الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - شبهة: حول العرش وأنه محمول على حيوانات
.
نص الشبهة:
يقولون: إن عرش الرحمن قائم على حيوانات، ويحتجون على ذلك بما روي في تفسير قوله تعالى:{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)} [الحاقة: 17] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هُمْ ثَمَانِيَة أَمْلَاك عَلَى صُورَة الأَوْعَال.
وقال أيضًا: ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور، وملك على صورة سيد الطير وهو النسر.
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: تفسير الآية على ما ورد عن أهل العلم مع تحقيق القول الصحيح فيها
.
الوجه الثاني: تحقيق القول في العرش وحملته.
الوجه الثالث: القرآن يوجب أن لله عرشًا يُحمل.
الوجه الرابع: أن العرش في اللغة السرير بالنسبة إلى ما فوقه، وكالسقف بالنسبة إلى ما تحته.
الوجه الخامس: إضافة العرش إلى الله إضافة اختصاص.
الوجه السادس: بعض ما ذكر في العرش.
الوجه السابع: ماذا قال الكتاب المقدس عن العرش؟
وإليك التفصيل
الوجه الأول: تفسير الآية على ما ورد عن أهل العلم مع تحقيق القول الصحيح فيها.
قال الطبري: وقوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ، اختلف أهل التأويل في الذي عني بقوله:{ثَمَانِيَةٌ} ، فقال بعضهم: عني به ثمانية صفوف من الملائكة، لا يعلم عدّتهن إلا الله.
ذكر من قال ذلك:
أولًا: ابن عباس. (1)
(1) ضعيف جدًّا. جاء عن ابن عباس من ثلاثة طرق: =
ثانيًا: عن الضحاك قال في قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قال بعضهم: ثمانية صفوف لا يعلم عدتهنّ إلا الله. (1)
وقال بعضهم: ثمانية أملاك على خلق الوعلة.
وقال آخرون: بل عني به ثمانية أملاك.
ذكر من قال ذلك:
قال ابن زيد في قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قال: ثمانية أملاك، وقال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَحْمِلُهُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ، وَيَوْم القِيامَةِ ثَمَانِيَةٌ"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أقْدامَهُمْ لَفِي الأرْضِ السَّابِعَةِ، وَإنَّ مَنَاكِبَهُمْ لخَارِجَةٌ مِنَ السَّمَوَاتِ عَلَيْهَا الْعَرْشُ". قال ابن زيد: الأربعة، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَمَّا خَلَقَهُمُ اللهُ قال: تَدْرُون لِمَ خَلَقْتُكُمْ؟ قالوا: خَلَقْتَنَا رَبَّنا لِمِا تَشَاءُ، قال لَهُمْ: تَحْمِلُونَ عَرْشِي، ثُمَّ قال: سَلُوني مِنَ القُوَّةِ ما شئْتُمْ أجْعَلْها فِيكُمْ، فَقال وَاحِدٌ مِنْهُمْ: قَدْ كانَ عَرْشُ رَبِّنَا على المَاءِ، فاجْعل فيَّ قُوَّةَ المَاءِ، قال: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ المَاءِ، وقال آخرُ: اجْعَل فيَّ قُوَّةَ السَّمَوَاتِ، قال: قَدْ جَعَلْتُ فيك قُوَّةَ السَّمَوَاتِ، وقال آخَرُ: اجْعَل فيَّ قُوَّةَ الأرْضِ، قال: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الأرْضِ والجِبالِ، وقال آخَرُ: اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الرِّياحِ، قال: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الرِّياح، ثُمَّ قال:
= 1 - أخرجه الطبري في تفسيره 29/ 58 من طريق الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك عن ابن عباس به. وفيه ابن ظهير: متروك.
2 -
أخرجه الطبري في تفسيره 29/ 58 من طريق ابن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وفيه يزيد بن أبان: ضعيف. وابن حميد: كذبه أهل بلده.
3 -
أخرجه الطبري في تفسيره 29/ 58 من طريق محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس به. وإسناده مسلسل بالضعفاء.
(1)
إسناده ضعيف.
أخرجه الطبري في تفسيره 29/ 58 قال حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك به. وإسناده ضعيف لجهالة شيخ الطبري.
احْمِلُوا، فَوَضَعُوا العَرْش على كَوَاهِلِهِمْ، فَلَمْ يَزُولُوا؛ قال: فَجاءَ عِلْمٌ آخَرُ، وإنَّمَا كانَ عِلْمُهُمُ الَّذِي سأَلُوهُ القُوَّةَ، فَقال لَهُمْ: قُولُوا: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله، فقالوا: لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إلا بالله، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِمْ مِنْ الحَوْلِ والقُوَّةِ ما لَمْ يَبْلُغْهُ عِلْمُهُمْ، فَحَمَلُوا". (1)
قال الحافظ ابن كثير: وقوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة. ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش: العرش العظيم، أو: العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. وفي حديث عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، في ذكر حَمَلة العرش أنهم ثمانية أوعال. (2)
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال: حملة العرش ثمانية، ما بين مُوق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام. (3)
وأخرج أيضًا عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُذِنَ لي أن أحدثكم عن ملك من حَمَلة العرش: بُعْدُ ما بين شحمة أذنه وعنقه يخفق الطير سبعمائة عام"(4).
وقد رواه أبو داود في كتاب "السنة" من سننه: عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش: أنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". (5)
(1) مرسل ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره 29/ 58 من طريق يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد به.
فيه ابن زيد هو أسامة بن زيد بن أسلم: ضعيف.
(2)
الوعل: هو تيس الجبل، والخبر منكر وسيأتي.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (18966) قال حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد، حدثنا زيد بن الخباب، حدثنا أبو السمح البصري، حدثنا قبيل حيي بن هاني، أنه سمع عبد الله بن عمرو، يقول .. فذكره.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (18966). قال ابن كثير: وهذا إسناده جيد، رجاله ثقات.
(5)
أخرجه أبو داود 4727) وإسناده حسن. وقد صححه الألباني في الصحيحة (151).
وعن سعيد بن جبير في قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قال: ثمانية صفوف من الملائكة (1)(2).
قال البغوي: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ} أي: فوق رءوسهم يعني الحملة (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (ثَمَانِيَة) أي ثَمَانية أملاك.
جاء في الحديث: "لكل ملك منهم وجه رجل، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر". (3)
ثم ساق البغوي بسنده عن عبد الله بن عميرة، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما هذا؟ قلنا: السحاب. قال: والمزن؟ قلنا: والمزن، قال: والعنان؟ فسكتنا، فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض؛ ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك غِلظ كل سماء خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ثم بين ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن
(1) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (18966). حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد به.
جعفر بن أبي المغيرة: صدوق يهم. قال ابن منده: ابن أبي المغيرة ليس بالقوي في ابن جبير.
(2)
تفسير ابن كثير (14/ 116: 115) باختصار.
(3)
ضعيف. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (3313) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبيه في قوله {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ} قال: أربعة ملائكة يحملون العرش على أكتافهم لكل واحد منهم أربعة أوجه، وجه وجه ثور، ووجه وجه أسد، ووجه وجه نسر، ووجه وجه إنسان ولكل واحد منهم أربعة أجنحة؛ أما جناحان فعلى وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأما جناحان فيهفو بهما ليس لهم كلام، إلا أن يقولوا: قدسوا الله ملأت عظمته السموات والأرضين.
وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية: (3/ 391) وقال: موقوف ضعيف الإسناد. وقال البوصيري: ضعيف لجهالة بعض رواته.
وركبهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء" (1). (2)
قال السيوطي: قال الله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الأَرْضَ السَّابِعَةَ وَالْعَرْشُ عَلَى مِنْكَبِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ وَأَيْنَ تَكُونُ". (3)
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، ويقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت". (4)
(1) منكر. أخرجه أبو داود في سننه (4723)، والترمذي في سننه (3320) وابن ماجة (193)، وابن خزيمة في التوحيد (124)، والآجري في الشريعة 1/ 295، والدارمي في الرد على الجهمية (72) والبزار في مسنده (1309) وغيرهم من حديث سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب به.
وفيه عبد الله بن عميرة: فيه جهالة. وقال البخاري لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس. ميزان الاعتدال 2/ 469، التاريخ الكبير للبخاري 5/ 159، تهذيب التهذيب 4/ 422.
وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة"(3/ 398).
(2)
تفسير البغوي (4/ 387) باختصار.
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (6619) قال حدثنا عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل، عن معاوية بن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به. وصححه ابن حجر فِي المطالب العالية 10/ 82. والسيوطي في الدر المنثور 7/ 274.
(4)
منكر بهذا اللفظ. أخرجه الطبراني في الأوسط (6503) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر: نا أبي عن، أبيه، عن جده محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك مرفوعًا.
فيه المنكدر بن محمد: لين الحديث. وقد تفرد به.
وابنه عبد الله بن المنكدر فيه جهالة. لسان الميزان 3/ 376.
وانظر السلسلة الضعيفة (6923).
وعن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في حملة العرش أربعة أملاك: ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور، في زال غضبان منذ يوم عبد العجل إلى ساعتي هذه، وملك على صورة سيد الطير وهو النسر". (1)
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال ما جمعكم؟ فقالوا: اجتمعنا نذكر ربنا، ونتفكر في عظمته فقال: لن تدركوا التفكير في عظمته، ألا أخبركم ببعض عظمة ربكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إن ملكًا من حملة العرش يقال له: إسرافيل، زاوية من زوايا العرش على كاهله، قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى، ومرق رأسه من السماء السابعة العليا، في مثله من خليقة ربكم. (2)
وعَنْ أُمِّ سَعْدٍ اِمْرَأةٍ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ قَالتْ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَرْشُ عَلَى مَلَكٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي صُورَةِ دِيكٍ، رِجْلاهُ فِي التُّخُومِ السُّفْلَى، وَعُنُقُه مَثْنِيةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا سَبَّحَ اللهَ ذَلِكَ الْمَلَكُ، لَمْ يَبْقَ شَيءٌ إِلَّا سَبَّحَ". (3)
(1) موضوع. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (331) من طريق ركن الشامي، عن مكحول به.
وفي سنده علتان: الأولى: ركن الشامي وهاه ابن المبارك، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث. وأحاديثه عن مكحول فيها مناكير. لسان الميزان 2/ 462، التاريخ الكبير 3/ 343، الكامل في الضعفاء 3/ 160.
والثانية: الانقطاع يبن مكحول وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
ضعيف. أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (283)، وأبو نعيم في الحلية 6/ 65 من طريق شهر بن حوشب، عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف.
فيه شهر بن حوشب: ضعيف.
(3)
ضعيف جدًّا. أخرجه ابن أبي شيبة في العرش (68) من طريق حدثنا داود بن عبد الرحمن المكي، عن محمد بن زاذان، أنه أخبره عن أم سعد به.
فيه محمد بن زاذان: متروك.