني: ليس في الحديث صفة الشم لله
.
وإنما هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، فصفات الله - تعالى - نوردها كما جاءت في كتاب الله تعالى، وكما جاءت في السنة الصحيحة، وتأتي على ظاهرها لا تأويلًا ولا استنباطًا.
(1) الوابل الصيب 1/ 43.